بعد غياب دام سنتين بسبب جائحة كورونا، التأم بمنطقة «إمي نتاتلت» بالجماعة الترابية بن يعقوب – قيادة أقايغان – باقليم طاطا، على امتداد ثلاثة أيام – بين 1 و3 يونيو 2022 – الموسم الديني السنوي «سيدي محمد بن يعقوب»، والذي يشكل مناسبة لتوافد عدد كبير من الزوار ومريدي الزاوية من مختلف جهات المملكة، والمناطق المجاورة، بالنظر إلى قيمته الرمزية على المستوى الديني والاقتصادي.
ويمثل الموسم محفلا دينيا يجتمع فيه الفقهاء وطلبة المدارس العتيقة، وحملة كتاب الله، من أجل قراءة وتلاوة القران الكريم والأمداح النبوية، كما يعد فرصة لاستحضار مناقب الولي الصالح في جو ديني مفعم بالإيمان ، وخلال أيام الموسم تنشط حركة البيع والشراء، إذ يتمكن الوافدون والزوار القادمون من مناطق بعيدة، من اقتناء المنتوجات المحلية واكتشاف ما تزخر به المنطقة من تقاليد وعادات ضاربة في عمق التاريخ.
وبخصوص المنتوجات المحلية، فهي تشمل، بالأساس، الزرابي والملابس التقليدية والمجوهرات الفضية وتمور المنطقة المعروفة بجودتها العالية، فضلا عن بعض الفواكه الجافة وغيرها. وبالتالي تعتبر هذه الأيام الثلاثة، بالنسبة للساكنة المحلية، مناسبة للتخلص – ولو نسبيا – من تداعيات الجفاف الذي تعاني من وطأته المنطقة بشكل حاد، والتي انضافت إليها الأزمة الشديدة التي فرضتها جائحة كورونا منذ أزيد من سنتين.
هذا ويتميز موسم سيدي محمد بن يعقوب – مقارنة بمواسم أخرى – بكونه «محفلا سنويا للتصوف»، حيث يفد إليه عدد من رجال التصوف، خاصة من مناطق سوس ـ وتكون فرصة لتسليط الضوء على «عالم التصوف» أمام طلبة المدارس العتيقة وغيرهم من الباحثين عن معرفة بعض أسرار «مسلكيات الزهد والتصوف التي طبعات مسارات شخصيات عديدة بالمنطقة خلال القرون الماضية»، كما تشهد على ذلك عشرات الوثائق ذات الصلة، والتي مازالت لم تبح بكل ما تختزنه من معطيات وإضاءات تاريخية.
وأثناء فعاليات الموسم يتم، أيضا، ختم القران الكريم، كما تتخلله تلاوة الأمداح النبوية من طرف طلبة المدارس العلمية العتيقة، ويشكل، أيضاً، مناسبةً لإبراز المعالم الدينية والتعريف برجالات المنطقة ذات الثراء التاريخي المميز.
التأمت فعالياته مجددا بعد أن غيبتها جائحة كورونا … موسم «بن يعقوب».. ملتقى ذو قيمة رمزية على المستوى الديني والاقتصادي

بتاريخ : 07/06/2022