دعوات لحماية صحة وسلامة المستهلكين من مستحضرات تفتيح البشرة المتضمنة لمواد كيماوية سامة

خبراء يؤكدون على ضرورة مراقبة فضاءات بيعها والتأكد من تركيبتها خاصة في هذه الظرفية

تُقبل العديد من النساء على مدار السنة، وخلال فصل الصيف تحديدا، على اقتناء مستحضرات تفتيح بشرة الوجه من أنواع مختلفة وبشكل عشوائي، دون البحث في تفاصيل هذه المنتوجات إن كانت صحية ولا تحتوي على مواد ضارة، وهو ما يعرض صحة وسلامة الكثير من مستعملات هذه «الكريمات» لمختلف التبعات، التي تتباين حدّتها ووقعها، وقد تتسبب في حساسيات جلدية وفي سرطانات بتداعيات وخيمة.
مساحيق ومستحضرات، البعض منها يضم في مكوناته أكثر من 20 مادة سامة، والبعض الآخر يحتوي على مواد كيماوية مؤطرة ومنظمة، وبين النوع الأول والثاني مسافات كثيرة من البياض الصحي والقانوني، خاصة حين تقبل النساء على اقتناء مواد تجميل من فضاءات لا تتوفر على الحد الأدنى من المراقبة، ولا سيما تلك التي يتم عرضها بثمن بخس، سواء المقلّدة والمزيّفة أو المهرّبة أو غيرها.
منتوجات بعضها يوجد في الصيدليات، والبعض الآخر في محلات شبه صيدلانية، وثالثة يتم «تصنيعها» وتعبئتها في فضاءات مجهولة تباع في «كراجات» وعلى قارعة الطريق، أو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، يتم الترويج لها عن طريق بعض «المؤثرات»، في الوقت الذي تخرج فيه بين الفينة والأخرى بعض التسجيلات المصورة، التي تكشف عن عيوب لم تكن متوقعة في الوجه تحديدا، ظهرت بعد استعمال أنواع مختلفة من «الكريمات».
مستحضرات يتم اقتناؤها بدون وصفة طبية، توضع على البشرة الدهنية والجافة والمختلطة دون تمييز، بعضها يحضر فيها الزئبق بقوة، والبعض الآخر يجمع خليطا من المواد الكيماوية السامة، تختلف درجات الضرر الذي قد تتسبب فيه، وهو ما يدفع عددا من المهتمين بالشأن الصحي للدعوة إلى تكثيف عمليات المراقبة للوقوف على مأمونية هذه المواد، وذلك داخل فضاءات بيعها المختلفة، وكذا التي يتم استعمالها فيها بكثرة، كما هو الحال بالنسبة لصالونات الحلاقة، الخاصة بالنساء والرجال على حد سواء، التي يتم اللجوء إليها من أجل ترطيب الوجه ثم تنقيته وتصفيته من البتور وغيرها، ومنحه إضاءة وبياضا، قد ينقلب لاحقا إلى قتامة صحية بتداعيات مفتوحة على أوخم العواقب.
وأكد عدد من المهتمين بالشأن الصحي في تصريحاتهم لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن مراقبة هذه المحلات تعتبر أولوية لحماية صحة المواطنين، مشددين على ضرورة برمجة المصالح المختصة لزيارات في فترات متفاوتة من أجل ضبط المنتجات الفاسدة والمغشوشة، إذا ما وجدت، وكذا فحص عينات للمواد المرخص ببيعها بشكل مستمر الذي يعتبر هو الآخر أمرا أساسيا، تلافيا لمنح تراخيص دائمة لمنتجات قد تتغير تركيبتها ومحتوياتها، عن الصيغ الأصلية والأولى التي تم اعتمادها قبل التسويق. مطالب تعتبر أكثر راهنية اليوم تزامنا والعطلة الصيفية، حيث يرتفع الإقبال على الشواطئ والمسابح ويزداد الطلب على هذه المنتجات بغاية حماية البشرة والجسم، حتى لا تتحول الوسيلة التي يعتبرها البعض صمام أمان ووقاية إلى مصدر للضرر المفتوح على مختلف التبعات، حيث يوصي المختصون بضرورة الحصول على الوصفة الطبية، مع إمكانية اللجوء إلى خيارات عديدة متاحة للتأكد من سلامة المنتوجات، كاستعمال تطبيقات إلكترونية تبين طبيعتها، إن كانت سامة أو صالحة للاستعمال، بالنظر إلى أن هناك منتجات تتوفر على حدّ أدنى من المواد المرخص باستعمالها في تركيبات هذه المستحضرات، التي تعتبر صديقة للصحة والبيئة على حد سواء.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/07/2022