في ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها قطاع الصناعة التقليدية نتيجة تداعيات جائحة كوفيد 19 التي ألمت بالعالم، حيث أغلقت الأجواء وكل المنافذ المغربية، وأدى ذلك إلى عدم تدفق السياح الأجانب الذين يعدون الزبناء الأساسيين لقطاعي السياحة والصناعة التقليدية، في هذه الأجواء المتسمة بالكساد، عقدت منظمة اليونيسكو ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ورشة تفاعلية بأحد فنادق فاس استمرت يومي 3 و4 من الشهر الجاري، تتعلق بإعداد «جرد للمعارف والخبرات المهددة بالانقراض والمرتبطة بالصناعة التقليدية»، بهدف الحفاظ على الإرث الصناعي التقليدي. وشهدت الورشة مشاركة المدير الجهوي للصناعة التقليدية عبد الرحيم بلخياط ورئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس عبد المالك البوطيين، ومدراء إقليميين للصناعة التقليدية، كما تتبعها ممثلو غرف الصناعة التقليدية لجهات درعة – تافيلالتت، الشرق وبني ملال – خنيفرة.
تميزت الورشة بالعرض الذي قدمه الباحث في مجال الصناعة التقليدية عمر التسولي، الذي أكد أن «انعدام فرص البيع يؤدي إلى انقراض بعض أنواع الصناعات التقليدية وضعف جودة المواد الأولية وقلة المتعلمين وتغيير أنماط العيش، وكذا منافسة المنتوجات العصرية وضعف الطلب السياحي والهشاشة المجتمعية المرتبطة بالصنعة والمعارف».
وحول طرق إنقاذ بعض الصناعات التقليدية، أكد المحاضر على ضرورة «ترتيب الأولويات في ما يتعلق بالصناعات الأكثر تهديدا بالانقراض، خاصة الصناعات التي لها قيمة تراثية، بالإضافة إلى تحديد أنواع المخاطر المهددة للصناعات التقليدية».
وخلال المناقشة أشار المتدخلون إلى بعض الصناعات المهددة بالانقراض في طليعتها الزربية البويحياوية بالناضور والزربية الامازيغية بأزيلال والنقش على خشب الجوز والحديد الدمشقي بمكناس، بالإضافة إلى الفخار القروي بالراشيدية، الذي يعتبر تراثا لاماديا ك. كما شدد أحد المتدخلين بالقول «يجب التفكير في إنقاذ الإنسان الصانع التقليدي قبل التفكير في إنقاذ الصناعات المهددة بالانقراض».
وفي تصريح للجريدة أكد المدير الجهوي للصناعة التقليدية بجهة فاس مكناس عبد الرحيم بلخياط «أن المديرية بذلت جهودا كبيرة لإنقاذ مهنة صناعة الحرير.. «البرودكان»، حيث منحت السيد الوزاني، الصانع الوحيد بالجهة المختص في هذه المهنة، تشجيعات مادية مما جعله يفتح أبواب ورشته بالمدينة العتيقة أمام عدد من المتعلمين، إضافة إلى العمل على إنقاذ مهنة صناعة القباب الخشبية بفاس ومكناس، مع السعي الحثيث لإنقاذ مهنة صناعة «البندقية التقليدية والحديد الدمشقي وصناعة المشط من قرون المعز» على أساس تطويرها ليقبل عليها المواطنون والمواطنات باعتبارها مشطا بيئية، و«الرابوز والبلغة الزيوانية والسروج المطروزة وخزف مكناس».. وغيرها».