أبرز مدير أكاديمية فاس مكناس أهداف مؤسسة التفتح المتمثلة في ترسيخ القيم الفنية والجمالية والفكرية في بعدها الإنساني الكوني، مع مراعاة الخصوصية الفكرية، معتبرا أن المؤسسة مشتل حقيقي لاستنبات الإبداع الفني والتربوي وأن إدماج المتعلمين بمحيطهم السوسيو-ثقافي من الأولويات، مؤكدا في كلمة ألقاها بالنيابة رئيس قسم تدبير الموارد البشرية، على أهمية اكتشاف المواهب والطاقات و صقلها، فضلا عن بناء شخصية منفتحة ومتوازنة مع الارتقاء بالفنون والثقافة والآداب في أفق خلق وتنمية روح الابتكار والإبداع والتجديد والمبادرة لدى المتعلمين والمتعلمات. جاء ذلك خلال حفل أقامته مؤسسة التفتح للتربية والتكوين بتازة مساء السبت 16 يوليوز تحت شعار (التربية الفنية أساس التربية على القيم ) بمناسبة الاحتفال بعيد العرش المجيد واختتام السنة الدراسية 2021-2022 .
وفي أفق إشاعة الثقافة المسرحية والفنية، وتكريس الإبداع الأدبي في نفوس التلامذة بالمؤسسات التعليمية بأكاديمية جهة فاس مكناس عموما ،ومديرية تازة على نحو خاص، أكدت الدكتورة جميلة شتيوي مديرة المؤسسة ثقتها في نجاعة الطرق والرسائل المتبعة طيلة الموسم الدراسي من حيث الانفتاح على مختلف المبدعين والفنانين والاستعانة بخبرتهم وتجاربهم في تأطير الورشات الفنية. وتنظيم حلقات دراسية وتكوينية لفائدة منشطي الأندية بالمؤسسات التعليمية لتمكينهم من تملك آليات الإبداع . فضلا عن تعزيز الرغبة في إقامة شراكات فاعلة مع الجمعيات
والمؤسسات الثقافية المحلية والجهوية والوطنية، وتكريس النهج الإبداعي عبر تنظيم مسابقات ثقافية وفنية في أفق ترسيخ آثارها الإيجابية في تهذيب نفوس وعقول التلامذة.
وكشفت المؤسسة برسم الموسم الحالي 2021-2022 عن بروز أسماء ومواهب واعدة في مختلف الفنون المدرسة، لينا عادل فهمي،أصغر فنانة تشكيلية بالحاضرة التازية على الإطلاق، حيث تم إبراز لوحاتها الجميلة وبصمتها الإبداعية الرقيقة التي أثثت معرضا للفنون التشكيلية من إبداع تلميذات وتلاميذ ورشة التربية التشكيلية من تأطير الفنان التشكيلي صلاح الطيبي، تم افتتاحه، مساء السبت الماضي، ضمن حفل نظمته مؤسسة التفتح للتربية والتكوين بتازة احتفاء بعيد العرش المجيد ونهاية السنة الدراسية 2021/2022 .
الحفل التربوي الختامي للمؤسسة كان مميزا وتلاميذيا بامتياز في تقديم وتنشيط مختلف فقرات الحفل باحترافية كبيرة من طرف التلميذات ندى التازي وياسمين كمار وهبة بوزاويت، وضمن الفقرات، برزت الشاعرة الصغيرة سلمى بوكرن والناقدة الأدبية ندى التازي. وعلى الخشبة كان الأداء التلاميذي مقنعا، حيث ظهر جهد تأطيري فني وتربوي ناجح لا سيما في مجال الإلمام بمكونات المسرح المدرسي .
وتضمن برنامج الحفل آيات من الذكر الحكيم مرورا بالنشيد الوطني وكلمة مدير أكاديمية فاس مكناس ألقاها بالنيابة رئيس قسم تدبير الموارد البشرية رشيد گايز، وكلمة المديرية الإقليمية قدمتها الدكتورة جميلة الشتيوي مديرة المؤسسة. وكلمة رئيس مصلحة الموارد البشرية. كما أسند للشاعرة المغربية حفيظة نسيم تنشيط فقرة توزيع الأدرع والشواهد التقديرية وشواهد النجاح.
وبعد عزف النشيد الرسمي للمؤسسة من طرف “كورال طيور السماء” بقيادة المايسترو عمر شرايطي، تابع الحضور كبسولة تعريفية بمختلف ورشات وأنشطة المؤسسة طيلة السنة الدراسية . وقد تميز الحفل الفني التربوي بفقراته الفنية الغنائية، وحواراته المتقنة الأداء فنيا باللغة العربية والفرنسية (الأخوين بنشعيب) أقل من 10 سنوات، ومواهب ورشة المسرح المدرسي في لوحات استعراضية وغنائية من التراث الأندلسي العيساوي وأخرى تفيض بالهوية الوطنية . كما استمتع الحضور بوصلات موسيقية تربوية، باللغات العربية، الفرنسية، والإنجليزية ، تغنت بالاعتزاز بالوطن وبالتراث، وحملت شعار احترام قيم الخير والتسامح والتعايش وحب الخير، من تأطير مؤطر الورشة، عمار شريطي ، كما تألق تلاميذ ورشة المسرح تحت تأطير مؤطر ورشة المسرح الأستاذ مداني العدادي، في أداء فلاشات مسرحية تعالج مشاكل البيئة، وأنشودات وطنية، إضافة إلى أداء حواري ثنائي متميز لتلميذين من ورشة الفرنسية . كما صفق الحاضرون طويلا للأداء الرائع لقطعة وطنية (عيشي يابلادي) بصوت الموهبة الواعدة في الغناء العربي سامي اشرايطي، وكورال طيور السلام.
وعرف الحفل حضور رئيس قسم تدبير الموارد البشرية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس، رئيس مصلحة تدبير الموارد البشرية بالمديرية الإقليمية، الأطر الإدارية بالمديرية الإقليمية، نائب عميد الكلية المتعددة التخصصات بتازة، نقيب هيئة المحامين بتازة، المديرين والمفتشين، أعضاء المكاتب الإقليمية للنقابات التعليمية بالمديرية، رجال الإعلام والصحافة الإلكترونية والورقية، أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ، وشخصيات ثقافية وجمعوية بارزة. وقد ذاع صيت مؤسسة التفتح للتربية والتكوين بتازة خلال الموسم الحالي 2021/2022، رغم ولادتها منذ أربع سنوات فقط، أي منذ 2018، سواء من خلال أشغال الإصلاح والتأهيل التي تكلفت بها إدارة المؤسسة أو من خلال تنوع وغنى الأنشطة التربوية والثقافية والفنية التي نظمتها طيلة السنة الدراسية.