استحضارا لوقعها الإيجابي على الزراعات الربيعية والفرشة المائية والمراعي
من المنتظر أن تكون للتساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها إقليم بنسليمان، وقع إيجابي على مختلف الأنشطة الفلاحية…، ومن ثم التفاؤل بإنقاذ حصيلة هذا الموسم، الذي تأثر بالجفاف في بدايته.
وتتمثل إيجابيات هذه الأمطار في كونها همت أساسا نسبة ملء السدود والزراعات الربيعية، فضلا عن أثرها على بعض أراضي زراعة الحبوب. فقد بلغ معدل التساقطات المطرية هذا الموسم ما مجموعة 205.2 ملم، في حين أن المعدل السنوي للأمطار بالإقليم لسنة عادية هو 370 ملم، ما يؤشر على ناقص 44 في المائة مقارنة بالسنة الماضية.
وعلى الرغم من هذا العجز، فقد انعكست التساقطات الأخيرة بشكل جد إيجابي على فلاحي المنطقة، كما انعكست على الزراعات الربيعية، خصوصا بقطاع القطاني والخضراوات، إلى جانب نمو وتطور مختلف المزروعات والمراعي، وكذا الفرشة المائية بالإقليم الذي يتميز بإنتاجية مهمة.
ووفق معطيات للمديرية الإقليمية لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، «فإن الأراضي التي تم زرعها خلال فصل الربيع، تشمل الحمص (324 هكتارا)، الذرة غير المسقية (06 هكتارات)، الكولزا 120 هكتارا، مع الإشارة إلى إنقاذ الأمطار الأخيرة لزراعات القطاني من فول وحمص وعدس. كما انتعشت زراعة الخضروات، إذ تم إحصاء زراعة 52 هكتارا من الطماطم، و51 هكتارا من الكورجيط، و31 هكتارا من الفلفل، و38 هكتارا من البادنجان، و20 هكتارا من الخيار».
وفي سياق متصل، اعتبر رضوان الشاقوري، رئيس اتحاد التعاونيات الفلاحية بإقليم بن سليمان؛ «أن التساقطات المطرية الأخيرة والتي تهاطلت على إقليم بنسليمان وعدد كبير من مناطق المملكة، كانت جيدة جدا وخففت من حدة الأزمة التي يعانيها الفلاحون بسبب الجفاف، خاصة على مستوى الزراعات الربيعية، التي عرفت انتعاشة كبيرة من شأنها تعويض جزء من خسائر الموسم الفلاحي الحالي»، مسجلا، في تصريح لـ «و.م.ع»، «أهمية هذه التساقطات من حيث تأثيرها الإيجابي على الموارد المائية، والآبار الجوفية والفرشة المائية، التي سترتفع بالموازاة مع ارتفاع حقينة السدود، وهي مسألة في غاية الأهمية ؛ لأن المغرب ليس فقط في حاجة إلى الأمن الغذائي، بل أيضا إلى الأمن المائي»، مضيفا «أن التساقطات الأخيرة تكتسي أهمية كبيرة، خصوصا تأثيرها المباشر على الآبار والسدود المتواجدة بالمنطقة والمياه الجوفية… وقد ساعدت بشكل كبير على تحسين منتوجات القطاني، مثل الحمص والجلبان وعباد الشمس، إضافة إلى الحبوب، ولو بقدر قليل، كما أنها جيدة بالنسبة إلى الأغراس، مثل العنب والتين والأشجار. إلى جانب توفير التبن والكلأ للقطيع».
يشار إلى أن الفلاحة بنسليمان، تعتبر النشاط الأكثر هيمنة على اقتصاد هذا الإقليم الذي يزخر بزراعات متنوعة وأصناف عدة من تربية المواشي، تساهم بشكل كبير في الرفع من الإنتاجية وتوفير العديد من فرص الشغل. وتمثل المساحة الصالحة للزراعة 55.8 ٪ من مساحة الإقليم، بحوالي 133.920 هكتارا منها: (3.767 هكتارا مروية / 130.153 بورية)، موزعة على 14.033 وحدة استغلال زراعي، أما الباقي فتشغله الغابات بنسبة 23.7 ٪ (56،988 هكتارا)، في حين تمثل الممرات والأراضي غير المزروعة 20 ٪ من مجموع المساحة «49،119 هكتارا»
وحسب المعطيات ذاتها، فإن «الإقليم يوفر فرصا فلاحية هائلة، حيث توجد تربة خصبة جدا، وشبكة طرقية جيدة، بالإضافة إلى القرب من المدن الكبرى، علاوة على تنظيم مهني جيد، مع إنتاج هام وكثيف للحبوب، معتمدا على درجة عالية نسبيا من المكننة. ويمكن تقسيم الإقليم، حسب أنواع الإنتاج الفلاحي إلى أربع مناطق رئيسية وهي: المنطقة الساحلية المتخصصة في إنتاج الأشجار، زراعة الكروم وتربية الأبقار، والمنطقة المركزية المتخصصة في الحبوب وتربية الأغنام والأبقار، والمنطقة الوسطى الجنوبية الغربية المتخصصة في الحبوب وتربية الماشية المكثفة وشبه المكثفة، والمنطقة الشرقية المتخصصة في زراعة العلف وتربية الماشية المكثفة».