أسطورة الخلق ومصير الإنسان من البداية إلى النهاية
«اثنان»، فيلم درامي نفسي وفلسفي برموز ودلالات وإحالات كثيرة توجب فكفكتها لفهم المغزى من ورائها وما تود مخرجة العمل، مار تارغارونا، إضافةً إلى مؤلفيه الثلاثة كوكا كانال وكريستيان مولينا ومايك هوستينتش، قوله. فيلم بسينماتوغرافية ناجحة سواءً لناحية الإضاءة والموسيقى التصويرية وأداء الممثلين والتوتر الذي تخلفه كل هذه العناصر مجتمعة والقصد من وراءها، بالرغم من إمكانيات الإنتاج المتواضعة التي تطلبت 8 سنوات للحصول على التمويل اللازم.
70 دقيقة من الإثارة وإعمال فكر المشاهد في محاولة اكتشاف السر وراء ما يحدث. رحلة مدتها 70 دقيقة تأسر العقل والقلب وتدخل المشاهد في متاهة وجو من الضبابية والمبالغة والغموض والترقب بغية الوصول مع البطلين إلى الحقيقة النهائية لما يحدث. نسير مع البطلين من خلال ما يرونه ويكتشفونه، وليس هناك إمكانية للقفز إلى استنتاجات إلا عبر ما تراه الشخصيتان وتتحركان صوبه. إننا نرى من خلال عيني البطلين فقط. فيلم وكأنه خارج من لوحة رسام، أو لكأن الأحداث دور في إطار خشبي للوحة رسمها فنان ساخر، والممثلان بجسديهما لكأنهما لوحة معلقة على جدار ويتحركان بداخلها دون القدرة على الفكاك من اللوحة والإطار والهرب إلى العالم الخارجي.
وأي محاولة لتفسير أحداث الفيلم وفق منطق تسلسلي ستبوء بالفشل. فالفيلم يسرد قصة خارجية ليقول أشياء أخرى، ولذلك يعتبر الخوض في النقاشات عقيمًا، حيث الكثير من الأسئلة ليس لها أجوبة، سيما وأن مسار الأحداث ملتوي أساسًا ومتناثر في جهات عدة.
حتى المكان، الغرفة الصغيرة، برموزها وتصميمها لتبدو وكأنها لوحة مرسومة بدقة وكل تفصيل فيها له حكاية. ما من عبث في اللوحة، كل مشهد له حكاية، كل قطعة لها قصة، وكل الحكايا والقصص مترابطة بحالة البطلين ومسارهما. إنه فيلم بمثابة حرفة وتجربة سينمائية يعتمد على المسار والرحلة أكثر من اعتماده على القصة والسرد والخاتمة الواضحة. موسيقى موزارت الجنائزية في منتصف الفيلم أنذرت بالموت المحتم. لوحة الرسام فرانشيسكو غويا المعنونة «Se Repulen» التي تبدو وكأنها حلم من الأحلام. حلم يشبه الحياة البشرية على الأرض، حلم قاس وساخط وظلامي وكله رياء وكذب وفساد «يحفره وينقشه» غويا بمبضعه، حيث مسخ يقص بالمقص ضفائر مسخ أخر.
الحكاية
ديفيد (بابلو ديركوي) وسارة (مارينا غاتيل) شخصان غريبان لا يعرفان بعضهما البعض، يستيقظان سويًا ليجدا نفسيهما في نفس السرير عراة وقد تم تخديرهما وخياطة جلدهما ببعضهما البعض بواسطة عملية جراحية من ناحية البطن. إنهما عالقان الأن في غرفة نوم دون أي إمكانية للفرار، مع صعوبة شديدة في التذكر، ودون معرفة ماذا حصل لهما أو من فعل هذه الفعلة بهما. وتبدأ أحداث القصة بالتراكم والتصاعد حيث يحاولان فك الألغاز التي أودت بهما إلى الحالة تلك والنجاة من المأزق الذي يرزحون تحته.
هناك اختلافات كبيرة بين الشخصيتين. تتكشف صفات كل شخصية تباعًا. هي وهو. هما مختلفان ولكن هنالك صفات تجمعهما أيضًا. ديفيد يشعر بالوحدة ولديه تعلق واشتياق لكلبه «غولدي»، وسارة تزوجت من رجل شكاك وغيور لتفادي العزلة والوحدة أيضًا. كلاهما يحتاج إلى الحب أو ينقصه الحب. ديفيد لديه سجل حافل بالجرائم، وسارة لديها سجل حافل بالخيانة.
وسرعان ما يكتشفان أنهما ولدا في نفس السنة والشهر واليوم! يقبّلان بعضهما البعض ويمارسان الجنس، وتكون الصدمة حين يكتشفان أنهما أخوة وقد ولدا كتوأم وأجسادهم مرتبطة ببعضها وأجريت لهما عملية جراحية لفصلهما. ماتت والدتهما أثناء الولادة، ووضع الوالد في مستشفى الأمراض العقلية، بينما ألحق الطفلان في دار الأيتام الاجتماعية.
المشتبه به الأول هو زوجها ماريو، وتصفه بكونه عنيف وشكاك تتملكه الغيرة والريبة من خيانتها ولذلك فعل ما فعل بغية الانتقام. لكن سرعان ما نكتشف أن هذا السيناريو لم يحصل. إنه والدهما، الذي لم يعرفوه طوال حياتهما، وراء هذه الفعلة الشنيعة. والد مضطرب يريد إعادتهما إلى طبيعتهما الأولى بكونها «طبيعة أفضل» من الحالة التي هما فيها الآن، أي حالة «الانفصال الفردي». لكنه والد «محب» حيث يقدم لهما الطعام والشراب والدواء في إشارة إلى أنه يبتغي لهما الحياة لا الموت.
ويرى الوالد أن كليهما ضعيف فيما لو عاشا منعزلين لوحدهما، ويرى بأنهما سيشكلان ثنائيًا سعيدًا فيما لو أعيد ارتباطهما مجددًا وسيصبحان أكثر قوة ومثالية! لكن وراء هذا التفكير الجنوني لوالدهما تكمن ذرة من الحقيقة. سارة بحاجة إلى شريك في حياتها يجعلها تشعر بالحب والأمان، رجل معطاء يشبعها من العطف ويرضي أحاسيسها التواقة إلى الحب (كانت تمتلك مسدسًا بهدف قتل زوجها ربما). وكذلك يميل ديفيد غريزيًا إلى إعطاء الحب لمن حوله: يمكننا أن نرى ذلك في كيفية تفاعله مع كل لحظة صعبة تمر فيها سارة، ويحاول تهدئتها على الدوام واحتواءها وتقبيلها بحرارة.
إذًا، يحتاج الاثنان إلى الاعتماد على شخص ما، شريك ما، أو كما يقال «نصفه الآخر»، وذلك بالتحديد الهدف من وراء خطة والدهما المنحرفة والتي تجلت بحياكتهما سويًا مما سيمكنهما من العيش حياة كاملة معًا متحدين «كأخوة». فهل عاد الوالد بهدف لم شمل أسرته التي سلبت منه؟ وهل أجرى الوالد عدة تجارب على الحيوانات وطبقها على أبناءه بغية إعادة أسرته إليه؟ وهل هي فكرة لا زالت راسخة في عقل الوالد وتم تثبيتها في ذهنه منذ لحظة جنونه وحتى خروجه أو هروبه من مستشفى الأمراض العقلية؟
يذكر الوالد، المدعو أوسكار، حالة «التوأم السيامي»، وهم أشخاص ولدوا وأجسادهم ملتحمة ببعضها البعض وعاشوا حياة سعيدة سويًا حتى مماتهم (أشهر تواءم السيامي هما تشانغ وإنغ بانكر المولودان في مدينة سيام عام 1811 وقد صارت تسمية الحالات المشابهة نسبة لإسم عائلتهما. وكذلك التوأم البريطانيان ديزي وفيوليت هيلتون عام 1920).
سيناريوهات مفتوحة
يمكن لأحدهم القول بأن والد سارة وديفيد، والمدعو أوسكار ماشيدي، هو من قام بقتل الزوج ماريو الذي قام بتمويل عمليات الاختبار الجراحي وكان يهدف منها للإنتقام من زوجته سارة. ثم وبدافع الحب لابنته سارة، وبدافع الحقد على ماريو صهره المعنف، قام الوالد أوسكار ماشيدي بتصفية الزوج. هذا السيناريو المنطقي يمكن المجادلة به، وكما يمكن طرح أكثر من سيناريو لتفسير الفيلم وتأويله.
تقودنا الأسماء في الفيلم إلى العبر والرموز والخلاصات النهائية. وبما لا يحتمل الشك، فإن التفسير الديني للفيلم لا يمكن أن تشوبه شائبة
لكني شخصيًا أفضل الركون إلى أن ثيمة الانتقام تفقد معناها في الفيلم إذ لا داعي لها. فلو كانت المسألة مجرد مسألة انتقام لكنا أمام سيناريوهات عدة منها القتل أو خياطة جسد سارة بجسد امرأة أخرى أو خياطة جسدها مع حيوان. لكن الثيمة الأساسية تكمن في خياطة جسد امرأة (الين) بجسد رجل (اليانغ) حسب معتقد الديانة الطاوية، وحيث ينبثق من مزيجهما العالم الكلي والطبيعة. إنها خياطة تحيل إلى الأصل، إلى الخلق البشري الأول. فبالرغم من انفصال الطفلين عند ولادتهما، غير أن روحهما ومصيرهما ظلا مرتبطين ببعضهما البعض. لقد جاءا سويًا إلى الحياة ورحلا سويًا.
من هنا يمكن الكشف أن ولادتهما كتوأم لا تحيل إلى كونهما أخوة، بل تحيل إلى بداية الخلق، إلى آدم وحواء، إلى تلك الازدواجية التي خلق بها الإنسان، والتي ربما كانت نشأة بأجساد متلاحمة. ومن هنا يمكن التأكيد بأن العري مبرر في الفيلم كونه يحمل معنىً ما يحيل إلى أن آدم وحواء خُلقا عراة، وأن الإنسان في جنة عدن يكون عاريًا.
أسطورة الخلق
يحدد الوالد فقرة من الكتاب المقدس، في سفر إشعياء، ورد فيها ما يلي «فيسكن الذئب مع الخاروف، ويربض النمر مع الجدي، ويعيش العجل والشبل والماشية المسمنة معًا، وصبي صغير يسوقها». لكن سارة وديفيد لا يعرفان معناها. إنها دلالة على الحياة غير الفاسدة التي وعد الله بها البشر. حياة مليئة بالعدل والمحبة والسلام والحقيقة، حياة كانت سائدة في جنة عدن قبل سقوط الإنسان من مملكة الرب إلى الأرض بفعل الخطيئة. في جنة عدن لم يكن هناك وجود للعدوانية والتوحش، وكانت تعيش الحيوانات مع بعضها البعض ويسكن الأسد مع الأرنب والذئب مع الخاروف والدجاجة إلخ..
لذلك أراد الوالد تحقيق النبوءة، فبالنسبة له الحالة الطبيعية للإنسان هي حالة الالتحام وليست حالة الانفصال التي تعيشها البشرية منذ ارتكابها الخطيئة وانفصال الإنسان إلى جزأيه/ الرجل والمرأة. الوالد يسعى إلى إعادة حالة الترقي للإنسان التي كان يتمتع بها آدم وحواء في الفردوس حيث لا وجود لأشرار يأكلون الأبرار. وترميز «صبي صغير يسوقها» تشير إلى قصد الوالد الجلي بإعادة ديفيد وسارة إلى حالة الطفولة، لأن الأطفال أول من يدخلون الجنة وملكوت الله لانهم ذات طبيعة نقية.
ومن هنا يمكن معرفة السبب الكامن وراء تسمية البطل «ديفيد» ومعناه بالعربية «داوود» لأن الله اختار النبي داوود وأجلسه على كرسي ملكوته، بالرغم من أخطاء داوود الكثيرة فإنه كان يسرع إلى التوبة من الله، بحسب اليهودية. وشخصية ديفيد في الفيلم إنما هي شخصية صاحبة أخطاء كثيرة وقد اعترف بها ديفيد بلسانه. من هنا يمكننا التكهن أن الوالد أوسكار إنما هو صاحب مشروع ديني خلاصي أخروي، وقد قام بما قام به ليس بفعل اضطرابه النفسي فقط، وإنما سعيًا وراء تحقيق نبوءة دينية ظنًا منه أن العملية الجراحية التي فصلت طفليه عند الولادة إنما كانت تجديفًا بحق الرب ومعارضة لإرادة الإله.
إن صح وصف المشهد الختامي للفيلم، فيمكن وصفه بكونه «عملًا فنيًا مسرحيًا راقصًا تعبيريًا معاصرًا»
تقودنا الأسماء في الفيلم إلى العبر والرموز والخلاصات النهائية للفيلم. وبما لا يحتمل الشك، فإن التفسير الديني للفيلم لا يمكن أن تشوبه شائبة، ويبقى التفسير الأوحد والأكثر تماسكًا. لدينا خمسة أسماء دينية مترابطة. داوود وسارة وأوسكار وماريو وريتا. كما شرحنا سلفًا عن قصة داوود ورمزيته، يمكن الغوص في إسم «سارة» أيضًا. فسارة زوجة النبي إبراهيم وهي «أم الأنبياء» وقد وعدها الله بجنة عدن وبذرية من نسلها تسكن الفردوس الأعلى. ويمكن التأكيد على ذلك بأن ما أثار حفيظة الوالد أوسكار في القبلة بين ديفيد وسارة، إنما لم يكن إحساسًا بالغيرة وإنما منعًا للخطيئة بين الأم سارة وابنها داوود.
وكذلك، فإن ريتا في الصورة الفوتوغرافية هي نفسها سارة في الواقع. وتبعًا لذلك، وفي ذات سياق التفسير، يمكن القول إن انتقال القرطين في الأذنين من الشابة ريتا (إسم ديني يعود للقديسة ريتا) في الصورة الفوتوغرافية إلى سارة في الواقع، أي انتقال القرطين من الأم إلى الإبنة إنما يُفسَّر بكونه انتقال النبوءة من جيل إلى جيل ضمن سلالة الأنبياء المتحدرين من نسب السيدة سارة.
أما أوسكار فمعناه «الرمح المقدس» أو «الرمح الإلهي» أو «رمح القدر»، وله ذكر إبان صلب المسيح على الصليب. وكذلك في الفلسفة الشرقية يدل الرمح على المعرفة والتحرر من دورة الحياة من الميلاد إلى الموت. إذًا، يظن أوسكار نفسه «كلمة الله»، أو يريد تحقيق النبوءة المتمثلة في إعادة البشرية إلى الفردوس الأعلى من خلال إعادة الإنسان إلى أصله وجذوره الأولى «ما قبل» الخطيئة، حيث عاش الإنسان الكامل. أما ماريو، الشخصية الغائبة الحاضرة، فيشتق إسمه من اللاتينية، ويعني «الإله مارس» في الميثولوجيا.
وفي الديانات الإبراهيمية، هناك إشارة إلى أن النبي نوح قد صنع سفينة ووضع عليها زوجين من كل الكائنات وبذلك أنقذ البشرية من التهلكة بفعل الطوفان. وتقول الأسطورة اليونانية إن الإنسان في أول نشأته لم يكن ذا جنس محدد. بل كان عبارة عن شخص واحد بأربعة يدين وأربعة أقدام ورأسين، وعقابًا على الخطيئة ضربه الإله ببرق قسمه إلى نصفين، وحذره من أن الاستمرار في ارتكاب الخطيئة سيؤدي به إلى ضربه ببرق أخر ليقسمه مجددًا إلى كائن بيد واحدة وقدم واحدة ونصف وجه. حالة الانفصال هذه أثرت بشدة على مشاعر الإنسان، فبات كل قسم يركض مستغيثًا للبحث عن نصفه الأخر.
الرقم 2
يحفل الفيلم بالثنائية. هناك بطلان داخل الغرفة، وهناك كأسان على الطاولة، لوحتان على الحائط، نسختان من الكتاب المقدس، محاولتان للتبول في الحمام، قرطين في الأذنين، منشفتان داخل الحمام، وشم على الرقبة لرقم 2، محاولتان لشق الخيط في بطنهما، صور عدة لتواءم ولدوا وأجسامهم معلقة ببعضها البعض، حيوانات أجريت لها عمليات جراحية وخيطت أجسامها ببعضها البعض. هناك سر ما وراء الرقم إثنان!
إنه فيلم بمثابة حرفة وتجربة سينمائية يعتمد على المسار والرحلة أكثر من اعتماده على القصة والسرد والخاتمة الواضحة
يجسد هذا الرقم الأضداد: المذكر والمؤنث، المادة والروح، الأرض والسماء، الشمس والقمر، الضوء والظل، النهار والليل، السالب والإيجابي. إنه تعبير عن الازدواجية والقطبية، لكنه أيضًا رمز للانفصال لأنه مشتق من جمع رقمين قابلان للتفكك. الرقم إثنان يرمز إلى الشراكة والتوازن، لكنه يرمز إلى التعارض والصراع أيضًا.
ويرمز كذلك للطفولة الساعية إلى اكتشاف فردانيتها بعيدًا عن الاندماج في الوالدين، ومع كل ما تحمله عملية الاكتشاف من خوف وتعلق بالوالدين وتجنب فراقهما. محاولة مستمرة من الطفل للتوفيق بين العلاقة بالأب والأم وبين التحرر منهما واكتشاف ذاتيته.
الين واليانغ
إن صح وصف المشهد الختامي للفيلم، فيمكن وصفه بكونه «عملًا فنيًا مسرحيًا راقصًا تعبيريًا معاصرًا». ديفيد ملقى على الأرض الداكنة مخضب بدماءه السوداء مع جسده يتلوى كراقص، فيما سارة تتمدد على الجليد بجسدها المخضب بالدماء الحمراء. انعكاسات بين الخلفية والجسد. أرض داكنة بجسد أبيض يبدو كنقطة، وأرض بيضاء ناصعة في وسطها نقطة حمراء داكنة. الإثنان يتأوهان ويتألمان بفعل الفراق عن بعضهما البعض.
إنهما يمثلان الخير وسط كتلة من الشر، والشر وسط كتلة من الخير. نقطة بيضاء داخل عالم من السواد، ونقطة سوداء داخل عالم من البياض. كل نقطة بمثابة قطرة قادرة أن تلوث الأرض بكاملها إذا ما اختلطت بجذورها، وكل قطرة قابلة للاندثار. إنها ازدواجية لا مفر منها. كل إنسان يحمل بداخله الخير والشر وإمكانيات اختلال موازين القوة بينهما. لذا كان عليهما أن يلتحما لأجل ذلك، لأجل أن يسود واحدهما في الأخر، لأجل أن يلوثا بعضهما البعض إما بالخير وإما بالشر، إما بالحب وإما بالخطيئة. إنها نبوءة الوالد/الإله. نبوءة تتحقق في نهاية الفيلم حيث يلقى كل منهما حتفه. ولكن ربما كان بالإمكان تفادي هذه النبوءة لو قدر لهما ووجدا الحب في طفولتهما، فحقيقة أنهما ماتا في النهاية لا تثبت فرضية الأب بشكل مطلق.