الروائي شكري المبخوت .. قيس سعيد ليس له القدرة على الهيمنة الثقافية

اعتبر الروائي والجامعي شكري المبخوت أن الرئيس التونسي قيس سعيّد ليس له القدرة على الهيمنة الثقافية لأنه يفتقد إلى مشروع ثقافي في المعنى الواسع بإمكانه أن يسيطر به على النفوس والقلوب.
المبخوت أكّد في لقاء مع موقع «موزاييك» أن الذي ثبُت، أن النخبة التي حكمت البلاد ما بعد سنة 2011، بيمينها ويسارها ومختلف مشاربها الفكرية والإيديولوجية، نخبة فاسدة، مرجعا ذلك إلى التصحر السياسي الذي عاشته الساحة السياسية طيلة فترة حكم زين العابدين بن علي على مدار 23 سنة، مضيفا بأن بهذه النخبة لم تخرج عن صورة الحاكم القديم ولم تخرج من ردود فعل المعارضة، علاوة على أمراض أخرى متعلقة أساسا بالطمع والتعامل مع الدولة بمنطق الغنيمة وحب السلطة ومتعتها مع غياب تصورات ورؤى.
وأشار الجامعي والروائي شكري المبخوت  إلى أنه لم يكن لنا في تونس أي حزب طيلة فترة حكم بن علي  يملك بديلا اقتصاديا أو فكريا أو اجتماعيا أو ثقافيا أو غيره، مما أدى طبيعيا إلى أن تتعلم نخبة ما بعد 2011 ‘’الحجامة في رؤوس الشعب اليتيم’’ الذي فقد الأب الذي كان ماسكا بزمام الأمور في إشارة إلى الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.وأضاف المبخوت بأن النخبة السياسية برهنت على أنها عاجزة عن فعل أي شيء عندما توفرت لها فرصة الحكم .
واعتبر شكري المبخوت أن النخب الفكرية التي تنقسم إلى أنواع، قد والت السلطة أو السلطات وهذا الأمر طبيعي، مصرحا بأن هذا النوع من النخبة موجود في كل المجتمعات وهم مثقفون عضويون بالمعنى الغرامشي حسب تعبيره.
ويضيف المبخوت ‘’الخطير أن غالبية هذه النخب الفكرية دخلت في الموالاة بشكل فكري وليس بمعنى الموالاة السياسية بحثا عن منفعة سياسية عاجلة فقط››.
ويؤكد المبخوت بأن المسك بزمام السلطة وفكرة الحكم لا يمكن أن تتم  بجهاز الدولة القمعي فقط بل لا بد من السيطرة على القلوب والنفوس من خلال الهيمنة الثقافية بالمفهوم الغرامشي، مضيفا أن الأزمات السياسية المتتالية سببها العجز على الهيمنة الثقافية.
ويُبيّن المبخوت أن بورقيبة حكم بنوع من الانسجام بما فيه من تناقضات بعد أن  كانت له هيمنة ثقافية ، إضافة إلى الهيمنة على أجهزة الدولة ..وبدأت هذه الهيمنة تتآكل مع حكم بن علي إلى أن وصل إلى العراء بعد أن ساد حكم المافيات بالتعويل على الأداة القمعية.
المبخوت  يعتبر أن» النهضة «التي من المفترض أن يكون لها مشروع حكم ثقافي أو سيطرة ثقافية ،عجزت  عن الهيمنة في ظل تعاظم نشاط النخب الحديثة، والتي دخلت في مواجهات معها حول مسائل متعلقة بالهوية والانقسام وغيرها من المسائل الخلافية.
وحتى الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي عجز عن فعل أي شيء لأنه هو نفسه لا يملك أي مشروع ثقافي ، يُضيف المبخوت .
وقد سبق للروائي الجامعي المبخوت أن اعتبر في لقاء تلفزيزني له مع برنامج «جاوب حمزة « بإذاعة موزاييك أن صرح أن رئيس الجمهورية قيس سعيد «أوقف عملية الانتقال الديمقراطي «وعلى أن البلاد في وضع معقد خاصة أن «سعيد في موقف السلطة ويتصرف كمعارض ويرفض دخول الغرف المظلمة، وهو ما يجعل شخصيته فريدة من نوعها».
وعن قراره عزل القضاة،أوضح المبخوت أن قرارات سعيد ليست اعتباطية، مبرزا أن استحالة تصرف «سعيد» بشكل منفرد، مؤكدا أن هناك جهات تقف خلفه وتدعمه.


بتاريخ : 06/09/2022