المغرب يتفوق على نفسه في نسخة 2022 من «مؤشر القوة الناعمة العالمي»

أصدر مكتب «بريتيش فينانس براند»( British Finance Brand) تقريره السنوي «القوة الناعمة العالمي» (Global Soft Power Index) لسنة 2022، والذي احتل فيه المغرب المرتبة الأولى على مستوى بلدان المغرب الكبير، والمرتبة السابعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمرتبة 46 على المستوى الدولي، رابحا مرتبتين مقارنة بنسخة نفس المؤشر من سنة 2021.

*عن «بريتيش فينانس براند» و سياق الدراسة

يعرف المكتب البريطاني، القوة الناعمة على أنها «قوة وقدرة الدولة على التأثير على باقي الدول، سواء عن طريق الجذب أو الإقناع، الممارس على سلوك وتفضيلات مختلف الجهات الفاعلة على الساحة الدولية، بما في ذلك الأنظمة السياسية والشركات والمجتمعات».
وتستند «بريتيش فينانس براند»، أثناء الإعداد لتقرير «مؤشر القوة الناعمة العالمي» (الذي ينشر كل عام منذ عام 2004)، إلى ثلاثة مؤشرات رئيسية، وهي : «الألفة»، «التأثير» و «السمعة»، لتقييم «القوة الناعمة» لـدى 120 دولة، من بينها المغرب بطبيعة الحال، الذي نراه قد تحصل على ما مجموعه 34.9 نقطة من أصل 100 (+11نقطة مقارنة بالعام السابق) ، ليتقدم بمرتبتين دوليا و يحتل المرتبة 46.
أما بخصوص سياق الدراسة، فوفقا للقائمين على التقرير، كان لوباء (كوفيد-19) تأثير ملحوظ على التصنيف العالمي، إذ «تأثر تكوين مؤشر القوة الناعمة العالمي 2022» بدوره ب»كيفية تعامل البلدان مع تعافيها من جائحة كوفيد -19»، تماما كما تأثرت دراسة العام الماضي ب»انتشار الفيروس وعواقبه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية» على الدول المعنية بالتقرير، بحسب ما أكده المشرفون والقائمون عليها.

*تقدم ملحوظ مقارنة بسنة 2021!

وبخصوص منطقة «الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، يحتل المغرب المرتبة السابعة في ترتيب المؤشر، ومن بين 15 دولة مدرجة فيه، جاءت المملكة في الترتيب بعد «الإمارات العربية المتحدة» (الأولى في المنطقة)، ثم «إسرائيل» و «السعودية» و «قطر» و «مصر» و «الكويت».
وبالنسبة لإفريقيا، فقد احتلت مصر المرتبة الأولى، ثم ثانيا «جنوب إفريقيا»، أما «المغرب» فيحتل المركز الثالث في الترتيب الإفريقي، غير أنه تفوق على كل من «الجزائر» و «تونس» المتمركزتين في المرتبتين 75و 76على التوالي في الترتيب العالمي، في حين نلاحظ غياب كل من «موريتانيا» و «ليبيا» من الترتيب (بنسختي المنطقة والعالم).

*الهيمنة العالمية.. لمن؟

ليس من المستغرب أن تتصدر الولايات المتحدة، ترتيب أول
وأكثر الدول تأثيرا من حيث القوة الناعمة في العالم، بنتيجة 70.7نقطة (على المستوى الدولي)، تليها «المملكة المتحدة» و «ألمانيا» و»الصين»، وأخيرا «اليابان»، أما في المراتب المتأخرة أو أسفل الترتيب، فتأتي «جمهورية الكونغو الديمقراطية» (المرتبة 116)، ثم «الموزمبيق» و»هندوراس» و»السودان» و»ترينيداد»، وأخيرا «توباغو» (المرتبة 120).

*نقاط سلبية على المغرب أن يعالجها!

على الرغم من احتلاله لمراتب متقدمة على مستوى التقرير بشطريه الإقليمي والدولي، أي ضمن الدول ال50 الأوائل من حيث «القوة الناعمة»، إلا أن المغرب، نزل إلى أسفل الترتيب، عندما تعلق الأمر بالمؤشرات المتعلقة ب»التعليم» (المركز 97)، وبما يرتبط ب»علاقة المواطنين بالقيم» (المرتبة 71).
وللتوضيح، فإن النقطة الإجمالية التي يستند عليها المؤشر لترتيب الدول، تستند بدورها لـ 12مؤشرًا لها علاقة ب»القوة الناعمة» في تلك الدول (من بينها المغرب كذلك)، و على النحو التالي: الألفة (المرتبة 48)، النفوذ (المرتبة 42)، السمعة (المرتبة 62)، الأعمال والتجارة (المرتبة 55)، الحوكمة (المرتبة 55) ، العلاقات الدولية (المرتبة 62)، التراث والثقافة (المرتبة 52)، الإعلام (المرتبة 71)، إدارة أزمة كوفيد (المرتبة 50).


الكاتب : المهدي المقدمي

  

بتاريخ : 06/09/2022