في الدفاع عن الوطن، الإعلام قبل البندقية

عبد السلام المساوي

الحاجة اليوم ماسة لصحافة مواطنة، جادة وجدية تنقل الأخبار الموثوق منها والصحيحة إلى الناس تواكب هذا الإبداع المغربي في مجال مقاومة العدو بوطنية وبتقدير حقيقيين، تقفل الباب على المتسللين سهوا إلى ميدان الصحافة وهم كثر ….فهناك من يصر على أن يظل الوحيد الذي يستفيد من هذا الميدان غير المدر للدخل بالنسبة لأبنائه الأصليين، الوفير الأرباح بالنسبة لعدد كبير من المتسلطين عليه …
الحقيقة، التي انكشفت اليوم، أكدت حاجتنا لإعلام وطني، مواطن، قوي، موجود في كل مكان من المغرب، متمكن من المهنة وأجناسها وأدواتها، حرفي التعامل، سريع التجاوب، لا يترك لأعداء الوطن ولا للطابور الخامس الفرصة مهما كانت صغيرة لترويج الأكاذيب .
هذا الإعلام نستطيع صنعه وتشجيعه إذا امتلكنا جرأة الإيمان النهائي والتام بأن المعركة الإعلامية تسير مع المعركة السياسية ومعارك الوطن جنبا إلى جنب .
إن الدفاع عن الوطن، هو أساس وجود الإعلام، وأن ما عدا هذا الأمر من تنويعات هي أشياء إضافية أو نافلة، تتوارى إلى الخلف حين المعارك الكبرى …وفي اللحظات المصيرية يصبح الإعلام قبل البندقية والطائرة والصاروخ أداة المواجهة الأولى .
هنا – وهاته يجب قولها بكل بصراحة – الحكاية الوطنية تختلط في أذهان بعض من يكتشفون الصحافة في الزمن المتأخر والميت من أوقاتهم بالدفاع عن الرواية الرسمية .
لا يستطيع هؤلاء أن يميزوا بين دفاع مستميت عن الوطن ، وعن قضايا الوطن، وبين الخلاف أو الاختلاف العادي في الأيام العادية حول قضايا محلية يفرقنا تدبيرها ولا نحقق حولها الإجماع ولا نريد لهذا الإجماع أصلا أن يكون لأنها قضايا خلافية، عكس قضايا الوطن الكبرى .
أن تصرخ بنفس الحماس وبنفس القوة دفاعا عن وطنك، مثلما يفعل آخرون أثناء الدفاع عن فلسطين أو عن العراق أوعن سوريا أو عن ميانمار أو عن مسلمي الروهينغا، أوضد رسامي شارلي إيبدو أو عن أنصار لهم في بلدان أخرى يعتبرون أنهم ملزمون بمساندتهم، لا يعني أنك بوق رسمي، ولا يعني أنك مأجور ولا يعني أنك تتلقى مقابل ما تكتبه من قناعات في هذا الصدد .
قد يكون الأمر فقط دفاعا من جانبك عن وطنك، لأنك تعتبر هذا الوطن أغلى ما لديك، وتعتبر الدفاع عنه بوسيلتك وبمهنتك الشيء الوحيد الذي يمكنك أن تقدمه له في لحظات الضيق والشدة التي يمر منها .
كيف السبيل إلى إقناع من لا يقتنعون أصلا بأي شيء أن هذه البديهية على بساطتها قد تكون هي تفسير كل الأشياء ؟
لا ندري، ولا تكترث كثيرا بطريقة الإقناع هاته ولا حتى بجدواه . هناك ما هو أهم : هذا الوطن المستهدف من أكثر من جانب، والذي لا ينتظر من أبنائه الأصليين إلا الوقوف معه دون أي قيد أو شرط، مثلما تفعل كل الأجناس مع أوطانها، بكل اختصار ….
قال الملك محمد السادس، في خطاب لمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء عبارته الشهيرة : « لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع، فإما ان يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، إذ انتهى وقت ازدواجية المواقف « .

الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 14/05/2022

التعليقات مغلقة.