الدبابات الروسية عند مداخل العاصمة الأوكرانية .. روسيا تعلن عن استقبال مقاتلين من الشرق الأوسط للمشاركة في الحرب

منصات التواصل الاجتماعي تدخل على خط المواجهة

 

باتت القوات الروسية على مشارف العاصمة الأوكرانية كييف، مما ينذر بمواجهات دامية إذا ما تمكنت من اقتحامها، وذكرت تقارير صحافية من عين المكان أن نصف سكان المدينة فروا منها، وأن مداخلها وشوارعها تحولت إلى حصن، استعدادا لمواجهة القوات الروسية.
من جهة أخرى، تواصل القوات الروسية قصف المدن الكبرى المحاصرة، التي يبدو أنها أيضا مقبلة على معارك طاحنة، في الوقت الذي سمح فيه الرئيس الروسي باستقبال مقاتلين من الشرق الأوسط، بعد أن أعطت الدول الغربية أيضا الضوء الأخضر لمقاتلين أجانب إلى جانب القوات الأوكرانية، مما يؤشر على اتساع وتدويل للحرب، التي تزداد كلفتها يوما بعد الآخر، سواء تعلق الأمر بالضحايا، اللاجئين أو تداعياتها على الاقتصاد العالمي.

 

القوات الروسية تشدد حصارها لكييف

اقتربت القوات الروسية الجمعة من كييف حيث قال مسؤولون إن العاصمة الأوكرانية تتحول إلى «حصن»، وحذر الجيش الأوكراني في بيان من أن «العدو يحاول القضاء على دفاعات القوات الأوكرانية حول» مناطق إلى الغرب والشمال الغربي من العاصمة «لإغلاق كييف». وأضاف «لا يمكننا استبعاد تحرك العدو شرقا باتجاه بروفاري».
في العاصمة، قال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو إن نصف السكان فروا. وأضاف أن المدينة «تحولت إلى حصن»، مؤكدا أنه «تم تحصين كل شارع وكل مبنى وكل نقطة مراقبة فيها».
وتحاصر القوات الروسية حاليا أربع مدن أوكرانية كبرى على الأقل، وقد وصلت آليات مدرعة إلى الأطراف الشمالية الشرقية لكييف حيث تعرضت الضواحي بما في ذلك إيربين وبوتشا لقصف مكثف لأيام.
ويتحدث جنود أوكرانيون عن معارك طاحنة للسيطرة على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى العاصمة. وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس ضربات صاروخية في فيليكا ديميركا خارج حدود مدينة كييف.
ومساء الخميس سقط وابل من الصواريخ الروسية من نوع غراد في بلدة فيليكا ديميركا المهجورة على بعد خمسة كيلومترات من أطراف العاصمة، وانفجر بعضها على بعد حوالي عشرين مترا من فريق وكالة فرانس برس.
وبحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، تواصل القوات الروسية «عمليتها العدوانية» لمحاصرة كييف بينما تهاجم على جبهات أخرى مدن إيزيوم وبتروفسكي وهروتشوفاكا وسومي وأختيركا وفي منطقتي دونيتسك وزابوريجيا.
كما يواصل الجيش الروسي الحصار الذي يفرضه على مدن كبرى وحملة القصف المكثف على غرار تلك التي استهدفت مستشفى للأطفال الأربعاء في ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف المحاصر من قبل القوات الروسية.
من جهة أخرى أعلنت إدارة الطوارئ الأوكرانية أن ضربات جوية أصابت الجمعة مناطق مدنية وأسفرت عن سقوط قتيل في مدينة دنيبرو الأوكرانية التي لم يطلها القصف الروسي من قبل.
وقالت الإدارة في بيان صباح الجمعة أن «ثلاث غارات جوية طالت المدينة وأصابت روضة أطفال ومبنى سكنيا ومصنع أحذية من طابقين اندلع فيه حريق»، موضحة أن «شخصا واحدا توفي».واستهدف القصف الجوي أيضا مدينة لوتسك في شمال غرب أوكرانيا.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن «المطارات العسكرية في لوتسك وإيفانو فرانكيفسك (مدينة في غرب أوكرانيا) توقفت عن العمل».
من جهته قال رئيس بلدية المدينة إيلهور بولشتشوك في منشور على فيسبوك «انفجارات من جهة المطار. الجميع إلى الملاجئ. لا تنشروا أي صور أو عناوين أو بيانات اتصال».وتحدثت إدارة التدفئة في بلدية المدينة عن انقطاعات «بسبب الانفجارات».
ولم يهدأ الهجوم على العديد من المدن الكبرى. فمدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة تتعرض لقصف بلا توقف يستهدف أيضا محاولات إيصال المساعدات، حسب الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
وقال الرئيس الأوكراني إن موسكو شنت «هجوما بالدبابات» استهدف ممرا إنسانيا أرسل إليه قافلة لتحاول إدخال الطعام والماء والأدوية إلى المدينة.
وجاء هذا الهجوم الذي وصفه زيلينسكي في تسجيل فيديو بأنه «مرعب» غداة قصف مستشفى للتوليد قال مسؤولون محليون إنه أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم فتاة صغيرة.
وفي تسجيل فيديو، قال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو إن الطائرات الحربية الروسية كانت تقصف الخميس مناطق سكنية في المدينة «كل 30 دقيقة… ما أسفر» عن «مقتل مدنيين بينهم مسنين ونساء وأطفال «.
ووصف رئيس البلدية «بالمروع» الوضع في المدينة التي قتل فيها أكثر من 1200 مدني خلال عشرة أيام من الهجمات المستمرة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن بعض السكان بدأوا يتشاجرون من أجل الطعام ولم يعد لدى كثيرين منهم مياه.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن موافقته المبدئية على فكرة جذب «المتطوعين» للمشاركة في العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وجاءت تصريحات الرئيس بوتين، خلال اجتماعه مع مجلس الأمن الروسي الذي قال خلاله «إذا كان هناك أشخاص يريدون على الانضمام بشكل طوعي، لا سيما إذا لم يكن ذلك من أجل المال للقدوم وإنما لمساعدة الأشخاص الذين يعيشون في دونباس، حسنًا نحتاج إلى مقابلتهم في منتصف الطريق ومساعدتهم على الانتقال إلى منطقة الحرب».
وفي السياق نفسه، كشف وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خلال الاجتماع أن هناك أكثر من 16 ألف «متطوع» مستعد للمشاركة في العمليات العسكرية في روسيا وهم من بلدان مختلفة وأكثريتهم من دول الشرق الأوسط.
وخاطب شويغو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع للأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي أمس الجمعة، بالقول: «نتلقى أعدادا هائلة من الطلبات من «المتطوعين» من دول مختلفة يرغبون في التوجه إلى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بغية المشاركة في ما يعتبرونه حركة تحرير، ومعظمهم من دول الشرق الأوسط حيث تجاوز عدد الطلبات عتبة الـ16 ألفا».
وتابع: «في هذه المسألة نعتبر من الصحيح الرد إيجابا على هذه الطلبات، خاصة وأنها تأتي ليس لاعتبارات مالية بل بسبب الرغبة الحقيقية من قبل هؤلاء الناس، ونعرف الكثيرين منهم وهم سبق أن ساعدونا في الحرب ضد «داعش» في أصعب فترة، خلال السنوات العشر الماضية».
على صعيد آخر أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس عن قلقه إزاء فرضية لجوء نظام موسكو «الوحشي» إلى استعمال أسلحة كيميائية في أوكرانيا.
وقال رئيس الحكومة في مقابلة أجرتها معه محطة «سكاي نيوز» الإخبارية «إن ما تسمعونه بشأن الأسلحة الكيميائية هو من صلب استراتيجيتهم»، في إشارة إلى الروس، مستعيدا في تصريحاته الهواجس التي سبق أن عبرت عنها واشنطن.
وقال جونسون إن «الروس يبادرون للقول إن هناك أسلحة كيميائية خزنها خصومهم أو الأميركيون. وبالتالي عندما يستخدمون هم أسلحة كيميائية، وهو ما أخشاه، يستفيدون من «ماسكيروفكا»، وهي عبارة روسية تدل على فن خداع العدو بقصة ملفقة جاهزة للاستعمال. وتابع جونسون «شهدنا ذلك في سوريا، شهدناه… حتى في المملكة المتحدة»، في إشارة إلى عمليتي تسميم نفذت على الأراضي البريطانية.

مجلس أوروبا يتخذ خطوة جديدة قد تؤدي لإنهاء عضوية روسيا

في مسعى آخر لمحاصرة روسيا وعزلها، اتخذ مجلس أوروبا خطوة جديدة الخميس قد تؤدي لإنهاء عضويتها ، فيما تقول موسكو إنها لم تعد تريد «المشاركة» في المنظمة الدولية التي علقت مشاركتها في غالبية هيئاتها.
وأوضح مدير الاتصالات في مجلس أوروبا دانيال هولتجن أن «المنظمة اتخذت اليوم خطوة مهمة أخرى نحو قرار محتمل بشأن خروج روسيا من مجلس أوروبا».
وفي نهاية يوم آخر من الاجتماعات، قررت لجنة الوزراء وهي الهيئة التنفيذية للمجلس «التشاور مع الجمعية البرلمانية (الهيئة البرلمانية لمجلس أوروبا) بشأن التدابير الإضافية التي يتعين اتخاذها ردا على الانتهاكات الجسيمة للاتحاد الروسي لالتزاماته القانونية كدولة عضو».
وتنظم الجمعية البرلمانية للمجلس جلسة استثنائية الاثنين والثلاثاء في ستراسبورغ حول موضوع الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان مجلس أوروبا قد قرر فور اندلاع الحرب تعليق المشاركة الروسية في مختلف هيئاته باستثناء المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وهيئتها القضائية، الملاذ الأخير لنحو 145 مليون مواطن روسي.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني «فليتواصلوا مع بعضهم البعض، بدون روسيا». وأضاف البيان «روسيا لن تشارك في تحويل أقدم منظمة أوروبية على أيدي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى منصة جديدة للهيمنة والنرجسية الغربية».
ومجلس أوروبا الذي تم إنشاؤه العام 1949، يضم جميع دول القارة تقريبا (47 دولة) بينها روسيا منذ عام 1996، وأوكرانيا منذ عام 1995.

مجموعة السبع تدعو الدول المنتجة للغاز والنفط إلى تسليم كميات أكبر من إنتاجها

أمام التداعيات التي خلفتها الحرب منذ بدايتها، على صعيد الأمن الطاقي، أدعت مجموعة السبع الدول المنتجة للغاز والنفط إلى تسليم كميات أكبر من إنتاجها لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة ومخاطر الشح المتصلة بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وجاء في إعلان مشترك لوزراء الطاقة في دول مجموعة السبع خلال اجتماع طارئ عقدوه عبر الفيديو خصص لملف أوكرانيا أن الغزو الروسي لأوكرانيا «له تأثيرات قوية على أسواق الطاقة العالمية»، خصوصا «زيادات كبيرة» في أسعار النفط والغاز والفحم.
وأبدى وزراء الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا «قلقهم البالغ» إزاء «الأعباء التي يشكلها ذلك على الأسر وتحديدا الأسر المحدودة الدخل والشركات والصناعة خصوصا في البلدان الأوروبية».
وشدد الوزراء على أنهم «يدركون أن ارتفاع الأسعار سيكون تأثيره أشد في البلدان النامية المستوردة للطاقة والتي باتت مواردها المالية مستنفدة».
ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير، يثير التدخل العسكري لموسكو قلقا في الأسواق العالمية، وقد انعكس ارتفاعا في أسعار النفط والغاز، علما بأن روسيا تعد منتجا أساسيا على هذا الصعيد.
وأكدت مجموعة السبع التي ترأسها ألمانيا هذا العام أن الوزراء «توافقوا على متابعة تطور الأوضاع عن كثب بغية اتخاذ مزيد من التدابير المتضافرة إذا لزم الأمر، بالتعاون خصوصا مع إندونيسيا التي ترأس مجموعة العشرين».
وشدد المجتمعون على «ضرورة النظر في اتخاذ تدابير فاعلة من أجل وضع حد لارتفاع أسعار الغاز»، ودعوا الدول المنتجة للنفط والغاز إلى «التحرك بمسؤولية وتقييم قدراتها على صعيد تسليم كميات أكبر للأسواق العالمية، تحديدا في حال لم يكن الإنتاج قد بلغ قدرته القصوى».
في هذا الصدد يعد الدور الذي يتعين على منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» أن تؤديه «أساسيا»، علما بأنها ترفض في الوقت الراهن زيادة إنتاجها لتخفيف الضغط عن الأسواق.

بوتين: العقوبات على روسيا قد تؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية عالميا

ردا على سلسلة العقوبات غير المسبوقة، والتي يتوقع أن تتواصل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أن هذه العقوبات قد تؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية عالميا، في وقت تعد روسيا من أكبر منتجي الأسمدة الضرورية لسلاسل الإمداد العالمية.
وقال بوتين في اجتماع حكومي لمناقشة تبعات العقوبات إن «روسيا وبيلاروسيا من أكبر مزودي الأسمدة المعدنية. إذا استمروا في اختلاق المشكلات للتمويل والخدمات اللوجستية الخاصة بتسليم سلعنا، عندئذ سترتفع الأسعار وهذا سيؤثر على المنتج النهائي، السلع الغذائية».
وشدد على أن روسيا تبقي على صادراتها من المحروقات رغم النزاع في أوكرانيا والعقوبات الدولية معتبرا أن موسكو غير مسؤولة عن ارتفاع الأسعار العالمية.
وقال الرئيس الروسي إن العقوبات الغربية على موسكو بدأت تلحق الضرر بالولايات المتحدة وأوروبا، موضحا «أسعارهم ترتفع لكنه ليس ذنبنا. إنها نتيجة حساباتهم الخاطئة. لا داع لتحميلنا اللوم».

فيسبوك يخفف قواعده للسماح
بخطاب مناهض لروسيا

أعلن فيسبوك الخميس أنه قرر استثناء الخطاب المناهض «للغزاة الروس» في أوكرانيا من قواعده المتعلقة بحظر أي محتوى على الموقع يدعو إلى العنف والبغض، مشيرا إلى أنه لن يحذف بالتالي المنشورات المعادية لجيش روسيا وقادتها.
وقال آندي ستون المسؤول عن الاتصالات في ميتا»، الشركة الأم لفيسبوك، في بيان إنه «بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد سمحنا مؤقتا بأشكال من التعبير السياسي تنتهك في العادة قواعدنا المتعلقة بالخطاب العنيف مثل «الموت للغزاة الروس».
وأضاف أن فيسبوك لن يسمح بالمقابل «بأي دعوات ذات مصداقية للعنف ضد المدنيين الروس».
وأصدرت «ميتا» بيانها بعدما قالت وكالة «رويترز» للأنباء نقلا عن رسائل عبر البريد الإلكتروني تبادلها مديرو المحتويات في عملاق وسائل التواصل الاجتماعي إن تحديث هذه القواعد ينطبق على كل من أرمينيا وأذربيجان وإستونيا وجورجيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وروسيا وسلوفاكيا وأوكرانيا.
والأسبوع الماضي حظرت روسيا فيسبوك على أراضيها ردا على قرار المجموعة فرض حظر في أوروبا على وسائل إعلام مقربة من الكرملين، بينها خصوصا قناة «آر تي» وموقع «سبوتنيك».
وبهذا الحظر انضمت روسيا إلى نادي الدول التي تحظر أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم، والذي كانت عضويته حتى ذلك اليوم حكرا على الصين وكوريا الشمالية لا غير.وفرضت روسيا أيضا قيودا شديدة على الوصول إلى موقع تويتر.
وردا على هذا القرار، أصدر رئيس مجلس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، تعليمات إلى اللجنة المعنية بالأمن ومكافحة الفساد في البرلمان بإعداد دعوى قضائية استئنافية ولجنة تحقيق خاصة لاتخاذ تدابير فورية ضد شركة ميتا الأمريكية.
وقال فولودين خلال جلسة نيابية «من الصواب توجيه اللجنة الأمنية لإعداد دعوة استئنافية إلى المدعي العام وتشكيل لجنة تحقيق لاتخاذ إجراءات فورية ضد هذه المنصة لأنها تخوض حرب معلومات ضدنا».

إجلاء أكثر من 80 ألف شخص من محيط كييف وسومي في اليومين الأخيرين

أعلنت الحكومة الأوكرانية الخميس إجلاء أكثر من 80 ألف شخص من مناطق محيطة بمدينتي كييف وسومي خلال اليومين الماضيين.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك في تسجيل فيديو نشر على تطبيق تلغرام «أجلينا أكثر من 60 ألف شخص في غضون يومين» من مدينة سومي الشمالية الشرقية والأماكن المجاورة.
وأضافت أنه «تم إجلاء نحو 20 ألف شخص» من مناطق شمال غرب العاصمة كييف، مشيرة إلى أن ثلاثة آلاف آخرين جرى نقلهم «بصعوبة» من مدينة إيزيوم في شرق أوكرانيا.
وفي وقت سابق الخميس، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تسجيل فيديو منفصل أيضا على تلغرام أنه تم إجلاء نحو 60 ألف شخص من مدن مختلفة في جميع أنحاء البلاد.
ووفقا للأمم المتحدة، فر نحو 2,3 مليون شخص من أوكرانيا في الأسبوعين الماضيين منذ شن الرئيس فلاديمير بوتين حربا على جارته الأوكرانية.
بالموازاة مع ذلك، حذرت مسؤولة رفيعة المستوى في الاتحاد الأوروبي من أن أزمة اللاجئين الأوكرانيين تمثل «تحديا كبيرا» للتكتل وهي مرشحة للتفاقم، لكنها شددت على وحدة الدول ال27 «غير المسبوقة» تجاه هذه الأزمة.
وقالت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي إيلفا يوهانسون للصحافيين «للأسف الأمور تزداد سوءا، فالقنابل تنهمر والكثيرون يقتلون، وسنرى مزيدا من الناس يفرون. لا نعرف بالضبط كم سيكون عليه العدد ولكن بتقديري ملايين عدة سيأتون».
واستقبلت دول الاتحاد الأوروبي أكثر من مليوني لاجئ في الأسبوعين الماضيين، وسارع التكتل إلى منح الفارين حماية مؤقتة في الوقت الذي تواجه فيه القارة الأوروبية إحدى أكبر الأزمات منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت يوهانسون إن عددا كبيرا من أوائل الوافدين من أوكرانيا تدبروا أمر إقامتهم مع أصدقاء أو أقارب في دول الاتحاد، لكنها حذرت من أن الوضع قد يتغير مع تدفق المزيد من اللاجئين.
وأشارت إلى وجود «مخاوف كبيرة» تتعلق بالاهتمام بالعدد الهائل من الأطفال الذين يشكلون نحو نصف عدد اللاجئين الذين يعبرون الحدود، وأضافت «من المهم للغاية الآن أن نركز على منح هؤلاء الأطفال نوعا من الحياة الطبيعية، وتأمين ذهابهم إلى المدارس أو دور الحضانة، وهذه أيضا فرصة للأهل ليكونوا قادرين على العمل وأن يكونوا جزءا من المجتمع».
وكررت يوهانسون تحذيراتها بشأن الخطر الذي تشكله عصابات الاتجار بالبشر على القصر غير المصحوبين، لافتة أن الاتحاد الأوروبي يقوم بتفعيل شبكة مخصصة لمواجهة هذا التهديد.
وتتناقض سرعة ردة فعل الاتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين من أوكرانيا مع الانقسامات الداخلية التي اعترت التكتل عند وصول موجات ضخمة من اللاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان في عامي 2015 و2016.
وأكدت يوهانسون «يجب أن أقول أن الأمر مختلف تماما. نحن الآن أكثر استعدادا»، مضيفة «ما نشهده الآن هو عمل غير مسبوق وهناك تضامن من الدول الأعضاء مع بعضها البعض وتجاه اللاجئين الأوكرانيين».
وأعلنت بروكسل عن تمويل طارئ أولي بقيمة 500 مليون أورو للمساعدة في التعامل مع التداعيات الإنسانية للحرب، ويضغط المسؤولون لتخصيص 420 مليون أورو أخرى كدعم إضافي للمساعدة في دمج الوافدين.


الكاتب : إعداد : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 12/03/2022