في انتظار بداية غرسها بتربة جماعات ترابية بإقليم تارودانت : هل تعيد شتلات الصبار المقاوم للحشرة القرمزية بعض مقومات الحياة لـ «الحقول المبادة»؟

بعد أن «عاثت» في حقولها غزوات الحشرة القرمزية، إبادة وتدميرا، تاركة في نفوس الساكنة المحلية «جروحا عميقة»، يعيش أبناء العديد من الجماعات القروية المتضررة من هذه الآفة بإقليم تارودانت، على أمل الشروع في «غرس شتلات نبات الصبار المقاوم لضربات الحشرة القرمزية»، والذي سبق الإعلان عن تحديد أصنافه من قبل الجهات الوصية خلال السنة المنصرمة «فبراير 2021»، وذلك في أفق «محو» بعض مظاهر «القتامة» التي باتت تشكل عنوانا قاسيا لمساحات مهمة بجماعات ترابية عديدة.
أمل مرده إلى فحوى بلاغ سابق للوزارة الوصية، أشار إلى «أن برنامج الانتقاء مكن من التوصل إلى نتائج حاسمة من خلال تحديد ثمانية أصناف من الصبار مقاومة للحشرة القرمزية من بين مجموعة أصناف تنتمي للمعهد الوطني للبحث الزراعي»، محددا هذه الأصناف في «مرجانة، بلارة، كرامة، غالية، أنجاد، الشراطية، أقرية وملك الزهر»، لافتا إلى «أنه بعد التحقق من ثبات مقاومتها، تم تسجيل الأصناف الثمانية، التي تم تحديدها من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، في الكتالوج الرسمي للأنواع والأصناف النباتية بالمغرب»، مبشرا «أن الغرس سينطلق في فصل الربيع من سنة 2021 في إطار الفلاحة التضامنية».
واستحضارا لكون العديد من الجماعات المعنية – ضمنها جماعات قروية تابعة لدائرة إغرم – تحتضن أشجار الأركان واللوز الحاملة لتصنيف «بيولوجي»، والذي يمنع التدخل الكيميائي لمحاربة هذا المرض، فإن وصول أنواع الصبار القادرة على الصمود والمقاومة إلى تربة هذه المناطق، بات «أمرا مستعجلا «تنتظره الساكنة بشغف كبير، و يحتاج إلى تنظيم حملات تحسيسية متواصلة تسلط الضوء على مختلف الجوانب المتعلقة بـ «الأصناف الجديدة»، وتمهد طريق «التفاعل الإيجابي» أمام أي عملية غرس مرتقبة. وفي هذا الصدد يجدر التذكير بأن ممثلين عن مركز الاستشارة الفلاحية بإغرم، التابع للمديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية سوس – ماسة، سبق لهم التأكيد ، خلال لقاءات تواصلية سالفة، سواء التي احتضنها المركز أو المنظمة بمقر أكثر من جماعة ترابية، على» أهمية أن يبقى التنسيق مستمرا بين الجميع – سلطات محلية ومنتخبة، جمعيات محلية جادة – في أفق العمل على تجاوز التداعيات الثقيلة المتعددة الأوجه « بيئيا ، اقتصاديا، اجتماعيا « للهجمات المدمرة للحشرة القرمزية على نبات الصبار».
هذا وتنبغي الإشارة، إلى أن العديد من الدراسات العلمية ذات الصلة، خلصت إلى أن «نبات الصبار يلعب دورا حاسما في مقاومة التصحر والحفاظ على التنوع البيولوجي، بالنظر لقدرته على النمو في المناطق شبه القاحلة والقاحلة، ومكافحة الجفاف من خلال تخزين ألواحه لكثير من الماء، ما يجعله من النباتات التي تعمر طويلا».
وانطلاقا من هذه «المميزات» كلها، يمكن للمرء أن يفهم بعض «أسباب» حرص قاطني العديد من المناطق النائية، التي تئن تحت وطأة ندرة التساقطات المطرية واتسامها بعدم الانتظام – منذ سنوات طويلة – على غرس شتلات نبات الصبار، والتي تستغل ألواحها كأعلاف للماشية، كما يستعان بها، في كثير من المناطق، في تحديد ممتلكات الفلاحين واتخاذها كحواجز تحميها من شتى الأخطار المحتملة.


الكاتب : حميد بنواحمان

  

بتاريخ : 09/02/2022