مهرجان الحال الدولي بالدارالبيضاء في دورته ال 6 بندوة فكرية عن ذاكرة الحي المحمدي وفقرات موسيقية

في أجواء غلب عليها التاريخ والحنين والنوستالجيا، وبحضور العديد من الفعاليات الجمعوية والفنية والثقافية وغيرها، تم رسميا افتتاح مهرجان الحال الدولي بالدار البيضاء في دورته السادسة، بالمركب الثقافي الحي المحمدي بتاريخ الاثنين 14 مارس 2022، والذي تنظمه جمعية أحفاد الغيوان للفن إلى جانب المديرية الجهوية للثقافة جهة الدارالبيضاء سطات ومجلس مقاطعة آنـفـا، سيدي بليـوط، الفــداء، الصخور السوداء، الحي المحمدي، وهو المهرجان الذي امتد من 14 إلى غاية يوم أمس الاحد 20 مارس 2022، تحت شعار: «الفن لا يموت»، ببرنامج فني وثقافي مختلف ومتنوع.
وقد عرف اليوم الأول من المهرجان تنظيم ندوة فكرية حول ذاكرة الحي المحمدي، شارك فيها كل من القاصة والروائية زهرة عز، أحمد بلحاج الملقب بالعلبة السوداء لناس الغيوان، الفنان أحمد داخوش الروداني عن فرقة تكادة، سعومي ميلود المهتم بالإعلام الرياضي، لاعب الاتحاد البيضاوي سابقا عبد الرحيم حيكمي، وقام بتنشيط وتسيير فقرات الندوة الصحفي والاعلامي عبد الله لوغشيت.
فمرورا بداخوش الذي تكلم عن تاريخ المسرح، بلحاج والظاهرة الغيوانية، سعومي والتوثيق الرياضي، حيكمي وفريق الاتحاد البيضاوي، وصولا إلى زهرة عز واستحضار إحدى الشخصيات النسائية بالحي المحمدي في قصتها..، فالجميع غاص في ذاكرة الحي المحمدي الذي يعتبر تاريخيا أحد أكبر وأشهر أحياء الدارالبيضاء، ومن أكثرها حضارة وتاريخا وذاكرة، والذي عرف في بداياته باسم كريان سنطرا بعد تحوير كلمة Carrière centrale، قبل أن يتغير اسمه بعد الاستقلال، وبالضبط سنة 1960 خلال الزيارة التاريخية لمحمد الخامس مرفوقا بولي العهد آنذاك الحسن الثاني.
ويبقى من بين أهم المعالم التاريخية التي تم استحضارها خلال الندوة درب مولاي الشريف وعوينة «عوينة شامة» التي تم إعادة البهجة إليها بعد إعادة تهيئتها من طرف مقاطعة الحي المحمدي والتي تبقى موروثا وذاكرة موشومة لابناء الحي هذا الحي المقاوم والعريق.
الحي المحمدي دائما من خلال الندوة، وتدخلات المشاركات والمشاركين ومعهم من تم إعطاؤعم كلمة خاصة بالمناسبة، فالجميع اجمع على أن هذا الحي كان ولازال بمثابة مغرب متعدد الثقافات، حيث بالإضافة إلى بروز العديد من المجموعات الغنائية بقلعة النضال والفن والثقافات، فقد كان هناك أيضا الشعراء والأدباء والممثلون والمسرحيون « مسرح الطيب الصديقي» الذين يعتبرون خريجي الحي، وخريجي أول وأقدم دار شباب بالمغرب والتي شيدت في ستينيات القرن الماضي، والتي يعتبرها العديد بمثابة أكاديمية للفنون والمسرح والرياضة، ولعل أبرز ما تم إنجابه بهذا الحي العريق مجموعة «ناس الغيوان» والتي تبقى أحد أشهر المجموعات الغنائية المغربية، لذا ليس من الغريب أن يلقبه الكثير ب «الإبداع»؛ ليس الغيوان فقط بل للحي تاريخ عريق في المجال الفني وهنا نستحضر لمشاهب مرورا بمسناوة، تكادة ، السهام، لارفاك وغيرها من المجموعات، وعن ذات المجال الفني، ولكن بشقه التمثيلي، أبدع الحي المحمدي مرة أخرى في إنجاب أبرز الفنانين المغاربة الذين يؤثثون هذا الفضاء بالمغرب، فيكفي أن نذكر محمد مفتاح الذي تعذر عليه الحضور في هذا اللقاء بسبب التزامات مهنية تصويرية.
الندوة أيضا حلقت في تاريخ عريق آخر، وهو المجال الرياضي وخاصة كرة القدم، وكيف لا وهو الحي الكبير الوحيد بالمغرب بكامله الذي مثله فريقان بالقسم الأول، أولهما فريق الإتحاد البيضاوي الغني عن التعريف، وكذا نادي شباب الصخور السوداء، لذا فإنجاب المواهب بالحي المحمدي لم يكن حكرا على الفن فقط بل حتى في الرياضة والعديد من الأسماء شاهدة على ذلك كالعربي الزاولي الذي أسس فريق الطاس ومدرسة الاتحاد البيضاوي والدور الكبير للمناضل الكبير عبد الرحمان اليوسفي.
وفي آخر الندوة تم توزيع شواهد وتذكارات خاصة على المشاركات والمشاركين في الندوة، ليتخلل بعد ذلك برنامج افتتاح مهرجان الحال حفلا موسيقيا متنوعا برئاسة حميد برغوت عن جوق الحي المحمدي، تفاعل معه الحضور.


الكاتب : رغيب هيثم

  

بتاريخ : 21/03/2022