انتقل إلى عفو لله المحامي المناضل عبد الرحيم برادة، المحامي البارز والناشط السياسي، مساء أول أمس بمدينة الدار البيضاء عن سن تناهز 84 سنة، وقد ووري الثرى بمقبرة الغفران.
ويعتبر المحامي عبد الرحيم برادة من أصدقاء الشهيد عمر بنجلون ومن المدافعين عنه بعد اغتياله، وكانت تربطهما، رحمهما لله، علاقة تجاوزت المهنة، وأصبحت عائلية وأسرية، كما كان له العديد من الأصدقاء والرفاق داخل صفوف القوات الشعبية، بقيت صداقته معهم مستمرة حتى وفاته رحمه لله.
الراحل من مواليد الدار البيضاء سنة1938، حصل على شهادة البكالوريا سنة 1956 والتحق بباريس لدراسة القانون، حيث التقى المهدي بنبركة وعمر بنجلون وانتمى لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وقرر لاحقا أن يبقى منتميا لكل قيم ونضالات اليسار دون الانتماء لأي إطار تنظيمي.
من المحامين المشهورين والمتميزين بدفاعه ومرافعاته ومناصرته للمعارضين والمعتقلين السياسيين في ما يطلق عليه سنوات الجمر والرصاص، حيث ترافع ودافع عن المعتقلين الاتحاديين ومناضلي حركة إلى الأمام ومنظمة 23 مارس… وتعلق الأمر بمحاكمة مراكش الكبرى سنة 1971 والتي توبع فيها 193 من المنتمين للاتحاد الوطني للقوات الشعبية حيت تنصب أكثر من 50 محاميا للترافع منهم عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمن بن عمر ومحمد بوستة …إلخ، كما كان محاميا لعدد من المعارضين البارزين ومنهم المعتقلين من عائلة المنوزي وأبراهام السرفاتي وسعيدة المنبهي … كما تبنى ملفات الاختفاء القسري التي اعتبرها قضيته الخاصة…
وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة في هذا المصاب الجلل راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم الأسرة والعائلة الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون