«فك العزلة عن الساكنة المحلية يشكل أكبر التحديات التنموية التي ينبغي كسبها «…إنها إحدى الخلاصات المحورية التي ركزت عليها مخرجات النموذج التنموي الجديد، والتي تم التشديد عليها، مؤخرا، في «لقاءات تشاورية» التأمت فعاليتها في مختلف الجهات المحتضنة لجماعات ترابية تنتظر تنزيل «عدالة مجالية» تخفف من حدة الهشاشة على أكثر من صعيد.
مطمح تنموي يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة للعديد من الفعاليات الجمعوية الجادة في أكثر من جماعة قروية، كما هو الحال – مثلا – بجماعة أربعاء سايس – دائرة تالوين بإقليم تارودانت، والتي أسفر تنسيق الجهود بها، عن إطلاق أشغال مشروع إحداث الطريق الرابطة بين الطريق الجهوية رقم 1745 بالجماعة القروية وبين دوار أتوغا بأعالي الأطلس الكبير (جنوب توبقال وعند قدم جبل سيروا). «وهي الطريق الجديدة المعبدة التي ستمر عبر دواوير تاكموت، مزواض وتنيدر، والتي ستفك العزلة عن ساكنة هذه الدواوير ذات الكثافة السكانية (خاصة دوار تنيدر ودوار تاكموت)» وفق مصادر من عين المكان، لافتة إلى « أن التنزيل الميداني لهذا المشروع الهام، المتمثل في تعبيد هذا الجزء من الطريق، البالغ تقريبا 10 كيلومترات في منطقة جبلية صعبة، مرده إلى إصرار أبناء المنطقة من الفاعلين الجمعويين، وتجاوب السلطات المحلية والإقليمية مع مطالبهم ، والدور الإيجابي أيضا للجماعة القروية «أربعاء أسايس». مثلما يأتي بعد نجاح أبناء المنطقة، المؤطرين ضمن شبكة جمعوية فاعلة، منذ أكثر من 12 سنة، في إقناع السلطات المركزية والإقليمية لوزارة التجهيز بأهمية وتنفيذ برمجة الطريق الجهوية 1745، الرابطة على مسافة 22 كيلومترا بين الطريق الوطنية الرابطة بين أكادير وورزازات (عند نقطة تينفات) ومقر جماعة أسايس، مما مكن من فك العزلة عن ساكنة تقدر بحوالي 35 ألف نسمة».
وحسب المصادر ذاتها، «يعتبر التنزيل الناجع للمقاربة التشاركية في تدبير الشأن العام المحلي، المنادى بها دستوريا، والمتضمنة في أكثر من دورية تذكيرية لوزارة الداخلية موجهة لرؤساء الجماعات الترابية، السبيل الوحيد لتدارك النقائص التنموية، المتعددة الأوجه، التي تعاني من حدتها ساكنة المناطق الجبلية – النائية، وذلك بعيدا عن أية حسابات ضيقة كيفما كانت تمظهراتها».