طالبتها بمبلغ إضافي قدره 400 أورو كشرط لتسليم الجثة : جثة «مهاجر متوفى بفرنسا» تتعرض للاحتجاز من طرف شركة لنقل الأموات بفاس

 

تنديدا بواقعة ابتزاز وتعسف واضحين، لم تتخلف عائلة مهاجر (نورالدين) توفي بالديار الفرنسية، وتقطن في خنيفرة، عن مواصلة فضحها لما تعرضت له من معاملة غير إنسانية على يد سائق سيارة لنقل الأموات تابعة لشركة تأمين، ومقرها الفرعي بفاس، ذلك بعد أن فجعت، يوم 21 غشت المنصرم، بوفاة ابنها في بلاد الغربة، ورغم كل الحزن والألم لم يشغلها سوى الإسراع في إجراءات نقل جثمانه من فرنسا إلى حيث أٔوصى بدفنه في مدينة خنيفرة، وكان قد هاجر من المغرب إلى الديار الإيطالية ليستقر بعدها بمدينة ليون الفرنسية.
وقد سارت الإجراءات بشكل سلس دون عقبات، من حيث حرص الفقيد، قيد حياته، على التقيد بالتأمين لتجنيب أسرته عناء أي مكروه قد يحدث، ويخول لها نقل جثمانه إلى مأواه الأخير دون متاعب، وفعلا جرى نقل جثمانه، بتاريخ 25 غشت المنصرم، صوب مطار مدينة فاس على أساس تسليمه لسيارة نقل الأموات التابعة للتأمين فور وصول الطائرة، والانطلاق به على جناح السرعة إلى مدينة خنيفرة، ثم إلى المقبرة دون توقف من باب الحرص على درجة التبريد بفعل درجة الحرارة المفرطة، وكذا إيمانا بمبدأ الدين الحنيف حول إكرام الميت.
وبعد حلول الطائرة في الوقت المحدد، جرى تسليم الجثمان لسيارة نقل الأموات التابعة للتأمين بالمغرب، في حضور أفراد أسرة الفقيد الذين رافقوا الجثمان نحو مدينة خنيفرة، إلى هنا تبدو الأمور عادية، غير أن ما حصل من فعل مفاجئ يندى له الجبين ويتعارض مع كل القيم الإنسانية والشرائع السماوية، أن سائق سيارة نقل الأموات التابعة للتأمين عمد، وبكل وقاحة ودون أي حرج أو خجل، إلى التوقف بمدخل المدينة لمطالبة أسرة الفقيد بمبلغ إضافي قدره 400 أورو كشرط لمواصلة طريقة وتسليم الجثة، دون أدنى اعتبار لنفسية العائلة المكلومة.
وأمام الوضع المقيت، لم يكن من مرافقي الجثمان إلا الاتصال بباقي الأسرة، ممن كانوا بصدد التحضير لاستقبال الجنازة، وجرى إعلامهم بالقرار اللعين الصادر عن السائق، ليتم الاتصال بالسائق ورئيسه في العمل فكان الرد موغلا في التعسف والاحتيال، وبالرغم من أن شركة التأمين بفرنسا أكدت للأسرة تغطية كل مراحل النقل جوا وبرا، كان للسائق رأيه المخزي، بل أنه لم يخجل من تهديد الأسرة المكلومة باستطاعته «رمي جثمان فقيدها في البراري»، ذلك قبل أن يتدخل بعض أصدقاء الفقيد لتأمين المبلغ المطلوب.
ولم يكن سهلا على مشيعي الجنازة تفسير مدى بشاعة الفعل الذي قام به سائق سيارة الإسعاف؟ ولا كيف تأخر تشييع جثمان الفقيد إلى مأواه الأخير إلى الساعة الثالثة صباحا، وقد شارف على التعفن؟ دون أن يفوت أرملته التعليق بمرارة: «لم يخطر ببالي أن أعيش وأبنائي الألم مضاعفا، ألم فراق زوجي ولوعة فراق الأبناء لوالدهم من جهة، والإذلال والابتزاز الذي تعرضنا له من طرف شركة نقل الأموات في شخص سائق سيارة نقل الأموات بتواطؤ مع المسؤول عن الشركة، من جهة أخرى»، الأخير الذي بعث بشبه فاتورة عبر حافلة لنقل المسافرين.
وأضافت الأرملة بتأثر بالغ: «يصعب علي استيعاب الإهانة والرعب والضغط النفسي الذي مورس علينا أنا وأبنائي من طرف السائق بفعل احتجازه لجثمان الفقيد، على مشارف مدينة خنيفرة في وقت متأخر من الليل (الثانية صباحا)، وفي حرارة جد مفرطة، مطالبا بمبلغ 400 أورو كتعويض أو بتعبير أدق كفدية لإطلاق سراح الرهينة / الميت، علما أن شركة التأمين قد تحملت كل مصاريف النقل والدفن من مكان الوفاة بفرنسا إلى مقبرة أحطاب بخنيفرة، وكم ذكرتني هذه الواقعة بقصص قطاع الطرق والقراصنة الذين كانوا يعترضون سبيل المسافرين ليلا».


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 06/10/2022