في انطلاق فعاليات الدورة ال22 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة:الحبيب المالكي يعتبر السينما رافدا أساسيا في إثراء الثقافة الإفريقية

بعد توقفه الاضطراري بسبب جائجة «كورونا» خلال الفترة الماضية، انطلقت مساء أول أمس السبت فعاليات الدورة ال22 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، التي تنظم إلى غاية 4 يونيو المقبل. الدورة استهلت بكلمة رئيس مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة – الجهة المنظمة- الحبيب المالكي، وذلك خلال حفل الافتتاح، جاء فيها أن المهرجان أصبح بمثابة « علامة بارزة « في المشهد الثقافي الإفريقي، معتبرا أن احتضان المملكة لهذه التظاهرة « يظل عربونا، على وجودها في قلب إفريقيا، و على وجود إفريقيا في قلوب المغاربة «، مستحضرا في هذا الصدد مضامين الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك بأديس أبابا أمام القمة 28 للاتحاد الافريقي، و الذي جاء فيه على الخصوص أنه « في الوقت الذي تعتبر فيه المملكة المغربية من بين البلدان الإفريقية الأكثر تقدما، و تتطلع فيه معظم الدول الأعضاء إلى رجوعنا، اخترنا العودة للقاء أسرتنا. و في واقع الأمر، فإننا لم نغادر أبدا هذه الأسرة» .
و أبرز الحبيب المالكي في كلمته روح السينمائي المغربي الكبير الراحل نور الدين الصايل الذي يعتبر « أحد رواد هذه التظاهرة ( المهرجان ) ممن ساهموا في استدامتها و انتظامها و إثرائها «، مؤكدا أن الفقيد كان له « إسهام نوعي و حاسم و عملي في رسوخ المهرجان و استمراريته «.
وأكد المالكي، في كلمته، أهمية السينما التي يمكن أن تكون رافدا أساسيا في إثراء الثقافة الإفريقية وتقديمها للعالم، داعيا المؤسسات المالية الافريقية إلى تمويل المشاريع السينمائية الجادة والكبرى، واعتبار الاستثمار في الثقافة استثمارا استراتيجيا بمردوديته المجتمعية والحضارية.
وقال الملكي إن هذا المهرجان استمر، منذ انطلاقه، إطارا للتفاعل و التواصل الحضاري و الثقافي بين المبدعين و الفنانين و المثقفين الأفارقة، و منبرا لاستحضار الإسهام الثقافي ( من باب السينما تحديدا )، الذي قدمته، و تقدمه، القارة الإفريقية في تطور الحضارة الإنسانية.
و في السياق ذاته اعتبر الكاتب العام لوزارة الشباب و الثقافة و التواصل – قطاع التواصل، مصطفى التيمي، في كلمة له باسم الوزارة أن هذه الدورة من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، تؤكد مرة أخرى « العمق الإفريقي للمملكة المغربية في بعده الثقافي و الفني و السينمائي، و الذي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يعبر عنه في مختلف الملتقيات الوطنية و القارية و الدولية.
وأشار إلى أن هذه التظاهرة السينمائية تكتسي رمزية خاصة باعتبارها تساهم، منذ دورتها الأولى، في إغناء النقاش السينمائي في القارة، و إبراز تفاعل المغرب مع عمقه الافريقي في إطار التعاون جنوب- جنوب.
و أوضح أن السينما الإفريقية تظل في حاجة لاستثمارات مهمة لتطويرها و تمكينها من مواكبة التطورات التي تشهدها السينما العالمية في العصر الرقمي، بما يمكنها من المساهمة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للقارة، و الاضطلاع بدروها في التعريف بثقافة المجتمعات الإفريقية.
و يتنافس في هذه الدورة، التي تحل السينما البوركينابية ضيف شرف عليها، 13 فيلما من 12 بلدا إفريقيا في المسابقة الخاصة بالفيلم الروائي الطويل هي ( أوليفر بلاك ) للمخرج توفيق بابا، و فيلم ( خريف التفاح ) للمخرج محمد مفتكر ( المغرب )، و ( باندسكينز ) لنرسيس و اندجي من الكاميرون، و ( لانغي، الراوبط المقدسة ، لمحمد صلاح هارون، من تشاد، و ( ماسودي ) لايمانويلروتوباممبايدي من بوركينافاسو، و ( أرغو، حلم ) لعمر بلقاسمي من الجزائر، و ( أ تيست أوف أور لاند ) لأمولي يوهي من رواندا، و ( الخط الأبيض ) لديزيريكاهيكوبو من ناميبيا، و ( مامي واتا ) لكريستيان ثيام من السنغال، و (ماريا كريس تو ) لبول .س. ويلو من زامبيا، و ( ليلة الملوك ) لفيليب لاكوت من كوت ديفوار، و ( طلعت حرب ) لمجدي أحمد علي من مصر.
وتضم لجنة تحكيم هذه المسابقة التي يترأسها المخرج المغربي سعد الشرايبي، كلا من حمادي كيروم ( المغرب )، و كانتاراماغاهيجيري ( رواندا )، و ماغيي كاسي ( السينغال )، و خالد الحجر ( مصر ).
و بخصوص مسابقة الأفلام الوثائقية التي تضم لجنة تحكيمها كلا من ليا مال تيري ( الكاميرون )، و خلود البطيوي ( المغرب )، و أيمن الجليلي ( تونس )، فتتبارى على جائزتيها ثمانية أفلام تمثل سبع دول إفريقية ضمنها فيلمان مغربيان هما « في البيت « لكريمة السعيدي، و ( مرايا منكسرة ) لعثمان السعدوني، و أفلام (The letter) لميا ليكو من كيينا، و (Garderie nocturne) لماموني سانو من بوركينا فاسو، و (Marcher sur l’eau) لعيسى مايغا من النيجر، و (When a farmgoesaflame) لجيد توم اكينليمينو، من نيجيريا، و ( FromMeir,to Meir)، لماغي مرجان من مصر، و(Zabou) لعبدولايأسكوفاري من مالي.
هذا، و قد انطلق حفل افتتاح هذه الدورة السينمائية الدولية على إيقاعات موسيقية إفريقية، بحضور سفراء أفارقة معتمدين بالرباط، و مسؤولين و رجال و نساء من عالم الفن و الثقافة، بتكريم روح الراحل نور الدين الصايل، الرئيس السابق لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، إلى جانب المندوب العام السابق للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بوغادوغو (فيسباكو) ببوركينا فاسو، السيد سوما أرديوما.
تجدر الإشارة إلى أنه إلى جانب هاتين المسابقتين، يتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم ندوة رئيسية حول « قضايا تمويل الإنتاج السينمائي بإفريقيا «، إلى جانب ندوة ثانية تحت عنوان « السينما الإفريقية و مسألة اندماج المهاجرين الأفارقة « تستهدف بالأساس نزلاء المؤسسات السجنية من أصول افريقية. كما أن فقرة ستختتم بتكريم الممثل المغربي محمد الشوبي في اليوم الأخير من المهرجان (4 يونيو).


الكاتب : «الاتحاد الاشتراكي»

  

بتاريخ : 31/05/2022