الشبيبة الاتحادية …الطريق إلى المؤتمر الوطني التاسع

عبد السلام المساوي

عبد السلام المساوي

مقدمات سليمة تؤدي إلى نتائج سليمة؛ ونجح المؤتمر الوطني 11 لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وسينجح المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية، وسينجح المؤتمر الوطني الثامن للمنظمة الاشتراكية للنساء الإتحاديات…
إن الشبيبة الاتحادية كانت دائما مالكة للأفق المستقبلي ومن ثم كانت تستشرف المستقبل وتفعل في الأحداث ، وكان لها بعد نظر يجعلها تستبق هذه الأحداث وتقود معاركها.
وإن الشبيبة الاتحادية واعية بأن بناء الأفق الاتحادي وتجديده، مشروط بسيادة الوعي الجماعي، وبسيادة الإرادة الجماعية لدى الاتحاديات والاتحاديين؛ وأن هذا الوعي الجماعي يجب أن يكون سائدا وفاعلا مستبقا للأحداث وليس مسايرا لها ويكتفي بالتعليق عليها؛
إن الاتحاد الاشتراكي الوفي لتاريخه الوطني، المتشبع بهويته التقدمية، المستند إلى جذوره الاجتماعية – الشعبية، ليشكل في عالم اليوم قوة سياسية، حداثية، تنخرط بوعي ومسؤولية في المساهمة في صنع مستقبل البلاد، عبر مراهنتها المتبصرة، السياسية والتنظيمية، على دور الشباب، ودور المرأة، ودور الأطر الوطنية، ودور القوى المنتجة في البلاد في استيعاب، التحولات الإنتاجية الجارية، واستدماج الثورات التكنولوجية المتواصلة؛
من هنا ضرورة النظر إلى أنفسنا وتنظيمنا الشبيبي، وذلك بالانفتاح على المؤهلات والفعاليات المجتمعية المؤمنة بالمشروع المجتمعي الديموقراطي الحداثي، بعيدا عن كل طموح ذاتي أو مصلحة مادية آنية.
على الشباب الاتحادي أن ينتفض تنظيميا ويحطم الأوهام والأصنام، ويكسر الانغلاق، ليتصالح مع الذات، مع المجتمع، مع الكفاءات والخبرات، مع الأطر الجدية والفاعلة، المسؤولة والمواطنة. على الشباب الاتحادي التواصل الفعال مع المواطنين، من خلال الإنصات لمشاكلهم وهمومهم، والتعبير عن تطلعاتهم، القرب من المواطنين وفي الميدان . فالاتحاد الاشتراكي، بتنظيمه المحكم وبرؤيته الواضحة، بمصداقية مناضليه، وبانفتاحه على الفعاليات والكفاءات، قادر على كسب الرهان والمساهمة في البناء والتنمية؛
في هذا السياق وبهذه الرؤية، تعقد الشبيبة الاتحادية مؤتمرها الوطني التاسع؛
الشبيبة الاتحادية، وهي تحضر لمؤتمرها التاريخي، أنعشت المشهد السياسي وأخرجته من الجمود والرتابة ..أعطت للسياسة معنى …انتفضت على السبات والاتكالية ..على العبث الذي يتهدد مستقبل الديمقراطية ببلادنا…
أكدت الشبيبة الاتحادية، مرة أخرى، أن الاتحاد الاشتراكي ليس حزبا مناسباتيا..ليس حزبا ميتا ينبعث أو يبعث في موسم الانتخابات…حزب حي في التاريخ بل التاريخ حي به…حزب النضال المستمر ..حضور قوي في كل زمان … كان ولايزال وسيبقى…يمارس السياسة بأخلاق …بشكل مختلف عن كل الأحزاب…الديموقراطية منهج وهدف وليست مجرد انتخابات خصوصا عندما تكون مغربية؛
الاتحاد الاشتراكي حي …الاتحاد الاشتراكي صامد…حزب الممارسة التي تفكر ..يبادر ..يبدع …يطرح الأسئلة ويدعو إلى التفكير فيها…الحقيقة نطلبها ولا نمسك بها…لا جواب نهائي …لن يموت الاتحاد الاشتراكي مادام في المغرب إنسان يتساءل ، يفكر ،يناضل …إنسان يروم معانقة رفعة المواطنة والقطع مع خسة الرعية؛
الشبيبة الاتحادية أغنية يتغنى بها شبابنا وشاباتنا…يعزفون لحن الخلود ويغردون شعارات ليست كالشعارات …شربناك بالنخب حتى الثمل…فارتوى عقلنا بالوعي …وارتوى قلبنا بالحب…حبيبتنا شبيبتنا يا مستقبلنا…أرادوك رائدة وأردناك خالدة …جنون عشقك بوصلة لكل شاب وضمير لكل شابة …امنحي لنا جناحا نطير به نحو التقدم…نحو الأزل …حبيبتنا شبيبتنا يا مستقبلنا…سنزرعك في كل الحكم …بذرة في النضال والتربية…عملاقة ترفرفين الى الشموخ…الى الخلود…عالية على الرداءة…فأنت الشبيبة الاتحادية يا مستقبلنا…تبقين غالية وشمس كل أمل…نحبك ( اتحادي اتحادي…) نحب الوطن (منبت الأحرار مشرق الانوار…)
وانطلق قطار الشبيبة الاتحادية…قطار النضال والتحدي…التصالح مع التاريخ مع الذات…مع المجتمع…مع الشباب…الرصيد التاريخي هو البوصلة…
المضي في الطريق …الإرادة والدينامية …القطع مع الجمود والكسل…الثورة على الانغلاق والانفتاح …
حراك شبابي اتحادي …حراك واع …دال ومعبر…مغزى عميق…رسائل ورموز…
في كل جهات المغرب …حضور قوي للشباب…الشبيبة الاتحادية هي القاطرة…هي الرافعة…هي المدرسة..هي النخبة…هي القيادة …أمل وطموح…مبادرة وابداع…
في الأمكنة كلها…في كل الجهات…وفي زمن واحد ؛ زمن الشبيبة الاتحادية ….التحضير للمؤتمر الوطني التاسع….مؤتمر للفكر والسياسة …للحوار والتواصل…. ثقافة جديدة لشباب متجدد….هنا المؤتمر التاسع…هنا معبد الحداثة فطوبى للمؤتمرين والمؤتمرات …
إنه الماضي الذي يمتد في الحاضر….رسالة جيل لجيل…المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية سيكون عظيما وجميلا ؛ عظيما من حيث المؤتمرات والمؤتمرين كما ونوعا…، عظيما من حيث الأهداف والغايات….عظيما من حيث الأوراق التي تروم تفجير الطاقات الإبداعية التي يزخر بها شبابنا…عظيما من حيث التنظيم الجدي والمسؤول …وجميلا من حيث أن المؤتمرات والمؤتمرين والمؤتمرين هم شباب في عمر الزهور….شباب جميل سيحضر لمعانقة القيم الجميلة….قيم الحب والتواصل والحوار ، قيم التسامح والانفتاح والتآخي…قيم التجديد والخلق والإبداع …شباب جميل يعشق الحياة …شباب اختار معانقة الأمل والمستقبل لذا قرر الانتماء إلى هذه المنظمة العتيدة ؛ الشبيبة الاتحادية ، حيث شروط التربية والتوعية …رفعة الاخلاق وسمو المبادئ …
شابات وشباب يقولون لا لليأس ، لا للعنف …لا للعبث والشعبوية….منخرطون للانتفاضة على الرداءة وتبديد الظلام….إنهم ورود منفتحة ومتفتحة…سيحضرون ليعلنوا انخراطهم في إنجاح بناء المغرب بلدا ناميا وقويا، حداثيا ومتضامنا..
الشباب الاتحادي …أحفاد المهدي وعمر وكرينة…..اتحاديون …اشتراكيون ديموقراطيون..عقلانيون حداثيون…تاريخ وعطاء…نضال وتضحية…فكر وعمل…أيديولوجيا وممارسة..صناع التاريخ…أحياء في التاريخ بل التاريخ حي بهم…
الشباب الاتحادي….يصطحبون انتماءهم لمواجهة الصعاب..لمجابهة المثبطات ، لعناق الأمل….ودائما يحملون دفاتر وورودا…وفي ذهنهم أفكار ومبادرات….وعلى كتفهم مهام ومسؤوليات….فهم يكرهون الفراغ….
الشباب الاتحادي يواجهون التحامل على الاتحاد الاشتراكي وعلى الشبيبة الاتحادية….ولا يستبعدون أن يكون الهدف من هذا التحامل هو خلق الفراغ ، والفراغ اقتل من القمع ؛ القمع يمكن أن يكون مجرد فترة وتمر ، ويمكن أن يصيب الوهن مرتكبيه ، أما الفراغ فهو يقتل القريحة ويستمر مفعوله عدة احقاب ….
الشباب الاتحادي بمؤتمره الوطني التاسع يملأ الفراغ….إن الزمان الفارغ يعدي الناس بفراغه….وحين يكون الشعور هامدا والاحساس ثابتا….يكون الوعي متحركا….وعي بأن السياسة هي انتزاع الممكن من قلب المستحيل….ولكن حيث توجد الإرادة …حيث توجد الشبيبة الاتحادية ويكون الطموح….تكون المبادرة ويكون التحدي ….ويكون المؤتمر الوطني التاسع….تكون الطريق المؤدية إلى النتائج…..ويقول الشباب الاتحادي :” لا تهمنا الحفر ولا نعيرها أي اهتمام. ”
منذ بداية البدايات ، منذ 1975 ….كشف الشباب الاتحادي عن طاقة تمتلك قدرة الصمود …وفي النضال يظلون دائما ودوما متمسكين بطموح النجاح …بإرادتهم واصرارهم ينسجون نسيجهم المميز ” الإرهاب لا يرهبنا والقتل لا يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار ”
الشباب الاتحادي يكره اللغة السوداوية والنزعة العدمية …يكره الضجيج والشعبوية …يكره لغة اليأس والتيئيس ….لا…..هم شباب متفائل ….والتحضير للمؤتمر الوطني التاسع يعبر عن هذا التفاؤل….وهذا الطموح….وهذا الحب اللامشروط للمغرب رغم الكآبة في السماء والأسى لدى الآخرين…..قد يكون الماضي حلوا إنما المستقبل أحلى…..
الشباب الاتحادي يشكل استثناء في زمن الكائنات الضائعة….واثق .في زمن التيه….مؤمنون بأن النضال التزام لا ريع…..أبناء مدرسة عتيدة…..مدرسة تاريخية ….تربية اتحادية نزعت منهم ، للأبد ، الإحساس بالخوف والاستسلام……كره الانتهازية والانتظارية… وزرعت فيهم الإمساك بمسار حياتهم مهما كانت العراقيل والعوائق ….تربية زرعت فيهم الصمود والتصدي …تنفسوا عبق تاريخ نضالي …تربية تعتمد الجدية والصرامة مرات وتعلن الليونة والمرونة مرارا….تمطر حبا حينا ، نارا أحيانا…..

الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 08/09/2022