رحلةٌ في عالم الكتابة الإبداعية

 

كنتُ، وما زلتُ أعتقدُ، أنَّ الأديبَ هو حصيلةُ كافَّةِ الكتبِ المختلفةِ الأجناسِ، المتنوعةِ المضامينِ والأشكالِ، التي قرأها بـ(وعي تامٍّ) منذ طفولته الأولى، أي التي شرعتْ عينيه كلتيهما على الوجود والحياة، فضْلا عن تجربته الحياتية (الغنية) ومدى قدرته على التقاط اللحظاتِ الْحَسَّاسةِ، واقتناص المواقفِ الْحَرِجةِ، وتشكيلِ شخصياتِهِ الملائمةِ، الورقيةِ أو الرقميةِ!..لكنْ، كيف يستطيعُ أنْ يجْمعَ بين كلِّ هذا الخليط المتنافِرِ، القرائي والحياتي؟!..هل لمجرد أنْ يقرأ الواحدُ منا أعمالا عالميةً، ذاتَ قيمةٍ وآثارٍ قويةٍ، ويَجْــتــازَ مِحَنًا قاسيةً، أو يكونَ شاهدًا عِيانًا على حُدوثِها، يصبح أديبا مبدعا، متمرسا، متمكنا؟!
يقولون لك في تَــحَــدٍّ: ولو الْــتَــهَــمَ مؤلفاتِ السماءِ والأرضِ، منذ فجر الخَــلــيــقــةِ، لَمَا تحقق له ذلك!
إذن، لا بُدَّ له أنْ يمتلك حِسًّا حادًّا، ينفُذ إلى العظم، ورؤيةً عميقةً، تذهب بعيدًا، كرؤيةِ (زرقاء اليمامة)!..فينقل بدقةٍ وصِدْقٍ بليغين الأصواتَ المتناقضةَ، والأذواقَ المختلفةَ، والروائحَ المتنوعةَ، والأحاسيسَ الدفينةَ، والرؤى الغامضةَ، والأفكارَ والآراءَ المتضاربةَ …عبر شخصياتٍ تُـــثــيــر فضولَهُ، قبلَ المتلقي، كما تستهوي شهيتَهُ، وتُغريهِ باقتفاء مسارها الشائك الملتوي إلى نقطة النهاية…!
ومهما حــاولــنـا جادِّينَ أن نُحلل ونُــفــسِّر لــفــهْــــم عــمــلــية الكتابة، فإننا لــن نتفــوَّق، أو ـ على الأقلِّ ـ نتوفّــق، كثيرًا ولا يسيرًا، لأنها في البدْءِ والخِتام، عمليةٌ غامضةٌ، صعبةٌ على الفهم، تتضافر فيها العديدُ من العوامل الذاتية المتوارية (فكرية، نفسية، وجدانية، اجتماعية…) فهي كتخليق الجنين تماما، لا نعرف كيف ينضج شكلُهُ، ولا ندري ما إذا كان سيولد سليمًا أم مَعــوقًا؟!..إذ تــتكوَّن ـ الكتابةُ ـ في مراحلَ زمنيةٍ طويلةٍ وشاقَّةٍ، مشحونةٍ بالمَخاضاتِ، والآلام الموجِعةِ، يعجز حتى صاحبُها (الأديبُ) أنْ يَعِيَها ويُفْصِحَ عنها، فتغدو إلهامًا له في لحظةٍ ما، لا يقدر أنْ يُحدِّد توقيتَها بالضبط؛ ألـيْلا أم نهارا؟..أفي اليقظة أم في النوم والحلم؟..أفي حالة المرض أم الصحة؟!..أفي لحظةِ فَرَحٍ أم قَرَحٍ؟!..
إلى غيرها من الثنائيات الضِّدِّيَّة!..وهنا يحضرني ما قاله لي الكاتب الكبير «محمد زفزاف» في لقاءٍ عابرٍ بـمدينةِ طنجةَ حين حاولتُ أنْ أستــلَّ منه خُيوطا من تجربته في الكتابة، علَّني أفيد «المعجبين» بها : أستفيد كــثــيـرًا من آراء الــنــقــادِ والــقــراءِ، فــلولاهُــمْ ما كــنتُ لأُدركَ
طريقـــتي في الكتابة القصصية والروائية، ولا زَمنَها الذي ضغط عليَّ لأُفْرِزَها في شكلها النهائي. وحتى في طريقة التفكير، فإلى قراءاتهم النقدية أُرْجِع الفضلَ الكبيرَ في مَعرفةِ ذاتي الإبداعية!
فالآخرُ(الناقدُ والقارئُ) في نظر كاتبنا، هما (المرآةُ) التي تعكس ذاتَهُ، ومن يقدر أنْ يراها بدون مرآةٍ “صَقيلةٍ”؟!..لكننا سنحاول أنْ نجتهد، ولو (يحظى نصيبُنا بأجرٍ واحدٍ) فنلامس (غَيْضًا) من عـناصر الكتابةِ الإبداعيَّةِ، وإنْ كانتْ، كما ذكرنا آنفًا، عصيةً على الفهم والإدراك. ولا نوصي أيَّ عاشقٍ للكتابةِ، بــتــعــقُّــبِـها خطوةً خطوةً، لأنَّها تُمارَس تلقائيا، ودون قصدٍ لها، إلا إذا كان تلميذًا أو طالبًا، أو كاتبا عُموميًّا، يتوخَّى من ورائها غايةً شخصيَّةً أو ماديةً. فإنْ لم تكنْ سجــيةً من طبيعةِ الأديب في حياكة النص، فلا داعِيَ إلى الاِهْتداءِ والاِقتداءِ بها، وإلا أصبحتْ في قبضةِ اليد صناعةً أو حِرفةً يتعيشُ بها، والكتابةُ الإبداعيةُ ضدَّ هذا التوجُّه، ولا قَرابةَ لها بالتَّكَلُّف!
وأعتبر الْحَبكةَ الجامعَ الذي تــثْوي في رَحِمِهِ كلُّ تلك العناصر، فهي بمثابة عمودٍ فقري للكتابة، تستوي وتستقيمُ به، وبدونها يغدو جسدُها مُعْوَجًّا مُشَوَّهًا!..وتــتجــلَّى في عــنــصر أساســي: رحــلــة الــشخــصــية الــمــركــزيــة في الــنـص الإبداعي، تــتخــذ لها مسارا معينا تسلكه، كي تحــقــق هـــدفَــها المنشودَ. وخلالَهُ ـ أي ذلك المسارُ ـ تواجه تحدياتٍ نفسيةً وفكريةً وجسديةً. فهناك، مثلا، الصراعاتُ الداخليةُ التي تتفاعل في نفسيتها وفكرها ونظرتِها، والسبل التي تراها صائبةً فتـنهجُها مع سائر الشخصيات الأخرى، وما تعانيهِ من مشاكلَ عويصةٍ وقضايا لم تخطرْ ببالِــها، ولم تحسُبْ لها حسابا، فــتــتحداها وتــتخطاها في طريقها الْوَعْرِ، بخيبةٍ وفشلٍ شديدين، أو بتحدٍّ وتفوقٍ كبيرين. والدور الذي تمليه عليها الظروفُ العامةُ والخاصةُ المُحْدِقةُ بها..هي جُمْلةٌ من الخطواتِ الرئيسيةِ والضَّروريةِ، أو الرحلة التي تقطعها الشخصيةُ في حياكةِ الكاتب للحَـبْكةِ المُحْكَمةِ النَّسْجِ!
ويـــمـكــنــنا أن نخـــتـــصر هذه الرحـــلـــةَ في الهـــنـــدسة الهـــرمـــية التي صممها تلميذُ أفلاطون، الفيلسوفُ اليوناني أرسطو طاليس 322) ـ 384 قبل الميلاد) فحدَّد أعمدتَها الثلاثيةَ، أو أركانَها الأساسيةَ (البديهـيَّةَ) التي تنهض عليها، والمُستغنى عنها حاليا في الكتابةِ الحديثةِ، كليا أو جزئيا، ألا وهي: (البداية أوالمدخل، الأزمة، النهاية أوالبديل)!
لكنْ، لا بد من سلسلةِ إجراءاتٍ متماسكةِ الحلقاتِ، للسفر من كلِّ مرحلةٍ إلى التي تليها، لِتبلُغَ المحطةَ النِّهائيَّةَ (العلةَ والنتيجةَ) ..وفي هذه النقطة بالذات، يشير أرسطو إلى الأحداث المرتَّبة والمنسَّقة بأسلوبٍ عقلاني، لا يُثيرُ شكا ولا تردُّدا لدى القارئ، وإن كان الكاتبُ يَلُفُّ ويُغَلِّفُ كتابتَهُ بـ»الكذب الفني» أو»الخيال» ويطلق على هذا العنصر»ميثوس» ويعني به «الأسطورةَ» التي بمجرد النطق بها، نجــدها تحــتــمــل ضربا من «الخـــيال» و»الــكــــذب» أكــثــرَ من الواقع والحقيقة والصدق!
تحضرنا في هــذا الــصدد، تلك الــقــصةُ الــرائعةُ، الــتي صوَّر فيها الأديبُ محمد زفزاف بطلَه الجائعَ، بكلبٍ رشيقٍ أنيقٍ، تجذبه سيدتُهُ بحبلٍ رهيفٍ، لتدْلِفَ به إلى مطعمٍ فَخْمٍ، فـتُــلْــقِــمهُ وَجْــبةً شهيةً، وماءًا مَعدنيًّا. إذ ذاك تمنى بطلُهُ الجائعُ الظامئُ، وهو يسترقُّ النَّظرَ من الواجهةِ الزُّجاجِيَّةِ الخارجيَّةِ، واللعابُ يــنْــدلِــق على ذَقَــنِــهِ، لو يتحول إلى كلبٍ مثلَه. وبالفعل، تحقَّقتْ أُمنــيَّــتُهُ الغاليةُ، فأصبح كلبا جميلا، تبدو عليه آثـارُ النِّعمة، ويتوفر على عناية فائقة من صاحبته، يبُــزُّ بها سائــرَ أصدقائه الكلابِ، بل حتى من البشر!
لقد تحلَّل بطلُهُ من إنسانيته وآدميته، اللتين لم تنفعاهُ بشيء، ليتقمَّص شخصيةً حيوانيةً، ترفُــلُ في بُحْبوحةٍ من العيش الرَّغيد. وهي ما نطلق عليها، اليومَ (المــفـارقــةِ) تلك السخريةُ اللاسِعةُ اللاذِعةُ، التيلا يُصيبُ سَهْمُها عينَ الحقيقةِ، لــيــبــرز بها الكاتبُ المعنى البعيدَ، الذي يبتغيه من عمله الأدبي!
تُفضي بنا هذه العمليةُ، إلى نقطة التوافــق بين الحَــبْــكة والهـيكل، أو بالتعبير النقدي (الشكل الفني للعمل الأدبي) الذي ـ كما سطَّرْنا من قبلُ ـ بمثابةِ سلسلةِ حلقاتٍ، بين كلِّ مرحلةٍ وأخرى، تكمُنُ درجةٌ من الحركةِ المتأرجِحةِ بين الصعودِ والنزولِ، والإقدام والــتَّــقَهْــقُـر… والمتلقي، سواء كان ناقدًا أو قارئًا، يسير بخطى حَـثـيـثـةٍ في لهفةٍ وشوقٍ، لمعرفةِ ما سيحدث في (الذِّروة) لأن هذا الكاتبَ لا يقول كلَّ شيءٍ، ولا يكشِف عن كلِّ شيءٍ، إلى أن تأتي اللحظةُ الحاسمةُ، ليتفاجأ المتلقي بما لم يكنْ ينتظرُ أو يفكِّرُ فيه. بل إنَّ الكاتبَ يُضْمِرُ الحقيقةَ عمْدًا، ويُظْهِرُ ما يُخالفُها قصْدًا، لِيُرْبِكَ القارئَ، فــيــوقعَهُ في دوامةٍ من الريــبــةِ والــتوجُّــس، ولِــيُــشْــرِكَهُ في نَــسْجِ الْـحَــلِّ، وفي الأخــيــر، تــبــرز الــنهايــةُ غــيــرُ
المرتقبةِ ولا المتوقَّعةِ، وتلك لَعَمْري هي مُتْعَةُ الكتابةِ الإبداعيةِ ولَــذَّتُها!
ولعل البعضَ سيتساءل عن تلك الحلقاتِ أو المراحلِ التي تقطعها الكتابةُ، لـتــقْــرِنَ البدايةَ (العتبةَ) بالوسطِ (الأزمةِ) فالنهايةِ (الحلِّ) بناءً على نظرية أرسطو. وبالمناسبة، أصبح هذا التحديدُ النظري، عاديًّا ومتجاوزًا في عصرنا الحاضر، يُــلَــقَّــن حتى للطفل في كتابة موضوعاته الإنشائية، لكنَّ المشكلةَ العويصةَ توجد في كيفية الانتقال بين المراحلِ الثلاثِ، كيلا يــتعــثَّــرَ الْحَبْــكُ، فــتــنــفــلِــتَ اللآلِئُ من العِــقْــدُ ـ أي المراحلُ المُكوِّنةُ للكتابة!
فمن هذه المراحلِ التي نوجــزُها ونُجْمِلُها، دون أنْ نُـفــصِّــلَها، نجد (الخلفيةَ) وهي لبنةٌ أولى، تحدد زَمانَ ومــكــانَ الواقعةِ، والتاريخَ العامَّ للشخصياتِ الرئيسيةِ والثانويةِ، وظروفَها الخاصةَ بها والاجتماعيةَ والفكريةَ…فـ(الأزمةُ) ونعني بها القضيةَ التي يُشَيِّد عليها الكاتبُ عملَهُ الأدبي، وما تحيط بها من علاقاتٍ متــشابكةٍ. ثم (التعقيد) الذي يأتي آليَّةَ تحفيزٍ للتجاذباتِ والصراعاتِ بين تلك الشخصياتِ. لنصلَ في الأخير إلى (الذروة) التي تُــعَــدُّ تحوُّلا في سيْر الأزمةِ ونُمُوِّها، عندما تُشْرِف تلك الشخصياتُ على الــتخــلُّــصِ من صراعــاتِــها المحتدمةِ، وتصفيةِ حساباتها. فـ(البديل) لإنـهـائها، وإيجــادِ حَــلٍّ مُرْضٍ لخلافاتِها!
غير أنَّ (الحَبْكةَ) في كل هذه المراحل، تؤدي دورا هامًّا في تــشيــيد الجسم الأدبي تــشيــيدا متكاملا ومتماسكا. وبعض الأدباء، يُغامرون بكتاباتهم، فيخلطون بين تلك المراحل؛ إما يستغنون عن بعضها، وإما يقدمون بعضَها على آخَــرَ، أو يقْــلــِبون ترتــيــبَها، فيجعلون آخرَها أوَّلَها، لتصيرَ عمليةَ الكتابةِ مجرَّدَ نشاطٍ أو لُعبةٍ، يستعرضون فيها إمكاناتِهِمُ الفنيةَ. أو يسردون تفاصيلَ ثانويةً، وأحيانًا هامــشــيةً، لـيس لها تأثــيــر قــوي في الــنــمــو الـطـبــيعي للعمل الأدبي. ويعـتـبرون كـلَّ ذلك تجـديدًا أو تحـديـثًا، في الكتابة، وإنْ فقدتْ تماسُكَ أحداثِها وشخصياتِها ومواقفِها، بحجَّة أنَّ تطورَ العصر، الذي يُعاني من التَّشظي الثقافي والاجتماعي والأخلاقي، بل الإنساني عامةً، يفرض ذلك الخَــلَــلَ في الــتــوازنِ، بين (الهندسة الهرمية) وما تــتطلبُهُ الحَبكةُ في مراحلِها المتناميةِ!
ولتكنْ روايةُ «الطلياني» للكاتب التونسي شكري المبخوت نموذجًا حَيًّا نستضيء به، وهي التي نالتِ الجائزةَ العربيةَ للرواية. ففيها نلحظ أنَّ هناك علاقةً متينةً بين المدخلِ في الفصل الأول، والبديلِ أو الحلِّ في الفصل الأخير. غيرَ أنَّ (الوسط) لا يربطُهُ حَبْلٌ سُرِّيٌّ، سواء بالأول أو بالثاني، من حيثُ المضمونُ الفكري، أو من حيثُ الشكلُ الفني. إذ تميز بسيولة سردية، بينما الفصلان، الأول والأخير، بكثافةٍ لغويةٍ وتعبيريةٍ، وبتركيز فكري. هذا عدا تفاصيل دقيقة، لا جدوى من سردها، بل أعاقتْ سَيْـرَ الرواية. كإقحام (المطبخ التونسي) وعملية (رَقْنِ مقالٍ) وما يتَّصِل به من تقنياتٍ، كحَجْمِ الكلمات، وبَنْطِ الحروفِ، والفراغاتِ بين السطور، وتصميم الصفحات، إلى غير ذلك…بل سنتساءل باستغرابٍ عن علاقةُ العنوانِ بالرواية، إذا كان (عــتــبــتَها) التي منها نَــلِجُ عالمَها؟!..فهو في هذه الرواية، ليس سوى لــقبٍ لشخصيتها المحورية، أُطْلِق عليه لوَسامَتِهِ فقط!
إلا أنَّ المتلقي سيشفع للكاتب هذا الحشْوَ، عندما يبرر شخصَهُ بـ»لا أعتبر نفسي روائيا محترفا» وكتاباته «كل ما كتبته من مؤلفات نقدية ودراسات ومقالات، ما هي إلا أشكالٌ للتعبير عن هواجسَ عامةٍ تسكنني، هذه الهواجسُ تتخذ في كــل مــرة شكــلا مغــايــرا»!..وهــذا الأمــرُ، لا يحــتــمــلـه الـعــمــل الإبداعي، وليس تداخلا أو مزجا بين الأجناس حتى!..فقد نُجيز الشعريةَ في القصة والرواية، لأنَّ القصةَ ابنةٌ شرعيةٌ للروايةِ، وهذه ابنةٌ شرعيةٌ للملحمةِ، والعكسُ صحيحٌ. لكنْ، أنْ يصبح المقالُ والنقدُ، عنصرين في القصة والرواية، فهذا ما سيخْدِش الشكلَ الفني للكتابةِ من ناحيةٍ، وما لا يستقيم له الذوقُ الأدبي من ناحيةٍ ثانيةٍ!..ومن ثَمَّةَ، فإن الكتابةَ الإبداعيةَ، والقصصيةَ والروائيةَ خصوصا، لم تكنْ، يومًا ما، مجالا مُتاحًا للخَلْطِ والــتَّــكْــديس، لأنَّ الكاتبَ ليس «حطابًا في الليل البهيم» يحُشُّ ويجني ما تمتدُّ إليه يداهُ، وما يعثر عليه في طريقه، دون التَّمَكُّن والتَّحَقُّق من صلاحيته، أكان عسلا أم حَنْظلا؟!
إنَّ التَّمطيطَ والتَّطويلَ ليصبحَ العملُ «سمينا» ليس هدفا لحدِّ ذاتِهِ، فبدل شحذ القدراتِ لعرضِ كتابةٍ مُمطَّطةٍ ومُطَوَّلةِ، يمكنُ للكاتب أنْ يكتفي بتقديم عملٍ متوازنٍ، يَــأْسِــرُ المتلقي بجاذبيته المقنعةِ في (عالمِهِ)!


الكاتب : العربي بنجلون

  

بتاريخ : 22/04/2022