أي تفسير لارتفاع تحويلات الجالية المغربية: 95 مليار درهم؟

ادريس العاشري

 

عرفت تحويلات مغارية العالم ارتفاعا مستمرا منذ بداية جائحة كورونا، التي أربكت جل الاقتصادات الدولية، وخلقت نقاشا واسعا وسط خبراء المال والاقتصاد وخبراء الأمن المهتمين بتتبع ومراقبة التحويلات المالية عبر العالم، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
حسب أرقام بنك المغرب فإن تحويلات مغاربة العالم ستسجل رقما قياسيا في متم نهاية السنة الجارية 2021  ببلوغها 95 مليار درهم، وذلك رغم الأزمة المالية.
من الناحية الاجتماعية والبحث عن مصدر لجلب العملة الصعبة للمغرب بعد تراجع مداخيل السياحة والصادرات، ما علينا إلا أن نستبشر خيرا ونصفق للمغاربة المقيمين بالخارج المتشبثين بوطنهم وبثقافة وتربية التضامن والتكافل الاجتماعي، عكس المؤسسات المالية الدولية المختصة في تتبع وترصد التحويلات المالية والعمليات البنكية بهدف محاربة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
جوابا عن سؤال: أي تفسير لارتفاع تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج سنعطي قراءة لتحليل بنك المغرب، الذي يعتبر بدوره كموقع على الاتفاقية الدولية لمحاربة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب» GAFI»، مما جعله يحدث لجنة ثلاثية تضم مكتب الصرف والمجموعة المهنية للأبناك، لدراسة هذا الارتفاع غير المسبوق المتزامن مع أزمة فيروس كورونا المستجد توصلت إلى الخلاصات التالية التي صرح بها والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، في ندوة صحافية نظمت في اجتماع مجلس بنك المغرب.
الخلاصة الأولى راجعة إلى انخفاض إدخال العملة الصعبة نقدا من طرف الجالية، وذلك بسبب إجراءات تقييد الحركة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، مما جعلهم يحولونها عن طريق القنوات البنكية ومكاتب الصرف والتحويلات.
الخلاصة الثانية تتعلق بثقافة التضامن والتكافل الاجتماعي حيث أشار والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري إلى أن دراسة دولية أشارت إلى أنه كلما انخفض الدخل في البلد الأصلي كلما ارتفعت التحويلات الخارجية.
في هذا الصدد أوضح والي بنك المغرب أن المملكة تعتبر من الدول التي تطبق رسوما أقل في المنطقة على عمليات تحويل الأموال، وأكد على ضرورة الاستمرار في خفضها بالتفاوض مع الفاعلين المعنيين.
ارتفاع يؤكد أن المغاربة، سواء داخل المملكة أوعبر العالم، متشبثون بوطنهم ومتشبعون بثقافة التكافل الاجتماعي ومستعدون لإنجاح سياسة الحماية الاجتماعية.
أما الجانب المتعلق بتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، فإن المغرب برهن للعالم كله على نجاعة سياسته وكفاءة الأجهزة الأمنية المغربية المتخصصة في هذا المجال.

الكاتب : ادريس العاشري - بتاريخ : 23/12/2021