تحلم باللقب الإفريقي وبإطلاق سراح شقيقها : خديجة الرميشي المتألقة في حراسة مرمى المنتخب الوطني النسوي

 

لعبت خديجة الرميشي حارسة مرمى المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية،دورا هاما في الوصول بالفريق الوطني إلى مباراة نهائي كأس إفريقيا للأمم، بعد أن نجحت في التصدي لإحدى ضربات الجزاء في مباراة نصف النهاية التي جمعت المنتخب الوطني الاثنين الماضي بمنتخب نيجيريا.
وقبل ذلك،شهد لها المتتبعون بما قدمته من مستوى عالي في حراسة مرمى اللبؤات طيلة مسارهن في البطولة الإفريقية، للكن الجميع سيتذكر نهاية مباراة الربع المؤهلة للمونديال،وبعد أن انخرطت زميلاتها في أجواء الاحتفال بالفوز والتأهل أمام بوتسوانا، انفردت خديجة في أحد أركان الملعب كاشفة عن قميص كانت ترتديه يحمل عبارة: « الله يطلق سراحك خويا».
وحسب تقارير إعلامية،فالأمر يتعلق بأحد إخوتها وكان يشرف على مجموعة «عبيدات الرمى»، يقضي حاليا عقوبة سجنية لعشر سنوات.
في 2007، قام أشقاؤها بتغيير اسم مجموعتهم «عبيدات الرمى» من مجموعة «الصيادة» إلى مجموعة «لعزارة»،ولأزيد من عشرين سنة،عاشت أسرتها على عائدات المجموعة الفنية الشعبية التي أسسها إخوتها قبل أن يتم اعتقال واحد منهم على خلفية تورطه في قضية جنائية ويحكم عليه عليه ب10 سنوات سجنا،قضى منها حاليا قرابة خمس سنوات.
اختارت مجال الرياضة وتحديدا كرة القدم، حيث تعلقت بها منذ سن الطفولة،وتحدت وهي في سن السادسة من عمرها الثقافة الذكورية السائدة حينها في مدينة خريبكة حيث رأت النور في منتصف شهر شتنبر من عام 1989،وانضمت إى أطفال الحي الذي تقطنه أسرتها تشاركهم في متعة ملامسة الكرة على أرضية الساحات المتربة.
تحدت كل المضايقات، ولم تلتفت لكل نظرات الاستهزاء بها كفتاة تمارس لعبة للذكور، ومع توالي السنوات،أدركت أن ساعة الرحيل حلت وكان لابد من مغادرة مدينة خريبكة التي لم تكن تتيح الفرصة لأي فتاة تطمح في ممارسة رياضة كرة القدم خصوصا أن المدينة الفوسفاطية لم تكن تتوفر في تلك الفترة على أي فريق لكرة القدم النسوية.
اختارت خديجة الرميشي الانتقال إلى مدينة الفقيه بن صالح، لتلعب مع النادي النسوي المحلي. وبعد تجربة في الفئات الصغرى مع فريق الفقيه بن صالح النسوي، عادت الرميشي إلى مسقط رأسها خريبكة، قبل أن تتوصل بعرض من نادي يوسفية برشيد، وهي في السن 17، لتلعب مع الفريق الأول. تجربة دامت لأربع سنوات، فازت بها رفقة الفريق الحريزي بلقب البطولة وكأس العرش. لتنتقل بعد ذلك إلى النادي البلدي العيون لمدة موسمين.
خديجة الرميشي بعد تألقها مع النادي البلدي للعيون، رصدتها أعين فريق الجيش الملكي ، لتلتحق بالنادي سنة 2012، ولازالت تمارس فيه إلى حدود اليوم.
لم يكن تألقها رفقة الفريق العسكري ليحجب عنها اهتمام المسؤولين عن المنتخب الوطني، خاصة المدرب الوطني رينالد بيدروس الذي وضع ثقته في مهاراتها ومؤهلاتها وقام بإلحاقها بصفوف المنتخب الوطني،وحملها مسؤولية حراسة مرمى اللبؤات. ولم تخيب خديجة الرميشي الظن،ونجحت بشكل مميز في الدفاع عن مرمى المنتخب الوطني في كل المباريات التي شاركت فيها كحارسة،كما نجحت في تأكيد تألقها خلال منافسات بطولة إفريقيا للأمم التي تجرى حاليا وتحتضنها الملاعب المغربية.
حلمها اليوم إحراز كأس إفريقيا في المباراة النهائية التي يواجه فيها المنتخب الوطني يوم السبت القادم منتخب جنوب إفريقيا، وحلمها أيضا،كما تردد دائما، إطلاق سراح شقيقها في أقرب الآجال.


الكاتب : إعداد: عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 22/07/2022