تسبب احتجاج فرسان «سربات فن التبوريدة»، بخنيفرة، في إنهاء «مباراة جهوية» قبل «إطلاق البارود الرسمي»، يوم 18 مارس 2022، على ساحة «الكورس» ضاحية المدينة، وهي الأرض التي ظلت حاملة لهذا الاسم منذ عقود طويلة لاحتضانها «سباقات الخيل»، وهو الحادث الذي خلف تساؤلات عديدة في انتظار «تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود» بشأن ماوقع.
«لقد انفض «فرسان التبوريدة» على خلفية الاعتراض على إشراك «سربة» في الإقصائيات بدعوى عدم انتمائها لجهة بني ملال- خنيفرة ولا لجهة درعة تافيلالت، وانتمائها لجهة الرباط سلا (تمارة)، ليصل الأمر حد استعمال البعض لورقة القبلية والعرقية في النزاع المفاجئ الذي أضاع على المدينة فرصة الاستمتاع بالتظاهرة التي غابت عن ساحتي «الكورس» و»أزلو» منذ سنوات طويلة «تقول مصادر مطلعة، لافتة إلى «أن مساعي المنظمين لم تفلح في ضمان سير التباري المبرمج في ظروف طبيعية».
ورأى معارضون لمشاركة «فرسان السربة المعنية» «أن موقفهم صحيح»، مشيرين إلى «رفضهم محاولة الاستقواء عليهم باللجنة المشرفة والسلطات المحلية»، في وقت اعتبر آخرون أن «السربة» لا علاقة لها، ولا لخيولها أو فرسانها، بالجهتين المشاركتين في الإقصائيات، ولا حتى بجهة درعة تافيلالت التي دخلت باسمها غمار التباري، حيث أن قائدها ليس من أبناء «آيت مولي» بجهة درعة تافيلالت «. وبين هؤلاء وأولئك تساءل آخرون عن» مدى مسؤولية المشرفين على التظاهرة في المشكل الذي لا يد لأي واحد من الفرسان فيه».
هذ ولم تسفر المفاوضات الماراطونية، التي شاركت فيها السلطات المحلية والإقليمية، عن أي انفراج في الوضع، وظلت المواقف متسمة بالتباعد؟
وعبر قائد «السربة المعنية»، عبدالعالي بوخليق، في لقاء به، عن استغرابه» من الضجة التي أثيرت ضده»، مؤكدا «أن مشاركته في المباراة كانت قانونية وطبيعية للغاية، فهو ليس من «تمارة»، ولكنه من أبناء درعة – تافيلات، أبا عن جد، وتحديدا من زاوية سيدي الهواري، قصر تيزوكاغين، ضواحي تنجداد، قبل انتقال والده لآيت مولي بجماعة زايدة، إقليم ميدلت، كما عاش بعض أفراد أسرته، لفترة طويلة، بمدينة خنيفرة»، لافتا إلى أنه «من المولعين بتربية الخيول، ويملك خيولا مسجلة بدفتر خاص ورقم تسلسلي، بينهم حصان باسم «أصيل الرشيدية»، وقد شارك في عدة تظاهرات وملتقيات وإقصائيات للتبوريدة». و«بعد التوقف لحوالي ست سنوات، بسبب ظروف خاصة، عدت قبل سنتين للميادين» يوضح المتحدث، مضيفا «بعد اطلاعي على إعلان المباراة المنظمة بخنيفرة، سارعت إلى إنجاز ملفي القانوني، وفق الشروط المطلوبة، وسجلت مشاركتي باسم جمعية «فرسان الأطلس لفن التبوريدة وتربية الخيول بآيت مولي»، التي يترأسها شقيقي، وذلك على أساس التباري ضمن 3 سربات من جهة درعة تافيلالت، بغاية التنافس على مقعد يمثل هذه الجهة»، حدث ذلك في نفس الزمان والمكان الذي جمعهم ب «السربات» الـ 11 التي تمثل جهة بني ملال خنيفرة، وهذه الأخيرة دخلت المباراة أيضا للتنافس حول مقعدين من أصل 8 مقاعد، منها 4 تخص الجهة و4 لمنطقة زاوية الشيخ وحدها.
وبينما كان «قائد السربة»، يدلي بالوثائق التي تؤكد أقواله، أشار إلى أنه لم يكن يتوقع «أن دمج الجهتين في ملعب واحد سيخلق «سوء في الفهم»، مشددا على أن «الشركة الملكية لتشجيع الفرس» هي صاحبة قرار دمج الجهتين في ملعب واحد وزمان واحد (ساحة «الكورس» بخنيفرة)، وذلك على خلفية افتقار جهة درعة تافيلالت لملعب خاص بسباق الخيول، والذي من المقرر إنجازه العام المقبل 2023»، مستغربا «من موقف قائدي «السربتين» المنتميتين لجهة درعة تافيلالت، وانضمامهما للمعارضين، رغم أن لهما معه رسالة مشتركة للجهة الوصية في الموضوع».
هذا ولاتزال ملابسات «إجهاض المباراة الجهوية للتبوريدة» تثير النقاش وسط الرأي العام المحلي، في غياب «توضيح رسمي» والكشف عن المعلومات المطلوبة، بشأن أسباب «فشل المحتضنين والمنظمين في احتواء «الأزمة الطارئة»، التي تعاكس الجهود المبذولة من أجل الرقي بالجاذبية السياحية للمنطقة ، والتخلص من التداعيات الثقيلة للظروف الاستثنائية للجائحة؟
في انتظار الكشف عن المعلومات المطلوبة بشأنها … ظروف «إجهاض» المباراة الجهوية للتبوريدة بخنيفرة تعيد سؤال «المسؤولية» إلى الواجهة؟

الكاتب : أحمد بيضي
بتاريخ : 28/03/2022