بلغنا من مصادر عدة أن الزميل والأستاذ محمد الصديق معنينو مصدوم من ما تعرضت له مشاركته ضمن حلقة البرنامج التلفزي بالقناة المغربية «الأولى» «نقطة إلى السطر»، التي تم بثها هذا الأسبوع (ليلة الثلاثاء 1 مارس 2022)، الذي تعده و تقدمه الزميلة المخضرمة صباح بنداوود. لدرجة أنه قرر مراسلة إدارة القناة للاحتجاج على ما اعتبره تجنيا على العديد من ملاحظاته وأفكاره واقتراحاته وانتقاداته للإنتاج التلفزي ببلادنا، لأنه قد تمت ممارسة الوصاية على مشاركته، بسبب تدخل مقص الرقيب في البرنامج بشكل مبلقن أفقد مشاركته تلك أي معنى وأية فائدة.
في اتصال مع الأستاذ الصديق معنينو، أكد لنا فعليا أنه قرر مراسلة الإدارة العامة للقناة الأولى للاحتجاج على ما وصفه رقابة متخلفة على مضمون مشاركته في برنامج «نقطة إلى السطر»، لدرجة أنه ندم على قبول دعوة البرنامج و المشاركة فيه. حيث أكد لنا أن الأمر كان يتعلق بتلقيه دعوة للمشاركة في ذلك البرنامج التلفزيوني، إحياء للذكرى 60 لتأسيس التلفزة المغربية، وأنه لم يتردد في تلبيتها، انطلاقا من تقديره لتلك الدار وتاريخها و كل الأجيال الصحفية والإدارية التي عملت بها. وحرص على أن تكون مشاركته نوعية، جدية، صادقة و مفيدة. مؤكدا أن تسجيل حلقة البرنامج التلفزيوني ذاك، قد تمت في ظروف جيدة يوم الإثنين، قبل أن يتفاجأ أن الحلقة التي سيتم بثها ليلة الثلاثاء لا علاقة لها مهنيا وأدبيا بما تم تسجيله، حيث تم حذف جميع الاقتراحات وكل الانتقادات المهنية لمنتوج التلفزة المغربية. منطلقا من أنه ضروري تقييم منتوج و دور التلفزة المغربية بعد 60 سنة من ميلادها، و أنها ليست مهنيا على ما يرام، ومن له غيرة على تلك الدار واجب عليه إبداء الرأي بنزاهة وإنصاف، وأنه من المفيد جدا فسح المجال لكل الآراء و الإنصات لانتقادات المغاربة وكذا أفكار المتخصصين في الميدان، بما يساهم في إعلاء المنتوج المهني للتلفزيون المغربي حتى يكون مؤثرا في صناعة الرأي العام المغربي والخارجي و يخلق له مكانة ضمن فضائه المغاربي والجهوي ينافس ضخامة التأثير والحضور الذي تحققه قنوات خارجية عربية وغير عربية متعددة..
لقد اتضح، يقول الأستاذ معنينو، أن تلك الأفكار والآراء والمواقف قد ضاق بها ذرعا مسؤولو البرمجة، حيث تمت ممارسة رقابة وصفها الأستاذ الصديق معنينو بـ «المتجنية وغير المهنية والبليدة». مما حول مشاركته من مشاركة تفاعلية، مساهمة في إغناء النقاش، إلى مجرد مساهمة تمجيدية. الأمر الذي اعتبره تجنيا على اسمه ومكانته المهنية و أيضا على كرامته الشخصية، بسبب ما وصفه بالتزوير الذي مورس على آرائه وأفكاره التي أعلنها ضمن ذلك البرنامج أثناء تسجيله يوم الإثنين. مضيفا أن ما تم ضد آرائه ومشاركته، فيه وصاية على المشاهد المغربي، الذي يعتبر الرقيب أنه لا يجب أن يرى ويشاهد وينصت سوى لنوع معين من الكلام والأفكار والآراء التمجيدية، والمؤسف في نظره أن ذلك يتم في الذكرى 60 لتأسيس دار التلفزيون المغربي. وهو يطالب الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربي السيد فيصل العرايشي بفتح تحقيق في ما وقع، مع إصراره على حقه في بث الحلقة التلفزية تلك كاملة كما سجلت يوم الإثنين.
تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ محمد الصديق معنينو، نجل الوطني المغربي الكبير أحمد معنينو (الذي له العديد من الكتب الهامة والقيمة)، قد أجرى عمليتين جراحيتين منذ شهور على القلب، وخضع أيضا لتدخل طبي الأسبوع الماضي، وأنه رغم ظروفه الصحية تلك، لم يتردد في الاستجابة لدعوة برنامج تلفزي من القناة «الأولى»، البيت الذي قصى فيه سنوات طويلة من حياته المهنية مسؤولا عن قسم الإنتاج وعن قسم الأخبار، قبل أن يعين لسنوات كاتبا عاما لوزارة الإعلام ( وزارة الاتصال في ما بعد ). وأنه أصدر سلسلة كتب قيمة جدا، خلال السنوات الأربع الماضية، استعاد فيها جزءا من مسيرته المهنية تلك بالتلفزيون المغربي تحت عنوان «أيام زمان» ( صدر في ستة أجزاء).
في ذكرى تأسيسها 60 … القناة التلفزية «الأولى» تمارس الرقابة على محمد الصديق معنينو

الكاتب : الرباط: مراسلة خاصة
بتاريخ : 03/03/2022