قصة تبدو خيالية، لكنها حقيقية.أبطالها السيدة نجمة المنحدرة من مدينة العيون المغربية وعائلة أمريكية تقطن حاليا بميامي.
بدأت الحكاية منذ سنوات، حين سافرت السيدة نجمة إلى الولايات المتحدة سنة 1994 بعقد عمل من هذه الأسرة الأمريكية كمربية، ولأنها لم ترزق بأبناء، لم تتعامل مع أبناء هذه الأسرة كمربية، يربطها عقد عمل فقط، بل فجرت كل حنانها وطاقة مشاعر الأمومة في تربية الأطفال الثلاثة، إلى درجة أن الأطفال ارتبطوا بها. ومع أن وجود الأم البيولوجية في البيت،فقد كان الارتباط بالأم نجمة واضحا للجميع، بمن فيهم الأم الأمريكية. لكن، شاءت الظروف أن ينفصل الأبوان عن بعضهما البعض. وبالرغم من صغر سن الأطفال الثلاثة، حيث لم يكن يتجاوز آخرهم السنة والنصف من العمر، فقد وجدت السيدة نجمة نفسها مطوقة بمسؤولية أكبر ،إذ أصبحت في المنزل هي الأم الوحيدة.
وتشاء الأقدار أن تعود نجمة إلى أرض الوطن المغرب، وبالضبط إلى مدينة أكادير، بعد انتهاء مدة العقد سنة 1999.
هذا الغياب، لم يجعل الأبناء الثلاثة ينسون الأم التي ربتهم، وبقوا دائما يتذكرونها ، كما أن والدهم، بحكم أنه أصبح رجل أعمال وثريا ، فقد منح نجمة 30 ألف دولار .
لكن في لحظة ما، انقطع التواصل بين الطرفين. وكل سنة حينما تزور هذه الأسرة الأمريكية المغرب، ويتعلق الأمر بالأبJEAN J MYARA ، الذي ازداد بالدارالبيضاء (من ديانة يهودية، وسافر إلى الولايات المتحدة الامريكية بمعية والديه وهو في عامه الاول ) وأولاده الثلاثة JORDAN JUSTIN ، JAKE تبحث عن الأم نجمة، لكن دون جدوى.
هذا البحث، يتم مرتين في السنة، وهي عدد الزيارات، التي تقوم بها الأسرة الأمريكية إلى المغرب،مسقط رأس الأب.
يقول المهدي حمراني، الذي عثر مؤخرا على السيدة نجمة، لجريدة الاتحاد الاشتراكي، إنه شخصيا قام بمحاولات عديدة للبحث عن نجمة ، لكن محاولاته باءت بالفشل،إذ كلفته الأسرة بذلك، بحكم أن هذه الأسرة من بين زبناء وكالة الأسفار المغربية التي يشتغل بها: Asmaa Tourisme .
لكن هذه السنة ، وبعد أن حملت معي –يضيف- صورة نجمة، وكذا صورة لبطاقة تعريفها الوطنية، التي سلمتني إياها العائلة الأمريكية ، وبعد العديد من المحاولات، تم فيها تعبئة العديد من الأشخاص والمعارف، تم العثور على السيدة نجمة.
كيف حدث ذلك، يجيب المهدي حمراني ، منذ ثلاثة أيام تقريبا خلت، وبعد بحث مضن، وبعدما ذهبت إلى مقر سكناها الأول،الذي غادرته منذ مدة ، جمعت كل الخيوط، التي من شأنها أن تفك هذا اللغز ،لأعثر عليها أخيرا ب»سوق الأحد» بأكادير ، حيث تشتغل هناك ، وما أن سألتها عن اسمها ، وتطابق صورتها مع ملامحها ،وفاتحتها في الموضوع، حتى انهارت وبكت، ولم تصدق الخبر، بعد أن هدأت ،حملتها في الحافلة التابعة لوكالة الأسفار،اتفقت معها أن تبقى مختبئة ،حتى نفاجيء هذه العائلة ،وهو ماحدث بالفعل،يقول المهدي حمراني لجريدة الاتحاد الاشتراكي، و ما أن وصلنا إلى حيث يقيم أفراد العائلة بأكادير، حيث يقضون عطلتهم الصيفية ،وما أن التقت أعينهم بالسيدة نجمة، حتى بدأوا في الصياح غير مصدقين أنه تم العثور عليها.
لقد كانت لحظات إنسانية بامتياز، وقد تابع أفراد العائلة المتواجدون بالولايات المتحدة الأمريكية تفاصيل الحدث، من بينهم جد الأبناء المقيم بكندا، وأيضا الأم الأمريكية المطلقة التي لم تنس ما فعلته نجمة المغربية مع أطفالها لما انفصلت عن والدهم ،وكذلك الزوجة الجديدة للأب الأمريكي.
احتفاءً بتجدد اللقاء،أقامت الأسرة الأمريكية حفل غذاء فاخر على شرف نجمة ، قبل أن يتصل الأب الأمريكي بمحاميه من أجل القيام بالإجراءات القانونية من أجل عودة نجمة إلى الديار الأمريكية.