وسائل الإعلام السمعية البصرية المغربية تعبأت خلال الأزمة الوبائية من أجل التصدي للأخبار الزائفة

اعتبرت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، أن “التحول الرقمي للفضاء العمومي أتاح الكثير من الفرص الجديدة، خصوصا في مجال حرية التعبير والولوج إلى المعلومة، لكنه ينطوي أيضا على الكثير من المخاطر، من أكثرها حدة الأخبار الزائفة”؛ وذلك خلال مشاركتها في اللقاء المنظم يوم 31 مارس 2022 عبر تقنية المناظرة المرئية من طرف المنظمة الدولية للفرانكفونية، بمناسبة إطلاق المنصة الفرانكفونية لمبادرات محاربة الأخبار الزائفة.
واشارت رئيسة الهيئة العليا إلى أن محاربة الأخبار الزائفة تتطلب في الآن ذاته انخراط مؤسسات الإعلام، وهيئات التقنين، والفاعلين المدنيين وجمهور الإعلام، لكن يتعين إدراجها ضمن سياسات عمومية ذات الصلة، مستدامة وملتزمة باحترام الحريات؛ “لأن الأخبار الزائفة تلحق أضرار بالحياة العامة، سواء على المستوى الأمني أو الصحي أو الفعل الديمقراطي أو التماسك الاجتماعي أو العيش المشترك”.
وأبرزت لطيفة أخرباش أن “الجميع عاين كيف أثرت جائحة الأخبار الزائفة على الفعل العمومي في مجال محاربة جائحة كوفيد 19، بتقويضها أحيانا انخراط المواطنين والمواطنات في السياسات الصحية وإستراتيجيات التلقيح”.
واضافت أن الإنتاج المعياري للمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري والمقتضيات المدرجة ضمن دفاتر تحملات المتعهدين مقدمي الخدمات الإذاعية والتلفزية، بغاية ضمان احترام نزاهة وأخلاقيات الخبر؛ كما قدمت مثال التوصية المتعلقة بالانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية التي جرت شهر شتنبر 2021 بالمغرب، والتي وضعت لأول مرة، وبشكل صريح، محاربة الأخبار الزائفة كالتزام يستوجب اليقظة بالنسبة للخدمات الإذاعية والتلفزية.
وقالت رئيسة الهيئة العليا في مداخلتها إن وسائل الإعلام السمعية البصرية المغربية تعبأت خلال الأزمة الوبائية من أجل التصدي للأخبار الزائفة والسرديات المبنية على نظريات المؤامرة ذات الصلة بكوفيد 19.
وضم هذا اللقاء هيئات تقنين الإعلام، خبراء، باحثين، صحفيين وفاعلين مدنيين، لمناقشة قضايا “تحري الوقائع في الفضاء الفرانكفوني”، “محاربة الأخبار الزائفة والبحث”، “محاربة الأخبار الزائفة والدراية الإعلامية”، و”محاربة الأخبار الزائفة والسياسات العمومية”.
تجدر الإشارة إلى أن المنصة الفرانكفونية لمبادرات محاربة الأخبار الزائفة هي بوابة للمعلومة والتبادل حول المستجدات والمبادرات والابتكارات والسياسات العمومية في مجال محاربة الأخبار الزائفة والدراية الإعلامية في 88 دولة وحكومة تنتمي إلى الفضاء الفرانكفوني.