طوى فريق الرجاء الرياضي صفحة المدرب التونسي، فوزي البنزرتي، الذي فشل في قيادة النسور إلى التحليق عاليا في أجواء التنافس على الدوري الاحترافي، بعد بداية مخيبة، جمع فيها نقطتين من أصل تسع ممكنة.
ولم يقدم الفريق الأخضر تحت قيادة شيخ المدربين التونسيين ما كان منتظرا منه، رغم الصفقات الكبيرة التي قام بها خلال فترة الانتقالات الصيفية، حيث بدا أنه فقد شخصيته وهويته، وتحول إلى مجرد رقم عادي في معادلات التنافس الوطني، بعدما تعادل بالميدان، وبشق الأنفس، أمام أولمبيك آسفي والمغرب التطواني، وانهزم خارج الديار أمام الوافد الجديد على الدوري الاحترافي، اتحاد تواركة.
وفضلا عن تواضع الأداء، وجد البنزرتي نفسه مجبرا على متابعة مباريات الفريق من المدرجات، على خلفية توقيفه لست مباريات، حينما كان مدربا للوداد خلال نهاية موسم 2019 – 2020، وهي العقوبة التي وجدها في انتظاره بمجرد عودته إلى الدوري الاحترافي، عقب الاعتراض الذي تقدم به أولمبيك آسفي.
وكانت هذه الواقعة من الأسباب الكبيرة التي عجلت بقرار الانفصال، رغم أن الرئيس الرجاوي، عزيز البدراوي، ما فتئ يؤكد دعمه للمدرب التونسي، وأبدى تشبثا به، لأن التعاقد معه كان عن قناعة واستشارة تقنية من مختصين.
وكان التصريح الذي أطلقه البنزرتي، مباشرة عقب التعادل بالميدان أمام المغرب التطواني يوم الأحد الماضي، مؤشرا على أن البنزرتي وصل إلى خط النهاية مع الرجاء، بعدما عبر عن عدم رضاه على المستوى الذي ظهر به فريقه أمام تطوان، حيث قال: «لست راضياً عن أداء الفريق بشكل عام ولا أستطيع العيش في ظل غياب النتائج الإيجابية»، مضيفا أن «هناك أمور غير مفهومة، ونحن مطالبون بمراجعة الأوراق قبل فوات الأوان، ومستعد للرحيل في حال كنت أنا المخطئ».
ومباشرة بعد هذا التصريح، عقد الرئيس الرجاوي اجتماعا، يوم الاثنين، مع البنزرتي، الذي حاول التنصل من مسؤوليته بخصوص الانتدابات، وألصقها باللجنة التقنية، وهو ما رفضه البدراوي، الذي خيره بين إعادة ترتيب اوراقه الرحيل إن وجد نفسه غير قادر على الاستمرار، ليخلص الطرفان إلى ضرورة إنهاء العلاقة التعاقدية، حيث سيحصل البنزرتي على مبلغ 40 مليون سنتيم، فضلا عن مقدم العقد الذي توصل به عند التوقيع والمحدد في 60 مليون سنتيم.
وبمجرد تكون قناعة الانفصال لدى الرئيس الرجاوي، ربط اتصالاته بمنذر الكبير، الذي تولي قيادة نسور قرطاج في كأس العرب ونهائيات أمم إفريقيا 2022.
وحل الكبير مساء الثلاثاء بالدار البيضاء من أجل إنهاء المفاوضات، التي قطعت أشواطا كبيرة، وبناء عليها ألغى توقيع عقد تدريبه لمولودية الجزائر، الذي كان قد اتفق معه على كل التفاصيل.
وما إن تردد في محيط مركب الوازيس اسم منذر الكبير حتى انتفضت فئة كبيرة من الجماهير، معتبرة أن الرئيس جازف كثيرا بإنهاء علاقته بالمدرب البنزرتي، وكان يتعين منحه مزيد من الوقت قصد إيجاد التوليفة المثالية، وأنه لا يمكن الحكم على عمله من خلال ثلاث مباريات، قبل أن تعتبر أن منذر الكبير فاقد للخبرة الكافية من أجل قيادة الرجاء، لأن في رصيده لقب واحد، وكان سنة 2013 رفقة النادي البنزرتي، حيث توج معه بكأس تونس.
الرجاء يطوي صفحة البنزرتي ويواصل الاعتماد على المدرسة التونسية وسط تخوف مناصريه

الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 22/09/2022