كيف يمكن تجديد أساليب تواصل الشبيبة الاتحادية اليوم؟

إن إلقاء نظرة على المسار السياسي لحزبنا ولشبيبتنا الاتحادية، طيلة السنوات الماضية، يوضح بجلاء أننا كنا حزبا ومنظمة دائمي التواصل مع المواطنات والمواطنين، وذلك من خلال جرائدنا  الورقية التي تطورت بشكل كبير في مراحل سابقة، والتي انحسر دورها اليوم للأسف، ثم من خلال مواقعنا الإلكترونية وفي ما بعد من خلال حضورنا من داخل منصات التواصل الاجتماعي.
ويمكن التأكيد، أن كل هذه الوسائل أو القنوات التواصلية قد أدت وظيفتها التي كنا نريدها لها على أكمل وجه، إذ كان لصحافتنا  الحزبية دور القنطرة سواء بيننا وبين المواطنين، أو بين قيادات حزبنا وقواعده، حيث وصل صداها الإشعاعي إلى مجموع شرائح المجتمع المغربي.
ومع هبة موجة التكنولوجيات التواصلية الحديثة، انتعشت بشكل لافت ما بات يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت واسطة تواصلية مرنة، تقدم المعلومات وتعرضها بطرق متعددة(الكتابة، الفيديو، الصورة …إلخ)، وأصبح لهذه الأخيرة دور كبير في تقوية عملية التواصل المقرون بالإشهار والتسويق وهذا ما طال مختلف المجالات .
ولقد أثرت هذه المستجدات التي همت عالم التواصل السياسي، من خلال إنتاج مختلف أشكال التعبيرات السياسية وهذا ما قد يمس صدقيته وواقعيته، إذ قد يغلب الجانب الافتراضي على حقيقته الواقعية، وإن كانت هذه الأساليب قد تضمن تمريره وإيصاله إلى كل مستهلك هذا الخطاب بكيفية إنسيابية وسلسة، إذ صار لزاما على المتواصل السياسي بدل الفاعل السياسي أن يقدم إضافات قد تكيف المضامين ويختار الصور التي قد يراها مناسبة فضلا عن تحديد التوقيت الذي يراه ملائما للنشر والتفاعل، مغيبا حقيقة اللحظة وقوتها، مع تحديد الفئة التي يتوخى استهدافها، وهذا ما قد يضمن له التأثير المراد.
ولأننا منظمة شبيبية سياسية مناضلة، لنا أفق نضالي، من المفروض علينا اليوم، أن نحضر جيدا لمؤتمرنا الوطني التاسع، وأن نساير هذه التطورات، من خلال تجاوز الآليات التواصلية الكلاسيكية التي طبعت عملنا وأداءنا لفترات طويلة، وأن نتبنى الآليات الجديدة التي قد تمكننا من مخاطبة أكبر عدد ممكن من الشباب المغربي اليوم، خصوصا وأنه فرض نفسه في مجمل منصات التواصل الاجتماعي، وذلك لتسويق أفكارنا واختياراتنا وتصوراتنا وبرامجنا للمغرب الذي نريد، إذ يجب إشراك هؤلاء الشباب لمناقشة وتقاسم نفس الهموم الجماعية المشتركة، بتحفيزه للتعاطي الديمقراطي الحداثي مع كل الموضوعات، دفاعا عن قيم الكرامة والحرية والمساواة، وهذا هو رهاننا للتحديث الذي قد يقطع مع كل الأساليب العقيمة وغير المنتجة التي تجاوزها العصر.
وتأكيدا لما سبق فإن الشبيبة الاتحادية كمنظمة سياسية، هي في قلب عملية التواصل مع كل شرائح المجتمع، وهذا ما يحتم تقوية مواقع التواصل بآليات جديدة تستفيد من الأجيال الأخيرة للثورة المعلوماتية، وهذا ما يضمن الولوج السهل للمعلومة في زمن المعلوميات .

عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية.


الكاتب : أنس اليملاحي

  

بتاريخ : 28/09/2022