بدا واضحا خلال الدورة العادية لشهر فبراير لمجلس مدينة الدار البيضاء أن الانسجام مفقود بين مكونات الأغلبية المتربعة على رأس تدبير الشؤون الجماعية للمدينة، خاصة بين التحالف الأساسي المكون لهذه الأغلبية والمشكل من أحزاب الأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الدستوري، فخلال مداخلات أعضاء هذه الأغلبية، ظهر بأن الرؤى مختلفة وأن التوجهات ليست موحدة، وهو ما يعني أن هذه الأغلبية لم ترسم خريطة طريق ولم تضع الأهداف التي تشتغل عليها طيلة مدة ولايتها، أكثر من هذا وذاك أنها لم ترسم حتى أولويات مشتركة، والأدهى أن الاختلافات بينهم وثقب عدم الانسجام متسع حتى بين أفراد كل حزب على حدة.
بعض مداخلات أعضاء الأغلبية لم تهتم كثيرا لما هو مدون في جدول أعمال الدورة رغم أن اجتماعات عقدت قبل الدورة وتلتها اجتماعات اللجن، كما عقد عشاء عمل ترأسته العمدة من أجل أن تمر الدورة بدون مشاكل، لكن رغم ذلك فإن عمق المداخلات خلال أشغال الدورة التي ترأستها النائبة الأولى للعمدة التي كانت مرتبطة بالتزامات بمدينة الرباط، فاح منه ما يلخص المشاكل المسكوت عنها بين مكونات الأغلبية، عضو بارز داخل الأغلبية ذهبت مداخلته إلى ضرورة عقد يوم دراسي لتحديد ما يجب القيام به ووضع الأولويات التي تحتاجها الدار البيضاء، وهو ما يعني بأن الأغلبية لم تحدد أهدافها سواء قبل الانتخابات أو حتى بعد الانتخابات.
أعضاء آخرون من أحزاب هذه الأغلبية، تحدثوا عن ما يخالج رؤيتهم كضرورة الاشتغال على الأحياء الفقيرة أو المصنفة في خانة الشعبية حتى ترقى إلى مصاف المقاطعات المتواجدة في مركز العاصمة الاقتصادية، وهناك من تحدث عن إشكاليات أخرى، والأساسي أن المداخلات التي اهتمت بجدول الأعمال كانت قليلة، ومن المداخلات المثيرة، والتي تؤكد أن هناك مشاكل مسكوتا عنها، هي تلك التي ألقاها عضو من حزب الاستقلال، والذي استغرب كيف لأعضاء داخل الأغلبية قد وضعوا أيديهم على جل المناصب المهمة في المجلس رغم أن لهم مسؤوليات داخل البرلمان وغيره ولم يمنحوا زملاءهم فرصة تدبيرية ولو ضئيلة، الأمر الذي أزعج الجالسين في المنصة لأن واقع الحال أظهر بأن الفرق غير منضبطة، وكأنها تقول بأنها في حل مما قرره منسقو تلك الأحزاب في كواليس الجلسة. وبعيدا عن الشكليات، لاحديث بين معظم الأعضاء إلا عن الاستقواء الذي يبديه بعض من شكلوا هيكلة المجالس المنتخبة بالعاصمة الاقتصادية، وهو الاستقواء الذي أغضب مجمل الجالسين من الأغلبية التي تنتظر الفرصة لتنتفض، لأنها لا تشرك فعليا في ما يجري من تدبير.
التدبير البيضاوي ينطلق نحو المجهول
الكاتب : العربي رياض
بتاريخ : 07/02/2022