مبيعات طوطال تقفز ب 71٪ وتحقق في 6 أشهر رقم معاملات فاق 9.5 مليار درهم
مازالت شركات المحروقات في المغرب تراكم أرباحا هامة، نتيجة فورة أسعار المحروقات التي حطمت أرقاما قياسية ألهبت جيوب المواطنين، وهو ما شكل ضربة موجعة للقدرة الشرائية لشريحة واسعة من المغاربة، أمام هروب إلى الأمام تمارسه الحكومة، ويدعمه رئيسها (الفاعل الأساسي في قطاع المحروقات) الذي امتنع عن تسقيف الأسعار مثلما امتنع عن دعم القدرة الشرائية للمستهلكين.
وتفيد آخر البيانات المالية أن شركة «طوطال إنيرجيز» استفادت بشكل رئيسي من ارتفاع أسعار المحروقات بالمملكة، حيث شهد رقم معاملاتها خلال النصف الأول من العام الجاري ارتفاعا ملحوظا بنسبة 71٪ مقارنة بالنصف الأول من سنة 2021، حيث بلغت مبيعاتها الإجمالية 9.5 مليار درهم. وقد ارتفعت المبيعات في الحجم بنسبة 4٪ خلال نفس الفترة لتصل إلى 902 ألف طن.
وتعد شركة طوطال المتواجدة في المغرب منذ أكثر من 90 عاما، ثالث أكبر موزع للمنتجات والخدمات البترولية في المملكة، بحصة سوقية تقدر بـ 15٪ ، وهي بذلك تعتبر فاعلا رئيسيا في سوق المنتجات البترولية حيث تمتلك شبكة من محطات الخدمة والزبناء الصناعيين وزيوت التشحيم والطيران والغاز والخدمات اللوجستية. وتؤمن المجموعة ما يقرب من 600 وظيفة مباشرة وأكثر من 4000 وظيفة غير مباشرة، وتسوق 1.5 مليون طن من المنتجات البترولية كل عام، ولديها أكثر من 374 محطة خدمة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك عشر محطات للطرق السيارة. (28 محطة جديدة افتتحت خلال النصف الأول من العام الجاري).
وكان رئيس شركة طوطال إنيرجي في فرنسا قد دعا إلى العمل على تخفيف استهلاك الطاقة قدر الإمكان، بهدف تمكين البلاد من إدارة الأزمة الحالية. غير أن مثل هذه الدعوة لم تصدر عن فرع المجموعة الفرنسية العملاقة في المغرب ، بل على العكس من ذلك فقد زاد حجم استهلاك المغاربة لمنتجات الشركة ب 4 في المائة رغم لهيب الأسعار الذي حطم أرقاما قياسية، وهو ما يصب في صالح الشركة كما يصب في صالح منافساتها.
ويقدر الخبراء أن مبلغ الأرباح الصافية التي جنتها شركات المحروقات في المغرب منذ تحرير القطاع (2016 – 2021)، يفوق 45 مليار درهم ،الجزء الأكبر من هذا المبلغ تقاسمته 3 شركات كبرى: طوطال وشيل بالاضافة إلى شركة «أفريقيا CMDC» التي تستحوذ وحدها على 39 في المائة من سوق الوقود بالمغرب، والتي تتوفر على 6 محطات تخزين بطاقة إجمالية تفوق 980 ألف متر مكعب، معتمدة في بسط هيمنتها في السوق على شبكة توزيع عملاقة تضم 490 محطة بنزين.
