غاب التقرير المالي لموسم 2021 – 2022 عن مختلف الجموع العامة للهيئات المشرفة على كرة القدم الوطنية، والتي انعقدت خلال شهر يونيو الماضي.
ويتعين على فوزي لقجع، الذي انتخب لولاية ثالثة على رأس جامعة كرة القدم، أن يتدارك الأمر، لأن القانون يشترط أن تقدم التقارير سنويا خلال الجموع العامة، لكن الأمر يبعث على التساؤل بالنسبة لباقي الهيئات الأخرى، وفي مقدمتها العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، بفعل انسحاب الرئيس سعيد الناصري، فاسحا المجال أمام عبد السلام بلقشور، الذي سيقود هذا الجهاز الكروي لأربع سنوات، بعد انتخابه خلال الجمع العام الذي انعقد يوم 20 يونيو 2022 بمركز محمد السادس بسلا، وهو ما ينطبق أيضا على عصبة الهواة، فكيف سيعمل المكتب الحالي على إعداد تقرير مالي عن فترة لم يكن مسؤولا عنها؟
ويجسد هذا الوضع حالة التخبط التي تحيط بمختلف الأجهزة الساهرة على كرة القدم الوطنية، والتي مازالت لم تخرج بعد من مرحلة التأسيس، في وقت كان ينبغي أن تكون الآن قد بلغت مرحلة النضج، وخرجت من جلباب الجامعة، التي تحكمها بمنطق التبعية، وتتحكم في استقلاليتها.
وحملت هذه الجموع العامة كثيرا من الأخطاء القانونية، في مقدمتها تحول رئيس عصبة جهوية إلى رئيس للعصبة الوطنية لكرة القدم هواة، فضلا عن تعيين أحد رؤساء العصب كنائب له، مما يكرس ازدواجية المهام، التي خلقت كثيرا من النقاش في الآونة الأخيرة، لأنها تضرب مبدأ الاستقلالية وتكافؤ الفرص، حيث يمكن أن يمنح الأسبقية لعصبته وفريقه، مما يضع لجنة القوانين والأنظمة واللجنة الانتخابية ولجنة الأخلاقيات والمالية بالجامعة أمام المساءلة، إذ كيف أنها جميعها لم تلاحظ هذا الأمر؟، وسمحت بوقوعه في وقت يناشد فيه الرأي العام الرياضي بضرورة الفصل بين السلط الرياضية، واحترام القوانين، والحرص على تطبيقها دون محاباة.
ويبقى أكبر مثال على ازدواجية المهام، هو تواجد رئيس الراك عبد الحق ماندوزا، الذي هو في نفس الوقت رئيس ودادية المدربين، ضمن أعضاء المكتب المديري للعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية.
ومن النقط التي خلقت كثيرا من النقاش أيضا داخل المشهد الكروي الوطني، ما حمله الجمع العام الأخير لانتخاب أعضاء العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، بعدما ضم المكتب الجديد اسم عادل التويجر، الرئيس السابق لجمعية سلا، والذي تم الطعن فيه من طرف مكتب فريقه السابق، قبل أن يتم إلحاقه على وجه السرعة بفريق الاتحاد الزموري للخميسات، رغم أنه غير منخرط فيه، والقانون واضح في هذا الباب.
وفجر هذا الأمر أيضا غضب أعضاء المكتب المسير لفريق اتحاد الخميسات ومنخرطيه، لأنهم بدورهم تفاجأوا، وأبدوا استياءهم من تصرف رئيسهم، الذي يتحمل مسؤولية كبيرة داخل الجامعة، ويعد من المسؤولين عن احترام القوانين وتطبيقها.
وكان التويجر قد تواجد قبل أسابيع بالمملكة العربية السعودية رفقة حسن الفيلالي، الذي ترأس وفد المنتخب الوطني للشبان، وشارك في هذه البطولة كمندوب للمباريات، علما بأنها أول مرة يكلف بهذه المهمة.
وضم المكتب الجديد للعصبة أيضا اسم الرئيس الرجاوي، عبد العزيز البدراوي، الرئيس الحالي لفريق الرجاء الرياضي، الذي لا يتوفر على مدة سنتين من الانخراط لقيادة فريق، فأحرى دخول الأجهزة المدبرة للشأن الكروي الوطني، فهل أصبحنا نشتغل خارج دائرة القانون؟ أم أن هذا بداية التأسيس لوضع جديد نتحرر فيه من كل الضوابط ويفتح الحبل على الغارب؟
الهيئات المدبرة لشؤون كرة القدم الوطنية تتحاشى مناقشة مالية 2021 – 2022 وتزكي مبدأ ازدواجية المهام

الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 30/08/2022