الشاعر الرايس أحمد بيزماون عاش متواضعا، نظيفا ومستقيما.. ليموت متواضعا نظيفا و مستقيما..

غادرنا الشاعر الرايس أحمد بيزماون مساء الجمعة 17/12/2021 بعد مرض عضال لم ينفع معه العلاج، غادرنا الشاعر الرايس احمد بيزمان إلى مثواه الأخير تغمده لله برحمته، تاركا روائعه المغناة تذكر بمكانته وتعتبر خير عزاء وبلسم لجمهوره العريض، بل ولتاريخ الشعر الغنائي المغربي الأمازيغي.
عاش أحمد بيزماون متواضعا نظيفا مستقيما، ومات متواضعا نظيفا ومستقيما..، تناول جميع الأغراض، شارك في مؤلف الهجرة و الاغتراب في الشعر المغربي الأمازيغي بقصيدة معنونة بعنوان «ءاسيف-ن بارير نهر باريز»، قضى هناك سنتين وصف فيها حالة المغتربين وشوقهم إلى الوطن وصب جام غضبه على من هاجروا ليتسكعوا جانب الجدران، وأثنى على من ساهموا في تنمية حياتهم و حياة وطنهم… و شارك في مؤلف الوحدة الترابية في الشعر المغربي الأمازيغي بقصيدة تحت عنوان «نرا صحرا نرا صحرا نريد الصحراء، (نريد الصحراء)، لحنها لحنا رائعا وأوصلها بحنجرة موصلة إلى جمهوره قصد توعيته بقضيتنا الوطنية، مذكرا من يتجاهل أن الصحراء مغربية وبأن الشعب المغربي لن يتخلى عن شبر من صحرائه، و ذكر بوادي الذهب وبالساقية الحمراء، وبالعيون… وكانت القصيدة المغناة لروعتها تردد من طرف الصغار والكبار..، لكن، من هو المرحوم الرايس احمد بيزماون، لمن لا يعرفونه؟
ولد الشاعر الرايس احمد بن محمد بيزماون في ناحية آيت امر بدوار تيمزغوين سنة 1948 جماعة آيت امر عمالة أكادير اداوتنان، هذه المنطقة التي تتوفر على شاطئ فسيح وجميل يعتبر قبلة للمغرمين بالسياحة الداخلية والخارجية، خاصة في فصل الصيف، إلى جانب البحر وما في جوفه من أسماك، توجد غابة أركان بجوارها والموز والخضر، لما كان صغيرا تلقى تعليمــــــه في الكتاب و حفظ ما تيسر من الذكر الحكيم، ثم دخل المدرسة العصرية إلى أن وصل مستوى الخامس ابتدائي، لما توفي والده سنة 1962 غادر المدرسة رغم تفوقه، لأنه أكبر إخوته ليقوم بإعالتهم بما تيسر مع العلم، فتدرب على آلــة لوطـــــار في صغره وكون مجموعة من الشباب ليشارك في الأعراس والمناسبات كهواية دون مقابل، والناس معجبون بالأغاني التي يرددها وهي في البداية عبارة عن ترديد أغاني المرحوم الحاج محمد الدمسيري وأغاني الرايس العربي المتوكي، إضافة إلى أغاني المرحوم الحاج عمر واهروش وآخرين.
في سنة 1966 عمل في البناء بناحية تافراوت، و بعدها رجع إلى أكادير ليزاول مهنة الصيد البحري بواسطة القارب بالشواطئ الصحراء المغربية، وبعد سنوات من الصيد في البحر طلب من المرحوم ابرني، الذي كان رئيســـــا لجماعة آيت امر وصديقـــــا للمرحوم الحاج محمد الدمسيــــــــري، أن يطلبه إذا جاء لزيارته وأن يقبله في مجموعته الغنائية مستهدفا أن يتتلمذ على يديه.
لما جاء الدمسيري وركب في سيارة ايرني سمع شريطا له وأعجب به و سأله عن اسم الرايس وأخبره بأنه ليس بعد رايسا، فقط طلب منه أن يقبله في فرقته، فرحب به ورافقه في التظاهرات الفنية وفي سهرات أخرى خاصة، ثم رافقه ليسجل أول مرة، وقد سجل رحمه لله حوالي خمسين شريطا أكسبته جمهورا عريضا.
صرح الدكتور بيزوران، الذي قضى حوالي شهر في عيادته بأكادير، بأن جماهير غفيرة زارته من فنانين ومنتخبين ورجال سلطة على رأسهم السيد والي أكادير والسيد منــدوب وزارة الثقافة وممثلي نقابة الفنانين، أكثر من هذا نظمت جماعة من الفنانين التشكيليين معــرضا خصص مدخوله للمــــــرحوم دون نسيـــــــــان زيارة الإذاعة والتلفزة الأمازيغيتين، وكذا بعض وسـائل الإعلام المكتوبة والمسموعة ومشــاركة بعض الأطباء بفحوصــــــاتهم له إلى جانب الدكتور محمد بيزوران.
وكتكريم لهذا الذي منح حياته لحياتنا وبعد وفاته نقترح تكوين لجنة لجمع وتدوين قصائده المغناة المتوفرة في الأشرطة لتكون رهن إشارة الدراسات الجامعية، خاصة إذا علمنا أن تاريخ الأمازيغيين في شعرهم التاريخي الديني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي بالنسبة لمجتمع يقرأ بأذنيه ويكتب بشفتيه.


بتاريخ : 23/12/2021