الذي جرى – ويجري – بجماعات قروية عديدة تابعة لدائرة إغرم عامة، وفي دواوير جماعة النحيت إقليم تارودانت خاصة، خلال شهري أبريل وماي 2022، وبداية شهر يونيو الجاري ، من إبادة لأشجار اللوز وشجر الأركان وإتلاف لممتلكات الساكنة، من قبل رعاة رحل يعد بمثابة «الجريمة» الحاملة في طياتها لكل أسباب القلق من عواقبها الوخيمة على أكثر من صعيد؟
هكذا تم إطلاق العنان لجحافل الجمال وقطعان الماعز والخرفان الجائعة لتقضي على الأخضر واليابس من شعير ولوز وكذا شجرة الأركان، حيث تم تكسير أغصانها وأكل ثمارها، وهي الشجرة المحمية دوليا، واستنزاف مياه «المطافي» التي يختزنها السكان كلما سقط المطر بين فترات جد متباعدة، مع استهداف النباتات المجاورة للقرى ومنازلها. بل إن هؤلاء المعتدين يقومون بتهديد كل من طلب منهم الابتعاد عن أشجاره وفدادينه المجاورة لمنزله أو «مطفيته» المختزنة لمياه شربه وأسرته، ليكون مصيره الضرب وإرساله للمستعجلات، كما حدث، على سبيل المثال لا الحصر، للسيد احمد اكنو من دوار تامالوكت، الذي طلب من أحدهم الابتعاد عن مكان استنبت فيه النعناع وبعض الخضر، وحيث تتواجد أشجار اللوز و الأركان، فكان الجواب من ثلاثة رعاة آخرين الذين أشبعوه ضربا وبالحجارة على ظهره إلى أن أغمي عليه ليتم نقله إلى مستعجلات مستشفى المختار السوسي بتارودانت، كما قاموا بكسر الزجاج الأمامي لسيارتين وزجاج واجهة متجر بدوار «تالات افرض» بنفس الجماعة.
«في السياق ذاته تتعرض النساء والفتيات للتحرش الجنسي اللفظي المستفز أمام منازلهن في كل الدواوير» تفيد مصادر من عين المكان، لافتة إلى «تدخل شيخ المنطقة ومقدميها غير ما مرة، لكنهم يواجهون بوابل من الحجارة من قبل المعتدين، كما تدخل أفراد من القوات المساعدة، وتمت مواجهتهم أيضا بالحجارة؟ رجال الدرك، من جانبهم، شوهدوا ليلة 01/06/2022 قرب ملعب دوار ايت عيسى، يتحاورون مع المسؤول عن جحافل القطعان، دون أن يسفر ذلك عن إجلاء ولو نعجة واحدة، ليستمر الاحتلال الجديد في شهره الثالث لأراض ودواوير بجماعة النحيت»؟
«إن ما يقوم به هؤلاء الملثمون من رعاة الإبل والأغنام والماعز، في حق السكان المستضعفين، من النساء والشيوخ والأطفال، سواء بالنحيت أو بجماعات والقاضي وتيسفان وامي نتيرت وتوغمرت وأضار…، من اعتداء وترويع أجبر العديدين على البقاء في منازلهم، خوفا من بطش هؤلاء الملثمين، يثير أكثر من تساؤل بشأن نجاعة التدخلات الأمنية من قبل السلطات المختصة؟ «تضيف المصادر نفسها، مشيرة إلى «أن المنطقة تعيش احتقانا غير مسبوق، تناقلت أصداءه وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حذر العديد من المنحدرين من هذه الربوع، من تبعات ما يحدث من اعتداءات تستوجب تدخلا صارما من قبل الجهات المسؤولة، محليا، إقليميا ومركزيا»، مطالبة بـ «إعمال القانون ومعاقبة المعتدين، بعيدا عن أية مظلة نفوذية كيفما كانت طبيعتها».
«إن ما تعرفة جماعة النحيت، والجماعات المجاورة ، من سلوكات بلطجية مستفزة ، جعلت بعض كبار السن يتساءلون بحرقة كبيرة: أهذا ما يستحقه هؤلاء السكان المسالمون، والذين سبق لأجدادهم مواجهة الاستعمار دفاعا عن المقدسات؟ «تتابع المصادر عينها، محيلة، بهذا الخصوص، على مؤلف» قبيلة اداوزدوت.. المجال والذاكرة»، والذي استعرض ما لقيه السكان من «تنكيل سنة 1952 لما أقاموا دعوى ضد المستعمر الذي أراد أن يحول أراضيهم إلى أراض غابوية، وكان الأستاذ البشير بن العباس رحمه لله، محاميا لهم في القضية، وتم الزج بممثلي السكان في سجن عين مومن، دون إغفال مساهمة عدد من أبناء المنطقة في بناء الاقتصاد الوطني كرجال أعمال و موظفين وعمال وتجار…».
هذا وأشارت المصادر نفسها إلى تنظيم «وقفة احتجاجية أمام قيادة والقاضي والقيام باتصالات مباشرة بالعمالة. وبتاريخ 03/06/2022 أرسل عامل الإقليم لجنة إقليمية مرفوقة بحوالي عشرين من أفراد القوات المساعدة، إضافة إلى دركيين من مركز إغرم، وقاموا بزيارة أغلبية الدواوير ووقفوا على الخسائر المادية والمعنوية الناجمة عن اعتداءات الرعاة الملثمين، و تم إجبار «المستثمر المسؤول عن هذه الجحافل «على أداء جزء من الخسائر، مع تحرير التزام بالمغادرة، والذي تتنظر الساكنة المحلية الحرص على تنفيذه ميدانيا بشكل مستعجل، في أفق تقديم الجناة المعتدين أمام المحكمة، إحقاقا للعدل وإنصافا للمتضررين، وتخفيفا من أجواء الاحتقان السائدة بالمنطقة».
بجماعة النحيت والجماعات المجاورة بإقليم تارودانت : اعتداءات الرعاة الرحل على الساكنة وممتلكاتها تتواصل ومطالب بإنصاف المتضررين والقطع مع «سياسة اللاعقاب»

الكاتب : محمد مستاوي
بتاريخ : 08/06/2022