«جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» و”داعش” تؤكدان عودة نشاطهما الإرهابي على الحدود الجزائرية

حذر خبراء من تكرار العمليات الإرهابية على الحدود بين الجزائر من جهة والنيجر وليبيا من جهة، خاصة في ظل نشاط الذئاب المنفردة في المنطقة، وخلايا تنظيم «داعش» الإرهابي.
وحسب الخبراء فإن عمل المجموعات والخلايا في المنطقة لا يقتصر على العمليات الإرهابية، حيث تقوم الجماعات بالاتجار في المخدرات والتهريب والاتجار بالبشر عبر الحدود.
وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، يوم الجمعة الماضي، مقتل جنديين اثنين، في اشتباكات مع عناصر إرهابية جنوبي البلاد.
ووقعت الاشتباكات، على الشريط الحدودي بمنطقة حاسي تيريرين بولاية قزام الحدودية مع النيجر، بحسب بيان لوزارة الدفاع.
وأوضح البيان أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل الملازم العامل سيدهم مرباح الدين والعريف المتعاقد بن عليوة نسيم، إضافة إلى مقتل إرهابيين اثنين، و»استرجاع رشاش ثقيل (01) عيار (12.7 ملم)، مسدسين رشاشين (02) من نوع كلاشنيكوف، سيارة (01) رباعية الدفع وكمية من الذخيرة من مختلف العيارات.
غموض البيانات
في البداية قال أكرم خريف الخبير الأمني الجزائري، إن القضية ليست واضحة بشكل دقيق، وأن البيان الصادر عن الجهات المعنية مبهم.
وأوضح أن المنطقة التي وقعت فيها العمليات تتواجد بها عناصر من «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، وعناصر تنظيم «داعش»، الإرهابيين.
ويرى أن الحادثة التي وقعت معزولة، وأن هناك ضرورة للتتبع، خاصة أن الخطر يكمن في تكرار مثل هذه العمليات.
من ناحيته قال الدكتور إسماعيل خلف الله، الخبير الاستراتيجي الجزائري، إن عناصر داعش ومجموعاته تنشط في الحدود الواقعة بين النيجر والجزائر وليبيا.
وأضاف أن التنظيم ينشط في الوقت الراهن كمجموعات منفصلة و»ذئاب منفردة»، أي أنه لم يعد على طبيعته الأولى.

الاتجار في البشر وتهريب المخدرات

وأشار خلف الله، إلى أن ممارسات التنظيم لا تقتصر على العمليات الإرهابية، حيث تنشط خلاياه في عملية الاتجار بالبشر والتهريب، والمخدرات.
وأوضح أن الجزائر تنفق ميزانية كبيرة على تأمين الحدود، خاصة أنها على اطلاع بكل ما يدور وتراقب أي تحركات هناك.

عمليات متكررة
ويرى أن العملية التي راح ضحيتها اثنين من أفراد الجيش، هي ضمن العمليات التي تحدث بين الحين والآخر، وأنها تدخل ضمن النشاط الإرهابي الذي تقوم به المجموعات في المنطقة.
وتنشط في النيجر وتشاد وليبيا عناصر إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» والقاعدة (محظورين في روسيا والعديد من الدول الأخرى) وعناصر تعمل في التهريب عبر الحدود.
وفي دجنبر الماضي، قالت حكومة النيجر، إن مسلحين قتلوا 12 جنديا وأصابوا ثمانية آخرين في اشتباك بجنوب غرب البلاد قرب الحدود مع بوركينا فاسو.
وحتى ذلك التوقيت، كانت هذه هي أحدث حلقة من سلسلة هجمات أودت بحياة المئات العام الماضي.
وقالت الحكومة إن الجنود واجهوا مئات من المقاتلين بالقرب من قرية فونيو، وتعرضوا لإطلاق نار كثيف.
وأضافت أن عشرات المتشددين لقوا حتفهم أيضا في الاشتباك.
وخلال الأيام الماضية تمكن الجيش الليبي من القضاء على مجموعات إرهابية تابعة لـ «داعش» غرب منطقة القطرون بالجنوب الليبي، حسب القيادة العامة للقوات المسلحة.

تشكيل القاعدة

يذكر أنه في مارس 2017 تأسست ما يعرف بـ «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» بقيادة إياد أغ غالي، والتي تضم إمارة القاعدة في المغرب الإسلامي في الصحراء التابعة للجزائري يحيا أبو الهمام، و»أنصار الدين»، بقيادة غالي نفسه، و»المرابطون» التابعة لمحمد أولد نويني المعروف باسم حسن الأنصاري، وجبهة تحرير ماكينا التابعة لأمادو كوفا (جماعات محظورة في روسيا).
في يناير 2020 شن تنظيم «داعش» هجوما على القوات المسلحة التابعة للنيجر والمنتشرة في شينيغودار بالقرب من الحدود مع مالي حيث خلف الهجوم 77 قتيلا. كما شن تنظيم «داعش» 59 هجوما في عام 2020 و3 هجمات عام 2020 ضد تنظيم «القاعدة» في إفريقيا الغربية بمنطقة الساحل.
ووصفت صحيفة «النبأ» الصادرة عن تنظيم «داعش»، مقاتلي «القاعدة» بـ»المرتدّين» في مالي وبوركينا فاسو.


بتاريخ : 31/01/2022