الفوتوغرافي المغربي أشرف بزناني يعرض مختارات من أعماله الفنية التصويرية بميونيخ الألمانية

يعرض الفوتوغرافي المغربي أشرف بزناني مختارات من أعماله الفنية التصويرية في رواق غرافلفين بمدينة ميونيخ الألمانية. ويعتبر بزناني العربي والأفريقي الوحيد المشارك في هذا المعرض العالمي الذي يستمر إلى غاية 31 غشت على مساحة 750 مترا مربعا.
وتشكل الأعمال الفوتوغرافية لأشرف بزناني قطيعة مع فوتوغرافيا الواقع، بحيث تنقل المشاهد إلى عوالم عجائبية تطبع عليها المدرسة السريالية.
يتحدث أشرف بزناني قائلا :»بعد بداية اشتغالي على التصوير السريالي والغرائبي منتصف التسعينات من القرن الماضي، بحثث طويلا عن رواد أو ممتهني هذا الفن النادر قاريا وعربيا، لكنني لم أجد إلا استمرارا لتجارب غربية معاصرة بعيدة كل البعد عن الهوية العربية وحتى عن المفهوم الصحيح للتصوير السريالي الرقمي كفن يرتقي للمعنى الصحيح للكلمة والذي يمكن إدراجه ضمن المذاهب الفلسفية، لذلك ارتأيت للعمل جادا على تطوير أفكار جديدة تتلاءم وهويتنا مع احترام ذوق المشاهد وأخلاقه وذكائه مع بداية الألفية، فابتكرت طريقة مميزة لتركيب الصور الفوتوغرافية، بشكل عصامي، ووضعت لها إطارا مستوحى من أعمال الرواد الذين قعّدوا للفن التشكيلي والرسم السرياليين في أوروبا بداية القرن الماضي.»
أشرف بزناني من مواليد مدينة مراكش، بدأ حياته الفنية رساما وفنانا تشكيليا، كان ذلك سنة 1994 حين أحرز الجائزة الثانية وطنيا في مسابقة للرسم والفن التشكيلي، فتوالت المشاركات في المسابقات ونيل الجوائز، إلا أنه وجد قيودا تقيد أنامله كما تقيد الرسومات التي يبدع، حسب قوله، فقد كان يريدها أن تتحرك وتتكلم، وسرعان ما اجتذبه فن السينما، الذي وجد فيه المبتغى، صورا يرسمها في مخيلته ليحركها بكامرته.
بدأ عصاميا، وأخرج أول فيلم قصير سنة 2006 ، بعنوان «مسيرة» وهو فيلم تجريبي من ثلاث دقائق يحكي مسيرة طفل في صراعه مع الأمية، الفيلم الذي نال الجائزة الكبرى في المهرجان الدولي للفيلم التربوي القصير بمدينة الدار البيضاء بعد تنافسية مع 50 فيلما. أنتج فيلما قصيرا ثانيا بعنون «مهاجر» من إخراجه وتصويره، فيلم تجريبي من سبع دقائق يحكي عن معاناة مهاجر بين الغربة والحنين إلى الوطن الأم، كان فيلما للهواة لكنه حمل أفكار محترفين على الرغم من تصويره بمعدات بسيطة.
أحرز الفيلم عشرات الجوائز المحلية والدولية كان أبرزها، جائزة أحسن فيلم في مسابقة الفيلم القصير نظمتها جامعة الدول العربية بمدينة أصيلة وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الفيلم القصير والوثائقي بالدار البيضاء والجائزة الكبرى لمهرجان فيلم الهواة بسطات…
وكانت العودة إلى هواية الصغر، التصوير الفوتوغرافي، لكن بوسائل تقنية أكثر تطورا حقق من خلالها شهرة واسعة في أوروبا وأمريكا.
وعن الهدف من السريالية في أعماله يضيف: «عملت لمدة طويلة على أنواع مختلفة من التصوير الفوتوغرافي، مما هو مألوف وكلاسيكي كتصوير الطبيعة والتصوير المقرب وغيره الكثير. لكن اهتمامي صب أكثر على التصوير المفاهيمي والتعبيري والسريالي الخارج عن المألوف والمتعارف عليه، ومن خلاله يمكن خلق صور تجمع بين النقيضين، الحقيقة والخيال بحيث تمتزجان وتتشكلان في قالب فني واحد يكون مدعاة للغرابة والتساؤل والدهشة.
الخروج عن المألوف يضع الأعمال الفوتوغرافية في مراتب متقدمة ومميزة ويجعل منها صورا ناجحة ومنتشرة على أوسع نطاق، أود أن أمنح الجمهور كما يقول، فرصة تذوق هذا الفن التصويري الإبداعي الذي لم يعرف في العالم العربي إلا منذ حوالي عشر سنوات. بينما عرف في الغرب منذ العشرينات من القرن الماضي.»
عرضت تصاوير الفنان أشرف بزناني في رواق مؤسسةsee me بمتحف اللوفر بباريس (2015) وبمراكش (2015) وبصالون الصورة الأفريقية بأبيدجان، ساحل العاج (2016) وبرواق مؤسسة محمد السادس بالرباط، ومعرض السريالية الدولية الآن بالبرتغال (2016) ومعرض نوردارت بألمانيا (2017) ومهرجان الصورة الأفريقية بنيويورك (2018) ومتحف الفن الحديث بسانتياغو بالشيلي، والمعرض الدولي للسريالية بالقاهرة (2022).


بتاريخ : 31/08/2022