أهدانا كأس إفريقيا وقاد المنتخب عميدا لأزيد من عشر سنوات : أحمد فرس يتألم في صمت

 

يعيش أحمد فرس منذ أزيد من شهر أزمة صحية صعبة فرضت عليه الخضوع لفحوصات دقيقة ولعمليات جراحية بأحد المصحات الخاصة بمدينة الدارالبيضاء.
صاحب أول كرة ذهبية إفريقية للمغرب،وعميد المنتخب الوطني في عقد السبعينيات، وحامل كأس إفريقيا سنة 1976 بإثيوبيا،الكأس الوحيدة في خزانة الكرة المغربية، يواجه مرضه بشموخ، بعفة وبتحدي، يتألم في صمت،مبتسما كما هي عادته،في وجه معارفه وأصدقائه ومحبيه الذين يتقاطرون يوميا وطيلة ساعات اليوم على منزله وسط مدينة المحمدية.
لا يعاتب،لا يتذمر، لا يجهر بألمه،يردد عبارته التي لا تفارقه: « اللي قدره الله،مرحبا به».
أسطورة كرة القدم المغربية والعربية والإفريقية، أول رياضي يستقبله جلالة الملك محمد السادس بمناسبة جلوس جلالته على كرسي العرش في 1999، يعتمد على إمكانياته الخاصة في مواجهة تكاليف العلاج، إمكانيات لا تتعدى مدخول تقاعد ضعيف، يغطي حاجيات بيته،ويحاول الاعتماد عليه في تدبير مصاريف علاجه.
أحمد فرس الهداف التاريخي للمنتخب المغربي بـ42 هدف، الهداف التاريخي للمنتخب المغربي في كؤوس إفريقيا برصيد 6 أهداف، هداف المنتخب المغربي في أولمبياد ميونخ 1972 برصيد 3 أهداف ، وصاحب 14 مشاركة بالقميص الوطني ضمن تصفيات كأس العالم 1970 و 1974 و 1978 ب ستة أهداف، والذي لعب لناد واحد طوال مسيرته الكروية و هو شباب المحمدية، رافضا عروض من عدة أندية أجنبية للعب في صفوفها كريال مدريد الإسباني و كوسموس الأمريكي، يواجه مرضه محاطا بدفء زوجته وأبناءه وبناته، في غياب تام وكلي لأي اهتمام من طرف الهيئات المشرفة على الرياضة والكرة الوطنية.
عندما سألته جريدة «الاتحاد الاشتراكي» هل تم الاتصال به من طرف الهيئات الرياضية الوطنية وتحديدا جامعة كرة القدم،وهل هناك أي دعم أو اهتمام،رد مبتسما:» ربما انشغالاتهم حالت دون ذلك، لا أعاتبهم، إنه قدري وأنا أتقبله وما كتبه الله وقدره فمرحبا به».
ثق سيدي أحمد فرس،لست وحدك في ألمك،لست وحدك في مرضك،قلوبنا معك، قلوب الجماهير العريضة التي أسعدتها لسنوات عديدة،وكل المغاربة في تلك الحقبة الجميلة من زمن الكرة المغربية، وبدون استثناء،كانوا يعرفونك،ويعشقونك ويحترمونك، ويقاسمونك اليوم ألم المرض وحرقة العزلة في سرير المصحة وفي معركة العلاج.
شافاك الله وعافاك مول الكرة..


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 01/10/2022