عرس القصيدة في اليوم العالمي للشعر بالمحمدية

بمناسبة اليوم العالمي للشعر، نظم الاتحاد المغربي للثقافات المحلية بشراكة مع بيت الشعر ،خيمة شعرية مساء يوم السبت 22 مارس 2022 بالقاعة الوسائطية بمدينة المحمدية، أثثتها قراءات نقدية وشعرية، وحفل توقيع لديواني «جزيرة في السما» للزجال أحمد لمسيح و» كأني أفق تراوده غيمة « للشاعر عبد الغني عارف.
في الاستهلال رحب منسق الأمسية الشاعر والمترجم نورالدين ضرار بأصدقاء القصيدة، وبعدها فتح شهيتهم بقراءة كلمته بمناسبة بهجات الكون بالشعر وسمها ب “شعر الحياة .. حياة الشعر “، نقرأ منها :”الشعر حياة، وبمقتضى هذه الحياة نفسها، لدورية الشرطة أن تسحبني لأقرب مخبر لتحرير محضر بتهمة الشعر العلني على رصيف الوقت المقيت، وحجز حزمة من إشراقات متوثبة على ناصية قافية جانحة”.
بعدها قرأ الناقد عبدالالاه الرابحي كلمة الاتحاد بمناسبة اليوم العالمي للشعر نقتطف منها فيها :» إنما نحتفي في الاتحاد المغربي باليوم العالمي للشعر لنضم صوتنا لكل الأصوات الحرة في دفاعها المستميت من أجل قيم شعرية وشاعرية تستجيب لمنطق التآخي والتعايش ، وتنبذ كل القرارات الجائرة الداعية إلى عولمة متوحشة تصدر شمالا وجنوبا ، كما شرقا وغربا «.
بعدها تناول بالقراءة ديوان أحمد لمسيح، واختار عنوانا « مؤنث القصيدة في ديوان جزيرة ف السما»، حيث الزجال لمسيح من الأسماء التي تولي أهمية قصوى للتعبير على حساب التجربة، أو بالأحرى خلق تجربة نصية مغايرة لتلك التي عادة ما ترتبط بالواقع الخارجي والتي عادة ما تؤدي إلى الإسفاف.
وختاما، اعتبر تجربة عاكسة للقصيدة المتمنعة والحرون التي تأبى الانصياع، لأن الانصياع مؤشر على الموت « وماتوالي دواوين لمسيح بهذه الغزارة غير عن هذه القصيدة المنفلتة والمحيرة «، كانت هي قفلة هذه الورقة الماتعة .
ثم تسلم الكلمة الناقد والباحث محمد خفيفي لتكون قراءة عارفة لديوان الشاعر عبدالغني عارف «كأني أفق تراده غيمة «، واختار لها من الأسماء « عارف يسكن بين الأفق والغيمة « .
وعليه اعتبر عنوان الديوان المركزي باذخا ويحمل استعارات كبرى ،مثقلة بكوكبة من الأدلة التي قد تربك القارئ بتشبيها المنزاح عن التقليد اللغوي البسيط، ومن ثم، ركوب الأمواج العالية التي تتزاحم فيها الصور والأيقونات.
ثم انتقل بعدها لمقاربات الأضمومات التي اشتمل عليها الديوان : شذرات الجنون، شظايا الوطن، وصايا نورس، ملحمة ميلاد الياسمين، وقبل إسدال ستار مداخلته، تقدم المتدخل بشكر أثقل من جبل للشعر وسيد الكلام الذي حررنا من بؤس اللحظة ومن العثرات الراسيات التي تحجب الأفق».
وتخللت القراءتين النقديتين، قراءتان شعريتان للمحتفى بهما أحمد لمسيح وأحمد عارف من ديوانيهما « جزيرة ف السما « و» كأني أفق تراده غيمة «.
في الفقرة الثانية من الأمسية والمخصصة للقراءات الشعرية، افتتحها عبدالله المتقي بقراءة مقطع من قصيدة «تروبادور «للشاعر البروميتيوسي الراحل عبدالله راجع، استحضارا لروحه حتى تشارك أصدقاء القصيدة عيدهم الشعري، ثم قرأ بعضا من ومضاته الشعرية .
الهايكيست «مصطفى قلوشي»، قرأ بعضا من زنابقه الشعرية بكثير من الشعر الذي يسكن صدره، وخارج هذه الخيمة الشعرية لم تكن السماء جاحدة ذاك الصباح .
الزجال « عبدالرحيم لقلع» المتخصص في التعمير ولعنة الزجل الجميلة ، والعاشق لأحلام السلطانة الهلالية، أتحف الحضور بسلاطين حروفه، أما الشاعر «جواد المومني» القادم من سيدي سليمان ، فاعتراه الشعر وأنشد قصيدة في أول بوحه، ثم أخرى قبل آخر الصمت.
الزجال « محمد مومر « رئيس الاتحاد المغربي للثقافات المحلية، قرأ بعضا من زجله الشبيه بهجهوج الحال وسوالف الجذبة، وكان دقا مختلفا على باب القصيدة الزجلية، في حين ساهم توأمه «عزيز غالي» بحروفه الزجلية التي كانت مولاة الأمسية، وسحرت الحضور كما يسحر البحر، وبالمناسبة، سيصدر له قريبا ّ» سحرني البحر «، الشاعرة والفاعلة الجمعوية والحقوقية « ماجدة فلاحي»، لم تكن قارورة برائحة العطر ، بل قارورة من الشعر وبرائحة المجاز وأقاصي الشعر .
الشاعرة والفنانة التشكيلية الواعدة أمينة لغفيري من كازابلانكا ، شاركت بقصيدة فصيحة من ديوانها قيد الطبع، وحتى لا يسقط منا سهوا، فالشعر والتشكيل توأمان .
وفي خاتمة هذه الخيمة الشعرية التي نظمها الاتحاد بالقاعة المتعدد ، وقع المحتفى بهما أحمد لمسيح وعبدالغني عارف أحلامها الزجلية والفصيحة، في انتظار فرح قادم وبكثير من الحلم وبعيدا بأكثر من مسافة عن اليأس والإحباط .


الكاتب : عبدالله المتقي

  

بتاريخ : 31/03/2022