دعا الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض بالجزائر، إلى «تحرير الحقلين السياسي والإعلامي» وإلى «احترام الحريات» بالجزائر.
وقال يوسف أوشيش، خلال تجمع شعبي حاشد بمناسبة الذكرى 59 لتأسيس الجبهة، « إنها ضرورة حتمية وأولوية قصوى ترك الفرصة للمجتمع كي ينتظم بمحض إرادته دون وصاية، ويتهيكل وفق قواعد سياسية أخلاقية تحركها المصلحة الوطنية وليس الولاء، وإننا أمام حتمية إعادة الاعتبار للعمل السياسي وتمكينه من أداء دوره في أجواء من الانفتاح الإعلامي».
ودعا في هذا السياق كل القوى الوطنية والاجتماعية لـ»التجند والاتحاد للمطالبة بانفتاح سياسي وإعلامي حقيقي».
وبعد أن ذكر بالسياق الجزائري الحالي « المتسم بضبابية الأفق وتشويه العمل السياسي» أبرز المسؤول الحزبي أن «الحصانة الوطنية لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال الإقرار بالتنوع والعمل تحت المظلة الوطنية في تناغم، انسجام وتقبل للآخر».
وأقر أوشيش بأن الجزائر تشهد، حاليا، «أكثر المراحل السياسية فتورا وركودا وعلى جميع المستويات، إن على مستوى النقاش السياسي، أو الممارسة وحتى من جانب المبادرة والتجاوب».
وأوضح أن هذا ينم عن «عدم وجود إرادة سياسية لدى السلطة للانفتاح وبغلق لكل الأبواب في وجه مكونات المجتمع خاصة لتلك التي تملك رؤية مغايرة، مستعملة بديلها التقليدي المتمثل في التسيير الأمني، التخويف والترهيب».
واعتبر أن العمل على «تقزيم» الأحزاب السياسية كشكل لا غنى عنه من أشكال التنظيم السياسي والمجتمعي، والاستمرار في محاولة إخضاعها وكسرها إسوة بالمنظمات الوسيطة من نقابات وجمعيات، هو «مسار انتحاري غير محمود العواقب».
وأبرز أن كل الإشارات تشير إلى أن هناك إرادة من قبل السلطة «لوضع التعددية محل تساؤل وتشكيك بهدف خنق الحريات وتمهيدا للرجوع إلى العهد الأحادي أو ربما أخطر بافتتاح عهد جديد عنوانه: صفر سياسة».
وحذر أوشيش من «الاستنجاد بالحلول الترقيعية وتكريس منظومة الوهم مع الاعتماد على مؤسسات هشة ومنظمات شكلية تعوض المجتمع الحر، المنظم
والمسؤول القادر على التشخيص والتقييم والاقتراح وأيضا المستعد للمبادرة وردة الفعل في مواجهة كل التحديات.
والحل في نظر أوشيش، وفي ظل السياق العام بالبلاد و»أمام تقلص الحلول»هو « الإبداع والابتكار اللذين لا يترعرعان إلا في بيئة من الحريات والحقوق».