جريدة لوموند الفرنسية: اسبانيا تختار الموقف المغربي

التحول المفاجئ في القرار الاسباني من اجل دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي واعتبارها جدية وذات مصداقية اثار ازمة مع الجزائر. تقول يومية لوموند الفرنسية في صفحتها الدولية، التي خصصت مقالا حول هذا التحول التاريخي في موقف مدريد من قضية الصحراء المغربية، وتقول كاتبة المقال ساندرين موريل.
اسبانيا ارادت وضع حد لازمة مع المغرب دامت 10 أشهر، وجدت نفسها في ازمة مع الجزائر، ووجدت نفسها أيضا بين المصلحة الاستراتيجية التي تقضي بعودة العلاقات الديبلوماسية، والتي تعتبر جد هامة من اجل محاربة الهجرة السرية،والحفاظ على موقف الحياد في هذا الملف.
في هذا الإطار، تقول الصحيفة، اختارت اسبانيا قرارا شجاعا في 18 من مارس، حيث بعث رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز رسالة إلى العاهل المغربي محمد السادس يقول فيها انه يدعم الموقف المغربي. واعتبر ان مبادرة «الحكم الذاتي» المغربية المقترحة للإقليم المتنازع عليها «بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف»يقول بيدرو سانشيز في رسالته تحدث عن
«الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف.»
هذا الوضع مكن من خارطة طريق وبناء علاقة جديدة، تكون دائمة لشراكة الثنائية، قالت وزارة الخارجية المغربية. تصريحات سانشيز شكلت تحولا لم يكن متوقعا في الموقف الاسباني في قضية جد حساسة، والتي تسمم العلاقات مند سنوات بين الرباط والجزائر ومدريد. تقول كاتبة المقال ورغم ان مدريد كانت مع حل في إطار الأمم المتحدة، رفضت في السابق ان تأخذ موقفا من هذه المستعمرة التي كانت تابعة لها حسب الصحيفة الفرنسية.
ممثل البوليساريو انتقد الموقف الاسباني الجديد، لكن الموقف الجزائري هو الذي كان يقلق اسبانيا، ويوم 19 مارس، استدعت الجزائر سفيرها بمدريد لتشاور والتي فاجأها هذا التحول المفاجأة بشكل كبير في موقف اسبانيا.
الازمة مع الجزائر، وهي شريك استراتيجي اخر لإسبانيا، والتي صدرت لمدريد سنة 2021 نصف حاجياتها من الغاز الذي تم استهلاكه بهذا البلد. بعد أن قامت بإغلاق أحد الأنبوبين الذي يمدها بالغاز،أنبوب غاز المغرب العربي اوروبا الذي يمر عبر المغرب، وهو ما جعل اسبانيا تفقد 25 في المائة من الامدادات التي تم تعويضها بالغاز الأميركي.
هذا التحول في موقف مدريد زعزع أيضا حكومة الائتلاف بمدريد، وحزب بوديموس الذي يشارك في الائتلاف الحكومي، والذي لم يتم اخباره بهذا الموقف.
وذكرت الجريدة في هذا المقال الذي خصصته للعلاقة بين الرباط ومدريد وكيف بدأت الازمة مند عشرة أشهر بعد استقبال اسبانيا بشكل سري لزعيم البوليساريو وهو ما جعل المغرب يستدعي سفيره بمدريد.
وتقول كاتبة المقال إنه في الشهور الأخيرة حاولت مدريد إعادة العلاقات لكن دون جدوى رغم تغيير وزيرة الخارجية، لكن تضيف، التحولات التي وقعت في هذا الملف خاصة الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. وكذلك موقف ألمانيا التي اعادت علاقاتها مع المغرب في شهر فبراير الأخير بعد سنة كاملة من القطيعة بسبب ملف الصحراء المغربية، اعتبرت المانيا هي الا خرى ان المبادرة المغربية لحل النزاع هي مجهود كبير ودو مصداقية. هذه كلها اعتبارات جعلت اسبانيا ان تختار الموقف الجديد.


الكاتب : باريس يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 23/03/2022