كَالْخَلْقِ،
حَلُمْتُ بِالْأمْسِ..
حَلُمْتُ أَنَّ مَلاَكاً مَرَّ مِنْ أَمَامِي؛
كَانَ كَطَيْفِ
ٱلْوَمْضِ.
سَألَنِي ٱلظِّلُّ ٱلقُزَحِيُّ:
أَيُّهَا ٱلنَّائِمْ
ٱلْحَزِينْ!
خَبِّرْنِي، هَلْ يَا تُرَى فِي مَنْفَاكَ سِرٌّ..
سِرٌّ
وَأَنِينْ؟
أَمْ فِي ٱغْتِرَابِكَ وَسَطَ قَفْرِٱلْهَوْمَاءِ
وَقْعُ بَلْوَى،
وَدفْقٌ مِنْ
حَنِينْ؟
سَكَتُّ هُنَيْهَةً.
ٱبتَسَمْتُ،
مُتَمَلِّيّاً بِهَالَةِ ٱلسَّدَفِ
ثُمَّ قُلْتُ:
أَعَنْ مَنْفَايَ أنْتَ تَسْتَفْهِمُنِي
أَمْ عَنْ وَطَنِي ٱلأَمِينْ؟
قَالَ الظِّلُّ ٱلْهُلاَمِيُّ:
يَا هَذَا، سِيَّانَ عِنْدِي ٱلأَمْرَانْ !
لأُجِيبَ، وَأَنَا أَتَسَكَّعُ فِي سَرَادِيبِ
ٱلْحُلْمِ،
لاَوَطَنَ لِي إِلاَّ فِي ٱلْوَطَن.
لاَ وَطَنَ لِي عَلَى مَدِّ هَذِي
ٱلْفَلاَةِ
غَيْرٱلْوَجْدِ
وَٱلشَّجَن..
وَطَنِي ذِكْرَى
تَسْكُنُنِي؛
وَجَسَدٌ عَلَى ٱلدَّوْمِ
يَحْمِلُنِي،
رَمِيماً إِنْ صَارَ عَظْمِي
فِي ٱلثَّرَى؛
أَوْ قَلْبِي آلَ إِلَی
رفات.
.