في الذكرى العاشرة لرحيل الفنان محمد رويشة الذي ارتبط بآلة لوتار والأغنية الأمازيعية والعربية

 

بحلول يوم الإثنين 17 يناير 2022، تكون قد مرت عشر سنوات على رحيل الفنان الأمازيغي الكبير محمد رويشة، و اسمه الكامل و الأصلي الهواري محمد رويشة، ولد سنة 1950 بتراب  حنيفرة. ظهر ولعه بالغناء و الموسيقى منذ سنواته الأولى، و سلك سبيله في هذا الإتجاه بكل حب وإقناع لهذا الفن بمنطقة الاطلس ، حيث غادر الدراسة في سن مبكرة نظرا لوضعه الاجتماعي المتواضع، ساعده في ذلك تميزه بالصوت الجيد و العذب مما ساهم في تألقه..، و إذ يعد من الجيل الثاني لرواد الأغنية الأمازيعية، فقد نهل و تتلمذ على يد الرعيل الأول و المؤسس لهذه الأغنية، من قبيل حمو اليازيد، مصطفى نعينيعة ، موحا وبابا، ..، و استوعب التراث الموسيقي القديم و تشبع به و بتنوعه وغناه و أصالته، و وجد فيه ضالته، كما تشبع بالإيقاع الأمازيغي المستمد  من جذور الموسيقى الأمازيعية، و تميز بالعصامية، حيث كون نفسه بنفسه.. ، تاريخه الغنائي امتد لمدة 50 سنة، و كان تاريخا حافلا بالعطاء..، بداية من سنة 1962، كانت بداياته الأولى بإحياء الحفلات و الأعراس و المناسبات، ليبدأ إشعاعه  في الانتشار بالأطلس المتوسط ثم خارحه، أرتبط في مساره بالآلة الوترية « لوتار «  حتى أبرع فيها ايما براعة. و أضحى يسمي ب» أمير لوتار «، الذي كان يعزف عليه بمهارة عالية، بل وطوره، حيث أضاف له  الوتر الرابع بعد أن كان يتكون من ثلاثة.
غنى رويشة قطعته الشهيرة « أبيبيو سغوي « سنة 1964، و هو في سن 14، قطعة عبرت عن الأوضاع السائدة آنذاك  بالأطلس المتوسط، وهي التي فتحت له المجال لينتشر صيته، و نجح في مساره كمؤلف و ملحن و مغني.. ، أغانيه تنساب كتدفق مياه أم الربيع مخترقا حاضرة زيان خنيفرة نحو السهول، فالمحيط الأطلسي، تميز بأدائه أغاني أمازيغية و عربية، كما أعاد غناء قطع قديمة باللغتين لفنانين رواد الأغنية المغربية من قبيل ، حمو اليازيد ، مولاي بوشتى،  نعينيعة.. ، و تناول في أغانيه قضايا و مواضيع اجتماعية، إنسانية، دينية، سياسية..، وغنى عن فلسطين و الطبيعة و الحب و الأم.، و من بين أغانيه إضافة إلى « أبيبيو سغوي «، « سال سال « التي يقول مطلعها « إيمانو سال غيفي سال إيسللي ديكان أسكار «، و قطعة « بديخيش أسيدي ياربي جود غيفي ئلا غورش وينا ريخ بلا تودماوين، كولو لميمتي، شحال من ليلة وليلة، أيا مجمع المؤمنين، الحبيبة بيني و بينك دارو لحدود..»، و كان الختام برائعة» إيناس إيناس « التي كان لها صدى واسع، و معروف عنه أن بيته كان مفتوحا لكل من يقصده،حتى اعتبر زاوية.
رحل رويشة إلى دار البقاء يوم الثلاثاء 17 يناير 2012، ودفن جثمانه في اليوم الموالي بمقبرة « سيدي بوثزكاغت « بمدينته التي عشقها حتى الجنون خنيفرة.


الكاتب : من الخميسات: أورارى علي

  

بتاريخ : 28/01/2022