وداعا السي أحمد لحصيني، المدافع الشرس عن الشغيلة العمالية

«يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».
صدق الله العظيم

 

ودعت الشغيلة المغربية أحد أبرز المناضلين النقابيين المخلصين للطبقة العاملة، المناضل النقابي والسياسي أحمد لحصيني عن عمر 76 سنة، وأحد مؤسسي البديل النقابي في أواخر السبعينيات، والكاتب العام للنقابة الوطنية للتبغ .
وقد شيعت جنازته إلى مثواه الأخير بمقبرة الغفران، ظهر أول أمس بالدار البيضاء، بحضور العديد من المناضلين النقابيين والسياسيين والجمعويين .
ويعتبر الفقيد أحمد لحصيني من المدافعين الشرسين عن الطبقة العاملة بصفة عامة وشغيلة التبغ بصفة خاصة، حيث وقف في وجه باطرونا شركة التبغ ومن ورائهم وزير الداخلية آنذاك إدريس البصري، الذي كان ضد الحقوق المشروعة للعمال التبغيين ( ريجي طابا).
عرفت مسيرة المناضل النقابي والسياسي السي أحمد لحصيني، معارك صلبة دفاعا عن حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة المغربية، وصوت الشغيلة داخل قبة مجلس المستشارين في ولايتين باسم المركزية النقابية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل .
مناضل عصامي، سوسي الأصل من نواحي أكادير، انتقل إلى مدينة الدار البيضاء للبحث عن لقمة العيش، يقول رفيقه في النضال محمد عطيف : « بدأ حياته عاملا بسيطا، يتنقل بين مختلف معامل مدينة الدار البيضاء، بحيث لا يكاد يشتغل فترة قصيرة حتى يغادرها غاضبا ومحتجا على الاستغلال الذي يتعرض له العمال، واستمر على هذا الحال إلى أن اشتغل بشركة التبغ، فوجد الأرضية مناسبة لتنظيم العمال، حيث بدأ ينشر فكرة تأسيس بديل نقابي منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وهي الفترة التي كانت تجري فيها الاستعدادات لتأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من خلال النقابات الوطنية التي كانت متواجدة آنذاك، كالتعليم والصحة والبريد وغيرها، ومن خلال اللجنة العمالية التي أسسها وقتها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لتواكب المتغيرات التي كانت تعيشها الطبقة العاملة المغربية والحركة النقابية.
وبالفعل فقد استطاع أحمد لحصيني، بعد سنوات من التنظيم ومن مواجهة تحديات عديدة، أن يشكل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر تأسيسي للنقابة الوطنية للتبغ، وهو المؤتمر الذي انعقد يومي 10 و11 مارس 1979، أي أربعة أشهر بعد تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل «.
بقي وفيا للمناضلين وللشغيلة البسيطة التي دافعت باستماتة عن حقوقها ضد الغطرسة والطرد والتعسف من طرف العديد من الباطرونا أو من طرف الحكومات المتعاقبة التي كانت سياستها تناهض حقوق الشغيلة المغربية وتهضم حقوقها المشروعة .
كما اشتغل المرحوم لحصيني إلى جانب عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول لحكومة التناوب التوافقي كمستشار في ديوانه مكلف بالملفات الاجتماعية .
وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم الاتحاديون والاتحاديات بأحر التعازي وأصدق المواساة في هذا المصاب الجلل إلى جميع أفراد أسرته وعائلته السياسية والنقابية راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 18/03/2022