إغران تودع الطفل ريان، أيقونة الماء في شفشاون القديسة

ريان ولد أكثر من مرة ..وفي خوف وفي أكثر من جب في القلوب حيث كسر قلوب الصخور ولين المشاعر في العالم.
الأولى من بطن أمه.. والثانية في غياهب الجب ولكن عمليات إنقاذه ورغم العملية القيصرية والجهود المبذولة مات في بطن الجب ولا راد لقضاء الله.
ريان الطفل المدلل لوالديه دعواتنا له ستستمر.. طفل كان يلهو بالحب مع الوردة كما مع الشاة ومع الجدي والقطة .. طفل كان وسيبقى شاعرا بالفطرة والطبيعة وبالمعجزات وتفسير الأحلام.
ريان الطفل في زمن استثنائي، أيقظنا من سباة الحياة الفانية. وبأرض مقدسة تسمى شفشاون كانت فيها صرختنا الأثيرية  وبكاءنا المترشف بالألم، إنه مشهد حزننا الجماعي وألمنا الضاج بالتذكارات والنسيان .
هو رغم رحيله سيبقى حلمنا الغائب والحاضر الذي علينا تفسيره ..في القادم من الأيام أو الآن. هذا الطفل المعجزة في المجاز وفي بلاغة الموت.
إنه الملاك المعجزة الذي ولد في الأراضي والجبال الوعرة بالتضاريس، في أرض تحمل أمانة لا يقدر على تحملها إلا الرجال الصلحاء من أجل البقاء .
ريان الملاك هو صورتنا التي تتحقق في جنة الأرض أو جنة السماء، في الصورة واللحظة استطاع على مدى خمسة أيام أن يوحد كل شعوب القارات الخمس على المحبة والتضامن . هكذا ودع ظهر الاثنين أهالي قرية إغران بجماعة تموروت بإقليم شفشاون الطفل ريان بعد أن ألقوا على جثمانه النظرة الأخيرة، والذي تم دفنه بمقبرة القرية، وعرفت مراسم دفن الطفل ريان حضورا شعبيا ورسميا، وفي أجواء مهيبة وحزينة حيث حظيت الجنازة بتوافد المئات من الأشخاص لتقديم التعازي في بيت جد الطفل ريان .
ما زال الحزن والأسى النفسي يخيم على أهالي منطقة إغران، الذين يشكلون أسرة واحدة، حيث عبروا عن تضامن وحب كبيرين في التعاطف والصبر.
وستبقى آثار ما عاشه مدشر إغران شاهدة على أن قصة الطفل ريان لن تنتهي حتى لو تم دفنه وردم الثقب المائي الذي سقط فيه، لأن الطفل ريان نبه العالم إلى قرية نائية منسية كما نبهه إلى ضرورة التضامن وردم كل آبار الحقد المهجورة .


الكاتب : إغران - شفشاون : عبدالحق بن رحمون

  

بتاريخ : 09/02/2022