رجاء بني ملال .. من طموح الصعود إلى تقهقر غريب يحبط آمال الجماهير

ماذا يقع لفريق رجاء بني ملال؟ تراجع كبير لفريق كان من الفرق المنافسة على إحدى بطاقتي الصعود إلى قسم النخبة. تقهقر الفريق بشكل مفاجئ من الرتبة الثالثة ضمن كوكبة مطاردي الصاعد حاليا، المغرب التطواني، إلى الرتبة السابعة، بعيدا عن صف المطاردة الذي تتزعمه اتحاد تواركة، المرشح الأكبر للظفر ببطاقة الصعود الثانية.
فريق عين أسردون انهزم في ست مباريات متتالية، آخرها بميدانه أمام نهضة الزمامرة برسم الدورة 27 بهدفين نظيفين.
وانطلق مسلسل الهزائم منذ الدورة 23 أمام المغرب التطواني بمدينة تطوان بهدفين مقابل هدف واحد، ثم أمام الرجاء البيضاوي بالضربات الترجيحية برسم ثمن نهائي كأس العرش، أعقبتهما أربع هزائم داخل وخارجه أمام كل من اتحاد وجدة ووداد فاس، فاتحاد الخميسات ثم مؤخرا أمام نهضة الزمامرة. الفريق الملالي تجمد رصيده في 36 نقطة منذ الدورة 22، حين فاز على ضيفه الاتحاد البيضاوي بهدف نظيف. نتائج غريبة… فماذا وقع لهذا الفريق العريق؟
بعض مسؤولي الفريق يبررون هذا الأمر بانهيار الفريق حين أقصي في منافسات كأس العرش أمام  الرجاء، عندما كان قاب قوسين من تحقيق التأهل. وآخرون يضيفون إلى هذا الطرح كون الفريق أجرى ثلاث مباريات متتالية في ظرف أسبوع واحد، حيث انتقل بعد مباراة الكأس إلى وجدة لمواجهة الاتحاد المحلي ثم عاد إلى بني ملال لاستقبال وداد فاس ثم رحل لمواجهة اتحاد الخميسات، وهو ضغط كبير لم يتحمله لاعبون شبان عديموا التجربة.
رئيس الفريق حسن العرباوي له مبرراته الخاصة، حيث أرجع كل ذلك في رسالة صوتية موجهة للمنخرطين – نتوفر على نسخة منها – إلى انعدام الموارد المالية وثقل مهمة تسيير الفريق بدون أموال. أما المدرب محمد علوي اسماعيلي فقد لزم الصمت منذ مباراة الكأس، ودخل في عزلة كئيبة لدرجة أنه أجهش بالبكاء، عقب انهزام فريقه أمام وداد فاس بهدفين مقابل هدف.
لكل مبرراته، ولكل طروحاته يراها من زاويته الخاصة. لكن الأكيد أن تراجع النتائج هو حصيلة الأداء التقني الضعيف داخل الميدان، الذي خاض به الفريق كل هذه المباريات. فمبرر عياء اللاعبين وانهيارهم بسبب ضغط المباريات المتتالية في أسبوع غير مقنع، لأن الفريق لم يسترجع أداءه السابق بعد ذلك رغم فترة راحة دامت لأسبوعين. بل دخل في سلسلة هزائم أخرى في مبارتين متتاليتين بأداء ضعيف جدا، حيث عجز المدرب وطاقمه التقني عن استنهاض عزائم اللاعبين واسترجاع ثقتهم بأنفسهم، فبدوا كأشباح تائهين في رقعة الميدان بدون روح وبدون رغبة في الفوز. أما تحجج الرئيس بنقص في الأموال فالحالة عامة بين جميع الفرق في البطولتين الاحترافيتين الأولى والثانية، ورغم ذلك هناك من من حقق الصعود وهناك من بصم على نتائج باهرة.
وبالتالي فإن الخلل واضح وجلي، تراجع الأداء التقني للفريق بسبب عجز المدرب على تدبير أموره  بعد مباراة الكأس وافتقاده لخبرة تدوير الفريق على مدى مباريات موسم لم يكتمل بعد، بسبب استنفاذ طاقة اللاعبين الجسدية والذهنية، وهذا يؤكد محدودية أفكار المدرب العلوي، رغم أنه شاب طموح ومازال مشواره أمامه للتمرس وكسب التجربة، لكن الفريق الملالي لن يجدد تعاقده معه حيث سينتهي عقده في نهاية الموسم شهر يونيو المقبل حسب ما جاء في الرسالة الصوتية للرئيس.
الفريق الملالي يوجد حاليا في وسط الترتيب برصيد 36 نقطة، وقد يتمكن من الحفاظ على مكانته في هذا القسم، لكن المستقبل يلوح بمشاكل عديدة قد تؤثر عليه سلبا في نهاية هذا الموسم أو مع بداية الموسم المقبل. فإذا تجاوزنا الجانب المالي الذي سيحل قريبا بحصول الفريق على منحة مجلس جهة بني ملال – خنيفرة وقيمتها 300 مليون سنتيم لتسديد متأخرات اللاعبين والتقنيين المتمثلة في راتب شهر أبريل وخمس منح مع بقايا منح التوقيع… فعلى مستوى التسيير تروج أخبار بأن المكتب المسير انقسم إلى ثلاث مجموعات كل واحدة تعمل بطريقتها الخاصة للاستعداد للجمع العام المقبل، تاركين الفريق يتخبط في مشاكله اليومية. أما الرئيس فإنه يردد منذ مدة بأنه سيقدم استقالته من مهمته في نهاية الموسم، وهو ما أكده في رسالته الصوتية داعيا المنخرطين للبحث عن رئيس جديد، مما أدى إلى تشتت المكتب المسير وفتح الباب لهرولة بعض الأعضاء لإعداد الطبخة المناسبة للجمع العام المقبل، رغم أن أربعة أعضاء من المكتب سيقدمون استقالاتهم تنفيذا لمذكرة وزارة الداخلية الخاصة بحالة التنافي المتعلقة بأعضاء المجالس المنتخبة، الذين يسيرون جمعيات رياضية تستفيد من الدعم العمومي.
هذا هو حال فريق عين أسردون منذ عدة مواسم، ما أن يعطي الأمل لجمهوره العريض في بداية الموسم حتى ينهيه بانكسار وتذمر وغضب كبير وآمال تذهب مع سوء تسيير وتصرفات بعيدة عن الرياضة، ليعود الفريق إلى خانته الاعتيادية، ثم يكرر نفس المسار في الموسم الموالي في غياب التغيير المنشود.


الكاتب :   أ-عبد العاطـــي

  

بتاريخ : 11/05/2022