النادي المكناسي … الوفاء للعطب

 

اللوحة الإلكترونية للملعب الشرفي بمكناس ظلت وفية للعطب الذي لحقها منذ نهائيات كأس الأمم الإفريقية للشباب، التي احتضنتها مدينتا فاس ومكناس سنة 1997. وهي التظاهرة التي توج خلالها «أشبال الأطلس» باللقب القاري، بعد تغلبهم في المباراة النهائية على جنوب إفريقيا بهدف دون رد.
كما ظلت عقارب ساعة الكوديم بدورها وفية للعطب حتى نهاية الموسم الكروي الحالي، وشكل التطاحن بين مكونات المسيرين العلني منه والخفي، المباشر وغير المباشر، بتوظيف الطبالة والحياحة، الجبناء على أرض الواقع والشجعان على مواقع التواصل الاجتماعي، (شكل) النقطة السوداء التي عجز المنقذون بسببها عن إصلاح عقاربها وبالتالي ضبط إيقاعها.
عطب زاد من حدة سخط العاشقين للكوديم، ووسع الهوة بين المسيرين والمسؤولين، وأفقد الثقة لدى الفاعلين الأساسيين في دعم الفريق، ليبقى ما يسمى بالمكتب المديري الذي لا وجود له سوى في مخيلة رئيسه، ومن يدور في فلكه، الوحيد الذي يعرف انتهاز فرصة الصراعات ليدخل على خط التوجيه والإملاءات مقابل الدعم المادي، الذي هو أصلا ملك للكوديم.
ويبدو أن الوفاء للعطب أضحى ميزة أو ماركة مسجلة مرتبطة بالكوديم، في انتظار ما ستؤول إليه أمور النادي، وما سيتمخض عنه جمع اليوم، الذي يتمنى أنصار ومحبو النادي المكناسي ومتتبعو الشأن الكروي بالعاصمة الإسماعيلية، أن تتغلب فيه الحكمة والتبصر على التسرع والتهور، والعمل الجماعي بدل تضخم الأنا من أجل استرجاع ثقة الشركاء، من مؤسسات منتخبة وفعاليات اقتصادية وسلطة محلية، وكفاءات رياضية وإعلام جاد وجماهير الكوديم، عل وعسى تتم عملية الإنقاذ دون ضجيج، بعيدا عن الشعارات الفضفاضة، و «غادي نطلع الفرقة هاد العام» بدون مشروع أو برنامج قابل للتنفيذ وفق ما هو متاح من إمكانيات.
وعلاقة بالإعلام يبدو أن « الليلة لفضيلة باينة من العصر»، إذ في تطور مفاجئ «أخلف» نائب الرئيس الموعد بعد ارتقائه إلى «قائد» سفينة الكوديم باتخاذه قرارا مفاجئا بمنع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والمحلية من حضور الجمع العام، ما يؤكد استمرارية العطب، والطريقة الهاوية التي تدبر بها شؤون الكوديم.
وجدير بالذكر أن النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم غادر قسم الصفوة خلال الموسم الرياضي 2012 – 2013 وعانق القسم الوطني هواة خلال الموسم الكروي 2016 – 2017، بعد أن كان إلى وقت قريب مرعبا للأندية العريقة في البطولة الاحترافية، ودخل القائمون على تسييره في صراعات واتهامات بخيانة الأمانة وصلت المحاكم.
فهل ستتغير العقلية أم سيستمر شعار «أنا الكل في الكل وليذهب الجميع إلى الجحيم»، علما بأن الكوديم ملك وإرث جماعي، وجب صيانته والحفاظ عليه وعدم اعتباره وسيلة للرقي الاجتماعي.


الكاتب : يوسف بلحوجي

  

بتاريخ : 18/07/2022