بعدما كان مهندس التتويج القاري الثالث … المترجي يحصد ثمار اجتهاده ويفي بوعده لجماهير الوداد

سابق زهير المترجي الزمن للحاق بالمباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا في كرة القدم، ووفى بوعده لجماهير فريقه الوداد البيضاوي، بتسجيله هدفي الفوز في مرمى الأهلي المصري، مساء الاثنين في مركب محمد الخامس بالدار البيضاء.
وحامت الشكوك حول مشاركة المترجي (26 عاما) في النهائي، بسبب إصابة تعرض لها قبل لقاء الوداد مع بترو أتلتيكو الأنغولي في إياب الدور نصف النهائي، قبل أن يخضع لبرنامج تأهيلي خاص، لاسيما وأن الفريق افتقد للجناح الليبي مؤيد اللافي بسبب قطع في الرباط الصليبي.
وقال المترجي بعد تأهل الوداد إلى النهائي «سألعب المباراة النهائية ولو بنصف قدم».
وكسب مدرب الوداد وليد الركراكي الرهان على المترجي، الذي افتتح التسجيل من تسديدة صاروخية استقرت في شباك الحارس الدولي المصري محمد الشناوي في الدقيقة 15، ثم عزز تفوق «وداد الأمة» مطلع الشوط الثاني، متابعا عرضية أيوب العملود في الشباك المصرية (48)، ليحرم الأهلي من تعزيز رقمه القياسي ويقود الوداد إلى لقبه الثالث بعد 1992 و2017.
وقال بعد المباراة «سنقاتل دائما من أجل الجماهير ونعدهم بتحقيق البطولات. سنسعى بقوة لتحقيق الثلاثية هذا العام».
وعن هدفيه، أضاف «قبل افتتاح التسجيل، تذكرت هدفي بالأهلي في القاهرة (1 – 3 في إياب نصف النهائي 2020) وفكرت بالتسديد بالطريقة نفسها، ووقتها سجلت وخسرنا، أما اليوم فقد سجلت وتوجنا باللقب».
وحرم الوداد ضيفه الأهلي من كتابة التاريخ والتتويج باللقب للمرة الثالثة تواليا والحادية عشرة في تاريخه، وأكد هيمنة الأندية المغربية على المسابقتين القاريتين لهذا الموسم، بعدما كان نهضة بركان قد توج بلقب كأس الاتحاد (الكونفدرالية) الأسبوع الماضي.
وينحدر المترجي من مدينة الدروة بإقليم برشيد، وترعرع في مدينة الدار البيضاء وسط عائلة تعرف بتشجيعها للقطب الأحمر في المدينة.
وبدأ مزاولة اللعبة في أحياء الدار البيضاء، قبل أن يلتحق بالفئات العمرية في الوداد، حيث أبان عن موهبة مميزة في خط الهجوم إذ يجيد اللعب كرأس حربة صريح أو كجناح أيسر.
وفي العام 2014، تم إلحاقه بالفريق الأول وهو في الثامنة عشرة، كما لعب مع المنتخب الوطني للفتيان. ولفت أنظار كشافين أوروبيين في تلك الفترة، وذكرت تقارير صحافية أن يوفنتوس الإيطالي مهتم بخدماته.
وقرر النادي الأحمر بعد ذلك إعارته إلى حسنية أكادير في موسم 2016 – 2017، حيث خاض 11 مباراة، ثم أعير إلى أولمبيك خريبكة في الموسم التالي، وقدم مستوى مميزا بتسجيله 10 أهداف في 24 مباراة.
ومع عودته إلى الوداد، مر اللاعب بفترات متفاوتة، حيث لم ينسجم مع الفريق في الحقبة الأولى للمدرب التونسي فوزي البنزرتي، الذي قرر استبعاده بسبب ضعف الأداء في بعض المباريات التي شارك فيها كبديل. لكن «شيخ المدربين» أعاده تدريجا إلى أجواء الفريق، حيث تألق على نحو لافت ليحجز مكانا في التشكيلة الأساسية.
وعانى اللاعب من تذبذب الأداء وانتقادات الجماهير في موسم 2019 – 2020، حيث صب مناصرو الفريق غضبهم عليه أثناء مباراة الدفاع الجديدي، بعدما عمد إلى نزع قميصه ورميه على الأرض. وتم إدخاله إلى المستشفى حينها بعد ضرب يده على طاولة زجاجية ما تسبب بجرح عميق، وذلك على إثر قرار إدارة النادي بإبعاده عن الفريق الأول وإلحاقه بفريق الرديف.
وطالبت الجماهير حينها بتسريح اللاعب، كما خططت إدارة النادي لبيعه الصيف الماضي.
ونشر المترجي آنذلك مقطعا مصورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقال متوجها للجماهير «مرة أخرى أعود لأطلب منكم الصفح عما بدر مني سابقا . كل واحد منا معرض للخطأ، وأنا هنا أكرر اعتذاري وأعدكم بعدم تكرار هذا السلوك مستقبلا «. وأضاف «أحتاج دعمكم وسأقد م كل ما أملك من جهود لإرضائكم».
ومع عودة البنزرتي للإشراف على الفريق الموسم الماضي، أبدى ثقته بالمترجي وراهن عليه. وتبدلت آراء الجماهير التي كانت تطالب بتسريحه، حيث سجل 10 أهداف في 18 مباراة في البطولة المحلية، وتعزز بقاء اللاعب في ناديه الأم بعدما وقع الاتحاد الدولي على عقوبة ضد النادي، قضت بمنعه من التعاقدات.
وفي الموسم الحالي، تألق اللاعب وسجل في الدوري الاحترافي هدفين في 11 مباراة خاضها، وفي البطولة الإفريقية 5 أهداف في تسع مباريات، بما في ذلك هدفا النهائي، ليفي بوعد قطعه للجماهير.


بتاريخ : 02/06/2022