تكريم المناضل عبد الحفيظ أمزيغ بباريس على هامش المؤتمر 11 للاتحاد الاشتراكي

 

شاركت منصة فرنسا بفعالية في المؤتمر 11 للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أيام 28 و29 يناير 2022، تحت شعار «وفاء،التزام وانفتاح» من خلال حضور متميز في المؤتمر، ومساهمته بقوة في الأشغال، وتعبيرا منه على دور الهجرة المغربية في المساهمة في العمل الحزبي من أجل بناء مغرب الغد.
وتابع الاتحاديون بفرنسا أشغال المؤتمر بالمنصة المركزية بمدينة بوزنيقة، وبعد متابعة التقريرين الأدبي والمادي قدم المناضلون العديد من الملاحظات والاقتراحات حول التقريرين وكانت كلمة فريد حسني، عضو المجلس الوطني باسم المؤتمرين، حيث أبرز دور الهجرة ومساهمتها في التطورات التي يعرفها المغرب في جميع المجالات، ومساهمة المؤتمرين في باقي مراحل هذا المؤتمر، من أجل قيادة المعارضة بالمغرب بشكل بناء ضد حكومة لا يجمع بينها أي برنامج سياسي أو فكري، كما يقول البيان السياسي الصادر عن المؤتمر، الذي انتهى بانتخاب الأخ إدريس لشكر كاتبا أول للحزب بأغلبية كبيرة.
وتم بهذه المناسبة يوم 29 يناير تكريم الأخ عبد الحفيظ أمزيغ اعترافا بعمله داخل الحزب، ولما قام به كمناضل بفرنسا من الجيل الأول الذي عاشر الجيل المؤسس من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وقبله الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، من جيل المهدي بنبركة، عبد الرحمان اليوسفي، الفقيه البصري وعدد كبير من المناضلين الاتحاديين واليساريين الذين عاشوا بفرنسا، و»تحمل مسؤولية كاتب إقليمي للحزب بفرنسا أيضا، وله ماض جد غني حيث كان حاضرا في اللحظات المهمة والحاسمة من تاريخ المغرب والحزب»، يقول شكيب بوعلو، الكاتب الإقليمي لفرنسا.
وكان هذا التكريم خلال لحظة متميزة ومحطة حزبية مهمة، وهي المؤتمر الذي نلتقي فيه لتسطير الأفق وفرصة للقاء مع المناضلين الذين راكموا التجارب النضالية، يقول صلاح المانوزي، عضو المكتب السياسي للحزب بالخارج. وأضاف : «تعرفت على امزيغ عندما كنت طالبا، ساهمت في العديد من الأنشطة الحزبية والجمعوية برفقته. وساهمنا في دعم التنظيم وكان من خلال عمله حريصا على الاستمرارية وعلى عدم ترك الفراغ أو الهروب من المسؤولية، وأنا جد سعيد أن هذا التكريم يصادف اليوم عيد ميلاد وديع ازناغ كأصغر مناضل سنا بفرع باريس، وهو ما يجسد اليوم الاستمرارية بين الأجيال داخل الحزب، الأخ امزيغ من حقه التمتع بالتقاعد ولكن هذه مناسبة لإعطاء الفرصة لجيل جديد من أجل الاستمرارية».
بجانبه، يردف صلاح المانوزي، قمنا بثلاثة أشياء مهمة: خلق «جمعية الوصل» لمواكبة أفق الانفتاح الذي عرفه المغرب ومن أجل تراكم تجربة المعرفة والذاكرة خاصة الذاكرة الحقوقية، و «حلقة أصدقاء باهي» ، وهي فرصة لاستمرار هذه الذاكرة ومن أجل الحرص على هذا التراث والتمسك بهذا المجهود الكبير من خلال جمع أعماله ونشرها، وقضية أخرى وهي «الاختفاء القسري» التي قمنا بتتبعها هنا بباريس. العمل السياسي والمستقبلي في حاجة إلى ورش الذاكرة والعمل على استمراريتها، شكرا الأخ امزيغ الذي يحضر معنا رغم صعوبة الوضع الصحي.
من جانبه قال الأخ عباس بودرقة، عضو المجلس الوطني وأحد رفاق عبد الحفيظ أمزيغ «اخترنا أن يكون هذا التكريم مفاجأة لصديقنا، الذي واكب الاتحاد منذ تأسيسه، وكان أول عمل له في شبيبة الاتحاد سنة 1962 وهو في سن15 لقاؤه مع عبد الرحيم بوعبيد حول الدستور وإصلاحه وطرح عليه أسئلة في الموضوع. وكانت له عدة لقاءات مع الملك الراحل الحسن الثاني في إطار عمله حول وضعية الخطوط الملكية المغربية من إجل إصلاحها كما ساهم أيضا في تكوين عدد من الأطر البنكية بالمغرب» . مردفا أن علاقته كانت وطيدة مع الفقيه البصري وكذلك مع عدد من المناضلين سواء المهدي بنبركة، عبد الرحيم برادة، أو عبد الرحمان اليوسفي، كما كانت له علاقة خاصة مع بشير بنيحمد مدير أسبوعية «جون أفريك الفرنسية»، الذي كان يقول عنه إنه الشخص الذي يعرف الشخصيات المهمة بالمغرب».
ويسترسل بودرقة قائلا «إن ما جمعني بأمزيغ وتعرفت عليه عن قرب هو حلقة أصدقاء باهي وجمع أعماله، اليوم نحن بصدد نشر أعماله التي تبدأ من سنة 1958 حتى 1963، وقد وجدنا هذه الأعمال لباهي في الأرشيف عندما أرسله عبد الرحمان اليوسفي لمواكبة جيش التحرير الجزائري، وكان مراسلا لجريدة التحرير ونشر أخبار الثورة الجزائرية التي رافق قادتها في دخولهم من المغرب نحو الجزائر بالإضافة إلى مقالات باهي حول الصحراء وحول الثورة الفلسطينية، وعبد الحفيظ امزيغ في إطار حلقة أصدقاء باهي واكب كل هذه الأمور، كما كانت له علاقة خاصة مع الراحل عبد الرحمان اليوسفي الذي كان يستشيره في عده أمور، يضيف عباس بودرقة، وهو مناضل تميز بخصاله الإنسانية، بنضاله وطريقة عمله، ونتمنى أن تستمر هذه الخصال الحميدة اليوم بين المناضلين، وأتمنى أن تكون تجربة عبد الحفيظ امزيغ منارا للمناضلين، لأن ما نعيشه من حرية في المغرب اليوم ومن ديموقراطية ضريبة قدمها مناضلو الاتحاد الاشتراكي، وعمل هيئة الإنصاف والمصالحة بيّن هذا الدور المهم في مسار بناء الحياة الديموقراطية بالمغرب».
وفي تدخله أمام الحاضرين بمنصة المؤتمر بباريس قال عبد الحفيظ امزيغ «إن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والاتحاد الاشتراكي في ما بعد لعب دورا مهما في التحولات التي يعيشها المغرب اليوم، علينا ألا ننسى ذلك، الاتحاد أعطى عددا كبيرا من المناضلين سواء بالداخل أو الذين عاشوا في المنفى بالإضافة إلى عدد كبير من المختطفين، المنفيين، علينا ألا ننسى ذلك، وعلينا تذكير المغاربة بهذا الدور المتميز. واليوم هذه القيم التي دافع عنها الاتحاديون في ظروف صعبة أصبح كل السياسيين يتبنونها، وهي الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان.
وفي ما يخص حلقة أصدقاء باهي، نحن التزمنا أن ننشر كل أعمال محمد باهي وكتاباته، وهناك أعمال كثيرة في هذا الباب من سنة 1958 حتى وفاة الباهي، والذي عايش مراحل المغرب بعد الاستقلال. وعلينا ألا ننسى شخصيات مهمة في تاريخ المغرب مثل عبد الله إبراهيم، الذي كان رجلا عظيما هو الآخر. هذا الحزب أعطى للمغرب أطرا لم يعطها أي حزب آخر». وأردف المتحدث أن انفصال الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عن حزب الاستقلال بعد سنة 1958، كان ناتجا عن الاختلاف في تصور الأمور، كان طرف يقول إنه لابد من قوانين ودستور لتنظيم الحياة السياسية بالمغرب وآخرون كانوا يقولون إن الملك هو المشرع لكل شيء، هكذا انقسم حزب الاستقلال بين رؤيتين مختلفتين داخل الحركة الوطنية، وهو ما نتج عنه خروج نحبة كبير من حزب الاستقلال الذي لم يعد يعبر عن طموحها لبناء مغرب جديد، وتم تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية».
في هذه الأجواء تم اختتام منصة باريس للمؤتمر الحادي عشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهذا الاحتفاء بالقدماء هو رمز للاستمرارية داخل الحزب بين القدماء والجدد من أجل حفظ ذاكرة الحركة الاتحادية.


الكاتب : باريس- يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 01/02/2022