شهدت القنصلية المتنقلة التي نظمت بمدينة رانس، يوم السبت 7 ماي، نجاحا كبيرا، وذلك من خلال التوافد القياسي للمغاربة القاطنين بالمنطقة، ويعود هذا الإقبال الكبير، حسب قنصل فيلموبل (ضاحية شرق باريس) صباح
ايت البشير «باعتباره أول خروج بعد الجائحة، وكذلك إلى اقتراب العطلة الصيفية، التي تصادف هذه السنة إعادة فتح الحدود البحرية مع اسبانيا بعد سنتين من الإغلاق، والرفع الجزئي للقيود الصحية التي فرضتها جائحة كورونا».
وحول الطلب الكبير على جوازات السفر بالقنصلية أضافت « إن الإجراءات الاحترازية التي رافقت الجائحة جعلت العديد من المواطنين يتأخرون في تجديد وثائقهم خاصة جواز السفر.» وهذه العملية أي القنصلية المتنقلة «تدخل في إطار عمل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في تقريب المصالح الإدارية من مغاربة العالم» تقول المتحدثة.
وقصد تسهيل هذه العملية على أفراد الجالية المغربية المقيمة برانس ومنطقة لامارن شرق باريس، تمت تعبئة كل موظفي القنصلية لهذه المهمة حسب القنصل، وهذه العملية لقيت تجاوبا كبيرا بالمنطقة، والتي تجنب المستفيدين عناء التنقل إلى ضاحية باريس مقر قنصلية فيلموبل.
وتم بهذه المناسبة، تقديم مختلف الخدمات القنصلية كتجديد الوثائق الرسمية (بطاقات التعريف الوطنية، الجوازات، الحالة المدنية، العقود العدلية… إلخ).
وحول هذا الحضور الاستثنائي للمغاربة بهذه المنطقة يقول عبد الخالق الرياحي، رئيس جمعية اوريزون برانس إن «ذلك يعود لسببين: الأول هو توقف المغاربة عن تجديد وثائق السفر، بسبب الجائحة، وهي نفس الظاهرة التي تعرفها فرنسا، التي يتطلب بها تجديد الجواز شهرين للحصول على الموعد تقريبا، والسبب الثاني هو التكلفة والوقت، حيث أن الجميع يريد الاستفادة من القنصلية المتنقلة لقضاء أغراضه الإدارية بتكلفة أقل.»
وأضاف أن هذه القنصلية المتنقلة لقيت حضورا منقطع النظير، واشتغل طاقمها بإشراف السيدة القنصل حوالي 14 ساعة متواصلة، فقد كان مقررا حضور 400 مستفيد طيلة اليوم، لكن استفاد 1500 مواطن، وهو ما جعل طاقم القنصلية يستمر في العمل حتى 22 مساء، بعد أن كان مقررا التوقف في الساعة 17.»
ونجاح هذه العملية «للقنصلية المتنقلة» وتجاوب مغاربة المنطقة معها يعكس التجاوب الإيجابي مع سياسة القرب التي تنهجها القنصلية، والتي طورت أداءها من خلال المواعيد عن بعد، والتوفر على موقع يتضمن كل المعلومات حول إنجاز الوثائق الإدارية. وهو تطور رقمي يواكب التحول الذي تعرفه الجالية المغربية بالخارج التي تشهد أجيالا جديدة نشأت وترعرعت ببلدان الإقامة.
والإقبال على الوثائق المغربية حتى للذين لهم جنسية مزدوجة يعود إلى أهميتها في فترة الجائحة حيث كانت الحدود المغربية مفتوحة فقط في وجه حاملي الوثائق المغربية بالنسبة للحالات القاهرة. ورغم توتر بعض المستفيدين أثناء هذه العملية، نظرا للعدد المهم للحضور أو رغبة البعض في الحصول على أوراقهم الإدارية وبسرعة حتى عند عدم توفرهم على الوثائق المطلوبة، فإن طاقم القنصلية الإداري كان في مستوى تدبير هذه الحالات بمهنية، يقول عبد الخالق الرياحي.
كما شكلت هذه القنصلية المتنقلة مناسبة بالنسبة للقنصل العام، صباح ايت البشير، للتواصل مع مختلف ممثلي النسيج الجمعوي المغربي بهذه المدينة سواء جمعية العمال المغاربيين برانس ورئيسها محمد الحداوي، والتي ساهمت في التنظيم المحلي لهذه القنصلية المتنقلة، أو جميعة «اوريزون» الثقافية التي يترأسها عبد الخالق الرياحي، والتي تعني بالثقافة المغربية، وجمعية «سيام» التي يترأسها حميد المرجاني التي تعني بقضايا المهاجرين الجدد والشبان على الخصوص وتساهم في دعم هذه الفئة من المقيمين.
نجاح كبير «للقنصلية المتنقلة» لصالح مغاربة فرنسا بمدينة رانس
الكاتب : رانس- يوسف لهلالي
بتاريخ : 10/05/2022