نجا فريق الرجاء البيضاوي من هزيمة ثقيلة أمام الأهلي المصري ليلة أول أمس السبت، بملعب السلام بالقاهرة، برسم ذهاب ربع نهائي كأس أمم إفريقيا، فعاد بتعثر صغير (2 – 1) ليبقي على آماله في تحقيق التأهل في مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، فيما قطع فريق الوداد الرياضي شوطا كبيرا بفوزه الثمين بالعاصمة الجزائرية أمام شباب بلوزداد، ليضع رجله الأولى في المربع الذهبي للمرة الثامنة في تاريخه.
ففي ملعب السلام بالقاهرة، قدم الفريق الأخضر شوطا أول كارثيا، وكادت شباكه أن تتلقى أكثر من أربعة أهداف، لولا براعة الحارس أنس الزنيتي، الذي تألق وأنقذ مرماه من أهداف محققة، منها ضربة جزاء في الجولة الثانية، أعلن عنها الحكم الكونغولي جون جاك ندالا إثر لمس مروان الهدهودي الكرة بيده داخل معترك العمليات، ليتلقى البطاقة الحمراء، ويزيد متاعب زملائه في هذه المباراة، التي لم تكن سهلة على الإطلاق.
وضرب الأهلي بقوة في النصف ساعة الأولى، مستفيدا من خطأ فادح للتحكيم، بعدما أشر الجزائري مهدي عبيد الشارف، الذي كلف بتقنية الفيديو، على ضربة جزاء في الدقيقة 11، أثبتت الإعادة التلفزيونية أنها غير صحيحة، حيث اعتمد على لقطة واحدة موه بها الحكم ندالا، دون أن يمر إلى زاوية مقابلة، بينت أن الكرة لمست ركبة مذكور وليس يده.
ضربة الجزاء هاته انبرى لها عمر السولية وأرسلها إلى يمن الحارس الزنيتي الذي تابعها دون جدوى، ليفتح هذا الهداف شوارع في خط الظهر الرجاوي، استغلها لاعبو الأهلي كثيرا، وخلقوا سيلا من الفرص السانحة للتهديف، كانت أخطرها رأسية محمد شريف التي صدها الزنيتي (د 19)، قبل يعزز الفريق المصري تقدمه بهدف ثان في الدقيقة 23 عبر حسين الشحات، عقب هجمة مرتدة قادها عمر السولية، الذي مرر إلى الحنوب إفريقي بيرسي تاو، هذا الأخير وضع الشحات في موقع مثالي للتهديف.
وتواصل المد الأهلاوي، وكادت الشباك الرجاوية أن تتلقى هدفا ثالثا، لكن زريدة تدخل في آخر لحظة وأبعد الكرة من حافة المرمى، قبل أن يتدخل المدرب رشيد الطاوسي لإعادة التوازن لفريقه بإدخال الكونغولي فابريس نغوما عوض إلياس الحداد، فتحسن الأداء بعض الشيء، ما أثمر هدفا ثمينا في الدقيقة 45 + 1 بواسطة محمد زريدة، الذي أحسن استقبال عرضية عبد الإله مذكور.
وخلال الشوط الثاني، تخلص الفريق الأخضر من ارتباكه، ومارس ضغطا على لاعبي الأهلي، لكن الأخطاء الدفاعية كادت تكون مكلفة، حيث كادت الدقيقة 60 أن تحمل أخبارا سارة على إثر لمس الهدهودي الكرة بيده داخل معترك العمليات، وقطع مسار الكرة التي كانت في طريق المرمى، ليكون جزاؤه البطاقة الحمراء، ويترك فريقه في حالة نقص عددي.
وانبرى السولية من جديد للتسديد، لكن الكلمة هذه المرة كانت لأنس الزنيتي، الذي أبقى على حظوظ فريقه وافرة لتحقيق العبور خلال لقاء العودة يوم الجمعة المقبل بمركب محمد الخامس، إذ يكفيه الانتصار بهدف واحد لإزاحة حامل اللقب من طريقه.
ورغم النقص العددي إلا أن الرجاء كان قريبا من إدراك التعادل، بعد انفراد أيوب شبود بالحارس الشناوي، لكن تسديدته لم تكن بالقوة الكافية لهزمه.
وعلى ملعب «5 جويلية»، عاد الوداد البيضاوي بانتصار ثمين، بعد تغلبه على مضيفه شباب بلوزداد الجزائري بهدف دون مقابل في ديربي مغاربي.
وشكل أصحاب الأرض تهديدا كبيرا للحارس أحمد رضى التكناوتي، مع انطلاقة المواجهة، ما استدعى تدخله على مناسبتين لإبعاد التسديدة القوية لمحمد إسلام، والمتابعة الرأسية لكريم العربي.
ولم تكد تمضي خمس دقائق حتى وجد الفريق الأحمر نفسه يلعب بنقص عددي، بعدما أشهر الحكم البورندي باسيفيك ندابيها وينيمانا البطاقة الحمراء، عقب العودة على تقنية الفيديو، في وجه لاعب الوسط جلال الداودي، بسبب تدخله العنيف على ساق اللاعب الجزائري محمد إسلام بلخير (6).
وحاول الفريق الجزائري استغلال التفوق العددي بشكل جيد، خاصة في ظل تراجع لاعبي الفريق البيضاوي إلى الخلف، فاعتمد على التسديدات البعيدة، لكنها لم تقلق راحة الحارس التكناوتي.
وبعد استيعاب صدمة النقص العددي، تحسن الأداء الودادي، وبادر اللاعبون إلى خلق محاولات تهديفية بواسطة الكونغولي غي مبينزا الذي علت كرته العارضة (37)، قبل أن يهز شباك الحارس توفيق موساوي، لكن الحكم رفض الهدف بداعي التسلل (40).
واحتاج الفريق الأحمر 30 ثانية فقط من عمر الشوط الثاني، حيث سيعود مبينزا لهز الشباك بعد عرضية من الليبي مؤيد اللافي.
وبعد هذا الهدف، احتاج لاعبو الوداد إلى ذكائهم لمجاراة ما تبقى من دقائق المواجهة، حيث لم يتأثروا بضغط الخصم الجزائري، الذي فشل في تشكيل أي خطر على المرمى الودادي.
الوداد يضع رجلا أولى في المربع الذهبي والزنيتي ينقذ الرجاء من هزيمة ثقيلة بالقاهرة
الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 18/04/2022