أن تكون اتحاديا هو نسج لماض غير قابل للتقليد، هو عبق من تاريخ تليد..هو نطق تاريخ البدايات الأولى للمقاومة والكفاح والحفر في صخر وسجل حب هذا الوطن بكل شجن.
أن تكون اتحاديا..يستلزم أن تكون قد واكبت سجلا طويلا من محافل الشهداء الأبطال والمغاوير، وعرسان فخر البطولات في مواكب الأحرار .
أن تكون اتحاديا يستوجب أن تكون صوت الضمير الحي. نداء القيم وكل المواقف الفضلى والممارسات الثمينة والقمينة بأن تجعل من كل العواصف والتيارات العاتية نسائم عليلة في سبيل الإثراء والتعبير عن جمال المواقف بكل عنفوان، بأمل تغيير قادم من أجل نهضة ومستقبل هذا الوطن الغالي، وبيقين أنه يستحق كل الثراء والنهضة والجمال والتقدم والسؤدد…
أن تكون اتحاديا يستوجب أن تنخرط في دينامية واستراتيجية التغيير المجتمعي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والديمقراطي في ظروف أقل ما يقال عنها إنها تحتاج لغربلة ولمجهود صاعد من أجل بناء المغرب الحداثي الديمقراطي الذي يحتضن الجميع…
أن تكون اتحاديا وتفتخر…هو نداؤك الرفيع من نبع صفاء السريرة والسجية، وبإيمان عميق أن الاختيار الديمقراطي والدفاع عن كل ثوابت الأمة والترافع من أجل نهضتها يستوجب انخراط عقول شابة مفكرة مؤمنة بالتغيير، وكفاءات ملتزمة غيورة مؤمنة بأن استراتيجية التغيير الديمقراطي ورسالته وعنوانه يبدأ من الإرادة الحقة والثابتة أن ملامح التغيير ستهب على موطننا كلما تسلحنا يقينا بحب موطننا الأبي وخوض معارك في إطار عمل المؤسسات.
كل اليقين أننا كاتحاديين خارج كل مراجع فلاسفة النهضة والأنوار، وكل مناهج شوبنهاور ونيتشه، أن التغيير لن يستمد قوته من عذر الماردين السياسيين بل من إصرار فتوة المناضلين الديمقراطيين …
قوتنا في اتحادنا، وقوتنا في التحامنا، وليس في الإنسان الأخير بمفهوم النمطية.. نحن نحتاج لإنتاج فكر جديد ومعرفة قوية وجياشة بمنطق متجدد حول مفهوم الولاء والانتماء والمعرفة الخاصة بضرورة قيادة التغيير ..نحن الكل هنا من أجل أن نبني أفقا للتفكير والتغيير الديمقراطي والدفاع عن كل الثوابت والمؤسسات بما يخدم قوة الدولة، وسلطة الدولة في إطار إرساء قواعد سليمة للممارسة الديمقراطية النبيلة.
وموطننا الأبي بكل تلاوينه وتشكلاته ونسيجه المتنوع شيء من كينونة كل هذا الشجن والنداء، أن لا شيء مستحيل ولا شيء سيستقيم دون إبراز عمق كل هذا القلق، وكل الانشغالات بموضوع اسمه نهضة بلدنا ورقيه.

* المنسق الإقليمي
للاتحاد الاشتراكي بالحسيمة