الكتابة الجهوية بالشمال تحتج على طريقة التعاطي مع ضحايا الحرائق

سجلت الكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة طنجة تطوان الحسيمة أسفها للخسائر الفادحة التي خلفتها الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي بالجهة، وما خلفته من ضحايا، ومن خسائر فادحة في الممتلكات والتنوع الطبيعي. وإذ تنحني بخشوع أمام أرواح الضحايا شهداء الحريق والواجب الوطني وتتقاسم مشاعر الألم مع عائلاتهم؛ فإنها تدعو الى تبني إجراءات استباقية للحد من انتشار الحريق مثل قواطع الحريق التي يتعين أن يتم شقها وتنقيتها باستمرار قبل حلول المواعيد القائظة، وإعداد الوسائل اللوجستية الضرورية.
كما سجلت الكتابة الجهوية ، في بيان توصلت الجريدة بنسخة منه ، بأسف شديد الطريقة التي تم بها التعاطي مع الضحايا والمتضررين من هذه الحرائق، ولا سيما في محاولة استئثار بعض الكائنات السياسية، المحسوبة على أطراف من التغول الحكومي، بتوزيع الدعم الذي تصدقت به الحكومة على ضحايا هذه الحرائق في استغلال بشع لمحن وآلام الضحايا.
واعتبرت أن الدخول الاجتماعي لهذه السنة لا يحمل آمالا حقيقية، سواء في قطاع الصحة الذي لا يزال في حاجة إلى بنيات صحية وأطر طبية كافية، أو في قطاع التعليم مع ارتفاع تكاليف الدخول المدرسي وما عرفته المواد المرتبطة به من غلاء، أو من حيث يتوقع أن ترتفع نسب الاكتظاظ في الأقسام الدراسية، أو من حيث استمرار التوتر في القطاع مع ما يترتب عنه من ضياع وهدر لساعات التحصيل والدراسة، أو من حيث كون ما سمي ببرنامج أوراش مجرد ذر الرماد في العيون الذي لا يعدو كونه بطالة مقنعة، سيما مع طبيعة من تولوا تدبير هذه العملية بمختلف أقاليم الجهة من المحسوبين على أطراف التغول الحكومي، وما طبعه من تمييز وزبونية واستغلال انتخابوي.
ونبهت الكتابة الجهوية بالشمال الى بعض التصرفات الخارجة عن إطار القانون، سواء في تنظيم وتأطير الحقل السياسي الجهوي وما يطبعه من تمييز في التعاطي مع المؤسسات المنتخبة، وخاصة بعضها المحسوبة على الحزب في بعض أقاليم الجهة، أو في منع مراكب للصيد التقليدي المرخصة من ممارسة نشاطها في بعض شواطئ الجهة، مع ما يترتب عن ذلك من حرمان هذه الفئات من كسب مورد العيش رغم تمسكهم بالرخص التي تبيح لهم ممارسة هذا النشاط، ودعت السلطات المعنية بالتدخل العاجل لوقف هذا الشطط المخل بالقانون وسلطة الدولة.
وسجلت الكتابة الجهوية بارتياح الإقبال الذي عرفته مختلف مدن الجهة وشواطئها خلال هذا الصيف، وما ترتب عنه من إنعاش للقطاع السياحي بآثاره الإيجابية على مختلف الأنشطة الاقتصادية والتجارية والترفيهية. وقد شكل هذا الإقبال مناسبة كشفت عن ضعف البنيات الأساسية ومؤسسات الاستقبال السياحي؛ من خلال المعاناة اليومية في مجال السير والتنقل داخل وعبر المدارات الحضرية، وعن هشاشة بنيات الاستقبال السياحي، وعجز أغلب المؤسسات المنتخبة وأجهزة المراقبة عن حماية الفضاءات العمومية، وزجر مظاهر الاستغلال البشع لبعض الأنشطة ذات العلاقة بالسياحة لهذا الإقبال في ما يتعلق بجودة وأسعار الخدمات والمواد الاستهلاكية.
وثمنت الروح الوطنية العالية للمواطنين من مغاربة العالم الذين سجلوا مرة أخرى تعلقهم بمصالح وطنهم، سواء من خلال العدد الهائل ممن ولجوا التراب الوطني خلال مرحلة العبور لهذه السنة، أو من خلال التحويلات المالية التي ضخوها في موارد الدولة، أو من خلال إسهامهم في إنجاح موسم الاصطياف.
وأكدت الكتابة الجهوية، وبحكم أن نقط العبور الأساسية توجد بالجهة، واستحضارا منها لمضامين التوجيهات الملكية في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، على الضرورة القصوى لمعالجة العوائق التي واكبت مرحلة عبور هذه السنة، وعانت خلالها أفواج من مغاربة العالم محنا حقيقية، سواء بطول الانتظار في ميناء الجزيرة الخضراء، أو الساعات الطوال التي قضوها في طوابير الانتظار الممتدة على كيلومترات عند شبابيك العبور بموانئ طنجة والحسيمة، ولكن وبشكل أكثر حدة بمعبر باب سبتة من الجانب المغربي. ويفترض الاستعداد لمواسم العبور المقبلة الشروع ومنذ الآن في التدابير الضرورية حتى لا تتكرر هذه المعاناة كل موسم عبور. ومن أولوياتها تجهيز معبر سبتة بعدد إضافي من شبابيك الاستقبال والمغادرة، وتجهيزه بأحدث تقنيات المراقبة التي تيسر سيولة العبور سواء في مراقبة العربات أو ختم الجوازات، وإعداد الناقلات البحرية الكافية بين الضفتين لضمان انسيابية العبور وتقليص ساعات الانتظار.. وغيرها من التدابير المواكبة لهذه العملية المتجددة على مدار السنوات.
ونوهت الكتابة الجهوية بجهة طنجة تطوان الحسيمة ببلاغ المكتب السياسي الصادر عن اجتماعه لفاتح شتنبر الجاري، والذي عبر بشكل واضح ودقيق عن المواقف الثابتة للحزب من مختلف القضايا الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما يترجم القناعات التي يتقاسمها الاتحاديات والاتحاديون ومختلف الفئات الاجتماعية التي تعاني من تبعات التغول السياسي، وعجزه عن مواجهة مظاهر الأزمة الاجتماعية المتفاقمة.
وأكدت انخراطها في إنجاح المؤتمرين الوطنيين للشبيبة الاتحادية والمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، باعتبارهما محطتين أساسيتين لضخ نفس جديد في قطاعي الشباب والنساء ودعامة لتحريك باقي القطاعات الحزبية.
وقررت عقد اجتماع طارئ مع فريق الحزب بالجهة في نهاية الأسبوع الجاري للتداول في مختلف القضايا التي تهم سير مجلس الجهة، والمواقف التي يتعين تبنيها في التعاطي مع هذه التجربة المطبوعة بنفس منطق التغول الثلاثي.


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 15/09/2022