قطاعات تعمل على مكافحة داء السعار القاتل بالبلاغات

اكتفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإصدار بلاغ بمضمون كلاسيكي جاف، خالٍ من أية معطيات من شأنها طمأنة المواطنين وزوار بلادنا على حد سواء، بخصوص الكيفية التي ستتم بها مكافحة داء السعار والتي يجب أن تكون فعالة وناجعة، خاصة وأن مصادر المرض المتعددة، تزداد أعدادها يوما عن يوم، وعلى رأسها الكلاب الضالة، التي تسبب بعضها في حوادث مأساوية خلال الآونة الأخيرة.
وزارة الصحة والحماية الاجتماعية التي أكدت في بلاغها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السعار، أن الكلاب تعد المصدر الأول لانتقال عدوى المرض للإنسان بنسبة 90 في المئة مقارنة بباقي الحيوانات ذات الدم الحار التي قد تكون سببا في الإصابة بالسعار، أشارت إلى أن التلقيح في حال التعرض لحيوانات غير مطعّمة يمكّن من تجنب الإصابة بهذا الداء، داعية المواطنين إلى الإقبال على تلقيح الحيوانات المملوكة من كلاب وقطط ضد السعار وتجنب ملامسة الحيوانات المجهولة المصدر، دون الإشارة إلى أية خطوة تبين التدابير والإجراءات العملية التي تم اتخاذها أو المبرمجة بتنسيق مع مختلف المتدخلين لتطويق الظاهرة الأبرز وهي انتشار الكلاب الضالة التي باتت تروّع الكبار والصغار، من أجل زرع الثقة والإحساس بالأمن في صفوف المغاربة.
من جهتها، أصدرت جماعة الدارالبيضاء هي الأخرى بلاغا حول نفس الموضوع، جاء هو الآخر فضفاضا وغارقا في الحشو والإطناب، معلنا أن المجلس منخرط في المخطط الوطني الذي يهدف إلى القضاء على الوفيات بسبب السعار، خصوصا المنقول منه عن طريق الكلاب والقطط الضالة بحلول 2030 طبقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية. وعوض أن يكشف المجلس الجماعي عن التدابير التي يقوم بها رفقة المقاطعات لمواجهة المد التصاعدي للكلاب الضالة، دعا ساكنة الدارالبيضاء والمجتمع المدني للتعاون من أجل التصدي لهذا الداء الفتاك والقاتل، حسب تعبيره، بالتبليغ والوقاية، دون أن يقدم أية معلومات عن آلية التبليغ، هاتفية كانت أو رقمية أو غيرهما.
وتعاملت جماعة الدارالبيضاء من خلال مكتبها مع الحدث العالمي، بتجاهل تام لواقع قاتم يعرف حضورا قويا للكلاب الضالة، في مختلف الشوارع والأزقة، بالأحياء الراقية والمتوسطة والشعبية على حد سواء، وعلى جنبات خطوط الترامواي وفي الشواطئ، إذ لم يعد هناك مكان لا تتواجد فيه كلاب ضالة، بما في ذلك محيط المؤسسات التعليمية، وهو ما يمكن لأي مسؤول الوقوف عليه من خلال جولة بسيطة، مما يجعل المجلس الجماعي في وضعية شرود واضحة مقارنة بانتظارات وشكايات المواطنين. ودفعت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، التي لا يمكن مواجهتها بالبلاغات الجوفاء، والتي تعتبر مصدر قلق كبير للمواطنين، العديد منهم إلى اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتوثيق الحالات والحوادث المختلفة بالصور لحث مختلف المصالح المعنية على التدخل العاجل، بل إن الحديث عن هذه المعضلة التي يعرفها تراب المملكة ككل، لم يعد داخليا فحسب إذ أصبح خارجيا كذلك بعد حادث الداخلة الذي ذهبت ضحية له أستاذة في الطب بفرنسا، وقبله حوادث أخرى مختلفة، كحادث تعرض سائح بريطاني لعضة قطة في المغرب، أدت إلى وفاته بعد عودته إلى بلده، وفقا لما تناقلته مصادر إعلامية، مما يتطلب تعاطيا مسؤولا وجادا، حفاظا على أرواح وسلامة المغاربة والأجانب على حد سواء، وتفادي كل ما من شأنه أن يسيء لصورة بلادنا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 29/09/2022